هالة الخياط (أبوظبي)
تُختتم مساء اليوم فعاليات الدورة الـ21 من المعرض الدولي للصيد والفروسية، بعد أن شهدت الدورة الحالية إقبالاً جماهيرياً واسعاً ومشاركة قياسية فاقت التوقعات.
واستقبل المعرض الذي احتفى بعامه الـ21 برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، عشرات الآلاف من مُحبّي الرياضات التراثية وفي مُقدّمتها الصقارة والفروسية والرماية والصيد البرّي والبحري، ومن عُشّاق الرحلات والتخييم وأنشطة الهواء الطلق.
وللمرّة الأولى في تاريخه، أقيم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية على مدى 9 أيّام متواصلة، بما يعكس الإقبال الجماهيري المُتزايد، ويُلبّي توقعات الزوار، ويستجيب لطموحات العارضين في القطاعات الـ11 التي تُشكّل المعرض.
وشهدت الدورة الحالية من المعرض مشاركة قياسية من قبل كبريات الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في القطاعات المختلفة، حيث ارتفع عدد الشركات العارضة بأكثر من 58.5%، مقارنة بالدورة السابقة في عام 2023، ووصل عدد الشركات العارضة والعلامات التجارية المشاركة إلى 1.742 شركة عارضة وعلامة تجارية مقارنة مع الدورة الماضية.
وارتفعت المساحة الكلية للمعرض بنسبة 34% لتصل إلى ما يزيد على 87 ألف متر مربع، مقارنة مع 65 ألف متر مربع في دورة العام الماضي، في حين استقطب المعرض مشاركة 65 دولة من حول العالم، منها 14 دولة جديدة.
كما شهدت الدورة الحالية التي كانت بتنظيم من مجموعة أدنيك وبشراكة استراتيجية مع نادي صقاري الإمارات، مشاركة ما يزيد على 250 شركة عارضة جديدة من مختلف دول العالم.
وعلى مدى 9 أيام، تفاعل الجمهور مع أكثر من 150 نشاطاً حيّاً وورشة عمل، وعروض وفعاليات شائقة في «ساحة العروض»، بالإضافة إلى أنشطة تعليمية ومُسابقات مبتكرة وعروض تراثية ورياضية مباشرة نجحت في استقطاب الجميع.
ومن أبرز هذه الفعاليات التي شهدها اليوم الثامن من المعرض المزاد الثالث للصقور الذي أقيم في الساحة الرئيسية لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بمشاركة نخبة من مربي الصقور من مختلف دول العالم، والذين استعرضوا صقورهم الفريدة أمام الآلاف من عشاق الصقارة. كما تم عقد المزاد عبر الإنترنت لإتاحة المجال أمام عدد أكبر من المزايدين الدوليين. وعكس هذا الحدث المكانة المتميزة التي تحتلها الصقارة كجزء أصيل من التراث الثقافي لدول الخليج العربي، وتجسد الشجاعة والشرف والارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة.
وشهد جناح نادي صقّاري الإمارات إقبالاً ملحوظاً من الزوار من مختلف الجنسيات والأعمار، بما في ذلك الأطفال، من خلال فعاليات استطاعت أن تُعرّف زائريه بأهداف النادي في صون الصقارة والتراث الثقافي، والحفاظ على التقاليد الأصيلة.
ويُقدّم نادي صقاري الإمارات مبادئ تعريفية في رعاية الصقور وتدريبها وممارسة الصقارة والصيد المُستدام، كما يُعرّف بالسلوقي العربي وكيفية الاعتناء به وتقاليد تدريب كلاب الصيد. وعبر شاشة تفاعلية تمّ إطلاق العدد الخاص من مجلة «الصقار» كنسخة رقمية، بالإضافة إلى نسخ مادية مطبوعة. والتعرّف على صُنع القهوة العربية التقليدية وعرض الحضيرة.
وتضمّن جناح نادي صقّاري الإمارات شاشات تفاعلية تحتوي على معلومات عن الصقور وعرض الأدوات التقليدية الأساسية للصقارة، وذلك بالإضافة إلى عرض النجاحات التي حققها نادي صقّاري الإمارات في السنوات الخمس الماضية في تطوير معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية من خلال مطبوعات وإحصائيات رسومية توضيحية. وكذلك عرض إنجازات ومبادرات النادي على مدار السنوات الثلاث والعشرين الماضية.
وخلال أيّام المعرض سلّط نادي صقاري الإمارات عبر مُشاركته الضوء على أبرز مشاريعه، والمُتمثّلة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء المشروع التعليمي الرائد للنادي، مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة، مركز السلوقي العربي بأبوظبي، بالإضافة لمجلة «الصقّار».
