أبوظبي (الاتحاد)
شهد سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، افتتاح أعمال المؤتمر العالمي للتأهيل 2024، والذي يقام برعاية سموه للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في مركز أدنيك أبوظبي تحت شعار «العمل والتوظيف».
حضر الحفل كل من الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث، وحمد الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع، والدكتور سيف سلطان الناصري، وكيل دائرة البلديات والنقل، وغنام المزروعي، أمين عام مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، والدكتور مبارك سعيد الشامسي، مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وسناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وسلامة العميمي، مدير عام الهيئة الرعاية الأسرية، والمهندس ميسرة عيد، مدير عام مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية، وعدد من كبار الشخصيات الوطنية.
مجتمعٍ أكثر شمولية
وأعرب عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة التأهيل الدولية، خلال كلمته الافتتاحية، عن فخر المؤسسة وإمارة أبوظبي باستضافة المؤتمر الذي يؤكد التزامها ببناء مجتمع أكثر شمولية يوفر الفرص كافة للأفراد للنمو والازدهار، مشيراً إلى أن المؤتمر لا يهدف إلى استعراض الإنجازات التي تحققت في هذا المجال فحسب، بل وتوفير منصة للتعلم والاستفادة من خبراء القادة العالميين، ومن التجارب المتميزة التي ترسخ مبادئ العدالة والاندماج.
وقال الحميدان: «يتمتع المؤتمر بأهمية كبيرة في ظل استضافته مجموعة من أهم الخبراء من جميع أنحاء العالم، حيث إن التجارب والخبرات المتنوعة التي تشارك في نسخة هذا العام تعتبر دليلاً على الالتزام تجاه تطوير قطاع التأهيل والشمولية عالمياً. كما أن حضور الخبراء العالميين وصناع السياسات والمستثمرين ستضمن أن تلعب النقاشات ضمن فعاليات المؤتمر دوراً كبيراً في تطوير أفضل ممارسات الشمولية والحلول التحولية التي ستعود بالفائدة على الأفراد والمجتمعات، باعتبار أنها نضع الأسس لمستقبل أكثر شمولية للجميع».
وتابع: «أما في دولة الإمارات، يُعد التزامنا بحقوق أصحاب الهمم وإدماجهم ركيزة أساسية في الرؤى والاستراتيجيات الوطنية. لذا، يُعد هذا المؤتمر نقطة محورية في مسيرتنا نحو توفير عالم تتاح فيه الفرص للجميع بغض النظر عن قدراتهم، بما يمكنهم من الازدهار والمساهمة في تحسين المجتمع».
القوقعة الصناعية
من جانبها، قال تشانغ هايدي، رئيسة مجلس إدارة منظمة التأهيل الدولية: «يركز قطاع التأهيل على تغيير حياة الناس من أصحاب الهمم، حيث نشهد في الوقت الراهن أمثلة عديدة، من بينها استعادة الأشخاص الذين يعانون ضعف السمع القدرة على السمع مرة أخرى باستخدام تقنية زراعة القوقعة الصناعية، والأشخاص الذين يعانون إصابات في النخاع الشوكي القدرة على الوقوف والمشي مرة أخرى باستخدام تقنية الهيكل الخارجي. إذ تساهم تكنولوجيا التأهيل بشكل كبير في تعزيز التقدم المستمر في علوم الدماغ والذكاء الاصطناعي، ونأمل أن تلعب منظمة التأهيل الدولية دوراً أكبر في المستقبل. لذا، لنعمل معاً للوصول إلى عالم أكثر شمولية يعيش فيها الأشخاص من أصحاب الهمم حياة ملهمة».
بدوره، قال محمد عزمان، رئيس الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي: «إن التأهيل ليس مجرد أولوية، بل ركيزة أساسية لمجتمع شامل، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر أنظمة الضمان الاجتماعي. ومن خلال التعاون الدولي والتكنولوجيات الناشئة، يمكننا التغلب على التحديات. ويجب ألا يكون هدفنا جعل التأهيل متاحاً وبأسعار معقولة فقط، بل وأكثر إنصافاً وألا يقتصر الوصول إليه على البلدان المتقدمة، بل يمتد إلى الدول النامية. لذا، يعتبر هذا المؤتمر فرصة لتبادل المعرفة واكتساب الأفكار والإلهام من أحدث الابتكارات في مجال التأهيل، خاصة في مجالات العمل والتوظيف».
