آمنة الكتبي (دبي)
قالت عائشة ميران، المدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية: «إن (استراتيجية التعليم 2033)، تهدف لإحداث نقلة نوعية في منظومة التعليم من خلال تقديم تعليم نموذجي عالي الجودة محوره (الطالب)، والداعمة لغايات خطة دبي 2033 وأجندة دبي الاجتماعية 33 للمساهمة في بناء المنظومة التعليمية الأكثر قدرة على مواكبة طموحات دبي المستقبلية، وتعزيز رأس مالها البشري».
وأكدت لـ «الاتحاد» أنه سيتم إطلاق مبادرة «جواز المتعلم»، التي تهدف إلى تتبع مسار التعليم للطفل، وسيتم التنسيق مع الجهات المعنية لإنشاء قاعدة بيانات ومنصة موحدة، على أن يتم إطلاقها بعد عام ونصف العام.
وصرحت بأنه سيتم قريباً الإعلان عن افتتاح مجموعة من حضانات الفرجان، مؤكدة الدور المهم الذي تلعبه هذه الحضانات في تعزيز اللغة العربية والتنشئة السليمة، والمساهمة في تعليم الأطفال أهمية الحفاظ على الروابط الأسرية، وتغرس فيهم قيم احترام الأحباء والاهتمام بهم، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس النشء. وأضافت: «إنه سيتم التنسيق مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وهيئة تنمية المجتمع بدبي، بهدف توفير خدمات التعليم والرعاية المُصمَّمة خصيصاً للأطفال الإماراتيين، في مختلف المناطق السكنية، وتلبية الاحتياجات التعليمية للعائلة الإماراتية، وغرس القيم الإيجابية والعادات والثقافة الإماراتية الأصيلة في نفوس الأطفال، واستثمار قدرات وطاقات الكوادر الإماراتية المتميزة في محيط المنطقة السكنية، بما في ذلك «أمهات الفريج»، ونتطلع إلى استفادة أولياء الأمور الإماراتيين من خدمات التعليم والرعاية المتوفرة لأطفالهم من خلال هذا المشروع الرائد». وتابعت: «يأتي إطلاق المشروع في إطار جهود تعزيز الشراكات بين الجهات الحكومية وتقديم حلول مبتكرة تدعم تطور ورعاية الأطفال، مع توفير بيئة تعليمية تدعم النمو الشامل للأطفال وتساهم في بناء جيل واعٍ ومتميز».
وأوضحت أن استراتيجية التعليم E33 تحمل أهدافاً طموحة تتعلق باستقطاب الطلبة الدوليين، وتعزيز دور أولياء الأمور في منظومة التعليم، وتستهدف الإمارة إلى أن تصل نسبة الطلبة الدوليين في الجامعات بدبي إلى 50% بحلول عام 2033، حيث أشارت الإحصاءات الأخيرة إلى أن 30% من طلبة جامعات دبي حالياً هم طلبة دوليون قادمون من خارج الدولة للدراسة.
وحول دور أولياء الأمور في استراتيجية التعليم، أوضحت ميران أن الاستراتيجية تتضمن مجموعة من المبادرات الموجهة لأولياء الأمور، ومن بين هذه المبادرات، مبادرة «شركاء المسار» التي تسعى إلى تمكين وتوعية أولياء الأمور؛ مما يعزز دورهم في دعم رحلة تعليم أبنائهم وتحقيق أهداف الاستراتيجية التعليمية.
تسهيل الدراسة للطلبة الدوليين
فيما يخص إمكانية تسهيل عملية الدراسة للطلبة الدوليين، أكدت ميران أنه لا توجد تحديات فيما يتعلق بالالتحاق بالمدارس أو الجامعات، موضحة أن الإمارة مفتوحة لاستقبال المزيد من الطلبة، خاصة بعد جائحة «كوفيد-19»، حيث شهدت زيادة ملحوظة في الإقبال على التعليم في دبي، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل على تطوير مجموعة من المبادرات التي ستسهل رحلة الطالب الجامعي وتستفيد من مهاراتهم، ومن المتوقع الإعلان عن هذه المبادرات قريباً.
وقالت ميران: «إن الهيئة تعكف على إعادة النظر في معايير وإجراءات الرقابة على المدارس الخاصة في الإمارة، بهدف تحقيق تطوير مرتقب يواكب المستجدات، وبما يحاكي اتجاهات وأهداف استراتيجية التعليم في دبي E33»، موضحة أن توقف الرقابة في الوقت الراهن لا يعني إلغاءها، ولكن هي مجرد وقفة من أجل التطوير وإدخال مستجدات ومشاريع تربوية، تلبي متطلبات التعليم في الإمارة في المرحلة المقبلة، وأن فرق الرقابة مستمرة في زيارات بعض المدارس للارتقاء بمستواها الأكاديمي، ومعالجة النقاط التي تحتاج إلى تحسين.
وقالت: «إن المعلم يعد محور العملية التعليمية، إذ يؤدي دوراً كبيراً في عملية صناعة الأجيال، ما يجعل انتقاء المعلمين أمراً مهماً، لاسيما في ظل المتغيرات والتطورات المشهودة في قطاع التعليم يوماً تلو الآخر»، مشيرة إلى أن عملية الانتقاء تخضع إلى معايير وإجراءات متعارف عليها في دبي منذ تأسيس الهيئة، ولكن لا يوجد ما يمنع تطوير معايير انتقاء المعلمين إذا تطلب الأمر، فالعملية التعليمية بمختلف فئاتها تعمل من أجل الارتقاء بجودة التعليم، ما ينعكس على جودة المخرجات التي تلبي تطلعات الإمارات، لتحاكي من خلال التعليم العالمي في مراحل تطويره المختلفة. وأكدت أن استراتيجية التعليم في دبي E33 ركّزت على دعم المعلم باعتباره أحد أهم الحلقات في العملية التعليمية، مشيرة إلى أنها تشجّع على استقطاب أفضل المعلمين، لاسيما المواطنين، باعتبار أن المهنة تعد رسالة سامية ونبيلة لتخريج أجيال للمستقبل.