كما أتاح النادي من خلال جناحه للزائر إلى المعرض فرصة التعرّف على مُبادرات تراثية وبيئية مُهمّة لنادي صقّاري الإمارات، كصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، وأرشيف الصقارة في الشرق الأوسط، والاتحاد العالمي للصقارة والمُحافظة على الطيور الجارحة.
وأكد معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF)، أنّ معرض أبوظبي للصيد يُشكّل منصة تلتقي فيها الحضارات من مختلف قارات العالم ضمن مجموعة من الفعاليات المميزة، بما يعكس حرص دولة الإمارات على إحياء التراث العربي والإنساني والمُحافظة عليه. وأضاف أنّ المعرض من خلال قطاع الصقارة يُشكّل الفرصة الأمثل لانطلاق موسم مقناص إيجابي ومُثمر، بما في ذلك الموسم الجديد 2024 - 2025، حيث الاستعدادات للصيد بالصقور وسباقات وبطولات الصقارة، ومزادات الصقور المُكاثرة في الأسر، قد انطلقت بالفعل.
وتوجَّه المنصوري بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، راعي معرض أبوظبي للصيد، للدعم الكبير الذي يُقدّمه سموهما لجهود ومشاريع صون الصقارة، وتعزيز أسس التعاون المُشترك بين مختلف الشعوب والثقافات، سيراً على ما زرعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في قلوب أبناء الإمارات من عشق لهذا التراث الأصيل والاعتزاز به.
وشاركت شركة «أكيلا» الإماراتية المتخصصة في أسلحة الصيد والقنص في فعاليات المعرض بجناح يضم العديد من القطع المتنوعة من بنادق وأسلحة ومسدسات الصيد من ماركات وعلامات تجارية ذات شهرة عالمية رائدة.
وقال حمد ركاض سالم بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للشركة: «إن جميع البنادق والأسلحة بمختلف أنواعها التي تقدمها الشركة في المعرض الحالي، يمكن للمواطنين الحصول عليها، بعد توافر جميع التراخيص والموافقات الرسمية».
ولفت إلى أن «أكيلا» شركة إماراتية 100%، وتشارك للمرة الثانية على التوالي في المعرض بأسلحة من أحدث ما توصلت إليه الصناعات في مجال أسلحة الصيد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الشركة هي الوكيل المعتمد لعدد من الشركات العالمية المتخصصة، أهمها «HARDY» وشركة «SAVAGE» وشركة «LOCK» وشركة «BERGARA» وشركة «VICTRIX».
وأفاد بأن وجود شركة «أكيلا» في المعرض هذا العام يأتي لتعزيز حضورها، وسمعتها على الصعيد المحلي والخليجي التي اكتسبتها على مدى سنوات تأسيسها، لتتعزز العام الماضي خلال مشاركتها في الدورة السابقة، من خلال عرض بنادق القنص عالية الأداء، كما تعرض مجموعة كاملة من الأسلحة الدقيقة متعددة الاستخدامات.
الصقارة تتوسّع إلى 90 دولة
حرص الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF) من خلال ركنه الخاص في جناح نادي صقّاري الإمارات، على إبراز دور الاتحاد وإنجازاته في الحفاظ على الصقور والصقارة، وتمثيل حقوق واحتياجات الصقارين في جميع الاتفاقيات الدولية التي تؤثر على الصيد بالصقور، ما أثمر نتائج إيجابية تتمثل في توسعه إلى أكثر من 90 دولة، بالإضافة إلى تقديم معلومات أساسية عن الاتحاد العالمي للصقارة وتطوّر ممارسة الصقارة منذ تسجيلها في منظمة اليونيسكو في عام 2010.
ويُعزّز الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة إنجازاته، بدعم ومُبادرة من نادي صقّاري الإمارات. والاتحاد مُعتمد كمنظمة استشارية غير حكومية في اليونيسكو، ويُعنى بالحفاظ على فنّ الصيد بالصقور وما يرتبط به من ثقافات تقليدية تهتم بصون الطيور الجارحة وطرائدها، وذلك من خلال الحفاظ على الموائل الطبيعية، وتشجيع الصقارة في سياق الاستخدام المُستدام للحياة البرية.
وقال معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمُحافظة على الطيور الجارحة، إنّه كان لأبوظبي الدور الأساس في تسجيل الصقارة قبل نحو 14 عاماً ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونيسكو، بما يعنيه ذلك من عائد ثقافي واجتماعي وسياحي مُهم.