وهنأ عزمان مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسها، معتبراً أن هذه المحطة تعكس الرؤية الإنسانية لمبادرات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وخلال كلمته الرئيسة خلال المؤتمر، قال الدكتور راشد عبيد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «يُبرز المؤتمر العالمي للتأهيل التزام دولة الإمارات الراسخ بتمكين أصحاب الهمم ودمجهم الفاعل في المجتمع، وحرصها على تعزيز أطر العمل المشترك بين الشركاء حول العالم في الارتقاء بحياة المجتمعات في كل مكان».
تمكين التنوع
استهل المؤتمر أعماله بجلسة نقاشية تحت عنوان «تمكين التنوع: الشمولية والتوظيف ومشاركة أصحاب الهمم»، أدارها عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة التأهيل الدولية، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر العالمي للتأهيل، بمشاركة غابرييلا ميكيتي، نائب رئيس الأرجنتين الأسبق في الفترة 2015 – 2019، والدكتورة أنيت تابارا، المدير العام في الوزارة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية – ألمانيا، وباولينا لامبينين، رئيسة لجنة السياسة والخدمات في منظمة التأهيل الدولية، والدكتورة هيفاء، رئيسة المنتدى العربي الدولي للمرأة.
وناقشت الجلسة مجموعة من المواضيع الرئيسية، من بينها تطوير السياسات العامة والأطر المؤسسية للإدماج والتوظيف ومشاركة أصحاب الهمم، والاحتفاظ بالعمالة الماهرة من خلال التأهيل الفعال، ومسارات لحياة عمل شاملة، وكسر الحواجز وبناء المستقبل: تعزيز التمكين الاقتصادي للسيدات صاحبات الهمم.
شهدت الجلسة استعراض عبدلله الحميدان، مقطع فيديو لعمل درامي من إنتاج مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، بهدف تسليط الضوء على مواهب الأفراد من أصحاب الهمم لإعادة تعريف الشمولية في وسائل الإعلام.
حضور استثنائي
تمتد أعمال المؤتمر حتى 25 سبتمبر الجاري، وذلك في ضوء تعاون يجمع بين منظمة التأهيل الدولية (RI) والجمعية الدولية للضمان الاجتماعي ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم. ويستقطب المؤتمر أكثر من 800 شخص من أكثر من 70 دولة، بينهم قادة ومسؤولون وخبراء وأكاديميون وباحثون في قطاع التأهيل والرعاية الصحية ومقدِّمو خدمات وممثلو مؤسَّسات حكومية وخاصة معنية بمجال تحسين نوعية حياة أصحاب الهمم، إلى جانب 20 جهة محلية، مع توفير إمكانية متابعة جلسات المؤتمر وورش العمل عن بُعد عبر الإنترنت.
جودة حياة
تهدف النسخة الحالية من المؤتمر إلى الارتقاء بجودة حياة أصحاب الهمم وتحديد المتميزين الذين يقودون التغيير والابتكار والتمكين في مجال التأهيل، ويعزز المؤتمر فرص الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، بمشاركة أكثر من 190 متحدثاً، من بينهم 30 يمثلون دولة الإمارات، سيستعرضون 70 دراسة علمية وورقة بحثية، خلال أكثر من 30 جلسة عمل.
التأهيل الفعال
وقدمت الدكتورة أنيت تبارا، عرضاً تقديمياً حول نقص العمالة في ألمانيا وأهمية التأهيل الفعال، في حين ألقت غابرييلا ماشيتي، نائب رئيس الأرجنتين السابق، خطاباً ملهماً شاركت من خلاله تجربتها الشخصية باعتبارها من أصحاب الهمم، مسلطة الضوء على أهمية تحويل اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بأصحاب الهمم إلى سياسات قابلة للتنفيذ.