منشأة محلية
وقعت شركة «إكس- سيد فنتشرز الإماراتية» مذكرة تفاهم مع شركة «أرماديلو الصينية»، لتأسيس شراكة استراتيجية لتجميع عربات «أرماديلو» محلياً في الإمارات، مع خطط لخدمة أسواق الشرق الأوسط، أفريقيا، وأوروبا الشرقية.
وتؤسس الشراكة مشروعاً مشتركاً لإنشاء منشأة تجميع محلية حصرية، بالاستفادة من خبرات «أرماديلو» في تصنيع عربات التخييم الفاخرة، ومن خبرات «أكس -سيد» في تسهيل الاستثمارات الأجنبية.
ويهدف المشروع إلى توفير وصول أكبر لعربات التخييم المتطورة إلى المنطقة، بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية، لتلبية احتياجات الأسواق الأكثر طلباً.
وقال خالد الفهيم، رئيس مجلس إدارة «إكس- سيد فنتشرز»: «نحن فخورون بالتعاون مع «أرماديلو» لجلب منتجاتهم المبتكرة إلى منطقتنا، حيث إن هذه المنشأة لن تكون فقط مركزاً لتجميع عربات التخييم، بل ستشكل أيضاً منصة لتحقيق رؤية الإمارات بأن تصبح مركزاً عالمياً للتميز الصناعي».
أكبر برقع صقر في العالم
حقق معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، إنجازاً عالمياً جديداً بتسجيله رقماً قياسياً يضاف للمرة الأولى لموسوعة «جينيس» لأكبر برقع صقر في العالم.
وقام ممثلو موسوعة جينيس بالتحقق واعتماد قياسات البرقع الذي بلغ قطره 1.95 متر، متجاوزاً الحد الأدنى الذي وضعته موسوعة «جينيس» لتسجيل الرقم الذي بلغ 1.65 متراً. وقال عبدالله مبارك المهيري، المدير العام لهيئة أبوظبي للتراث بالإنابة: «هذا الإنجاز ليس مجرد رقم قياسي، بل هو ثمرة الجهود الوطنية المبذولة للحفاظ على تراث الصقارة الإماراتي الذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، وضمان استمراريته للأجيال القادمة، ونحن فخورون بإضافة هذا الإنجاز إلى قائمة النجاحات التي تحققها دولة الإمارات، وتسليط الضوء على جهود أبوظبي الرائدة في صون التراث الإماراتي»،
وأوضح المهيري أن تصميم البرقع أخذ في الاعتبار جميع الجوانب التقنية والتقليدية التي تميز برقع الصقر الإماراتي، ويُعد البرقع أداة أساسية في تدريب الصقور على الصيد، وقد استوفى المعايير المطلوبة كافة التي تم اعتمادها في عملية التقييم، ويسهم هذا الإنجاز في تعزيز الترويج للتراث الأصيل لدولة الإمارات.
ومن جانبه، أعرب حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك، عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً: «نحن فخورون بتحقيق هذا الرقم القياسي في موسوعة جينيس خلال معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، والذي يُعد شهادة على التزامنا بالتعريف بالإرث الحضاري الكبير والغني للدولة، والترويج له على الصعيدين الإقليمي والدولي».
بندقية صيد بـ 1.8 مليون درهم
عرضت شركة VO VAPEN السويدية بندقية صيد بسعر 1.8 مليون درهم، صنعت خصيصاً لمعرض الصيد والفروسية، منفوشة يدوياً بالذهب.
وقال أولف أولسون جنسميث، مالك الشركة: «نحن شركة عائلية من السويد نصنع من 11 إلى 12 قطعة سنوياً، ونشارك في المعرض الدولي للصيد والفروسية منذ عام 2005».
وأضاف: «في هذه الدورة من المعرض نشارك بقطعة هي الوحيدة في العالم، وتمتاز بنقوشها الذهبية، وهي تمثل حيوان وحيد القرن، وتم نقشها يدوياً من قبل مختص هو الوحيد بالعالم الذي يمكنه القيام بهذا النوع من النقش. واستغرقت صناعتها نحو 4 سنوات وتمتاز بصناعتها من الفولاذ الدمشقي».
وعرضت الشركة قطعة أخرى وهي عبارة عن بندقية صيد منقوش عليها صقر الشاهين يدوياً، كما يميزها أن الشركة تعرضها العام الحالي مع سيارة صيد تمت صناعتها يدوياً أيضاً، ومنقوش عليها صقر الشاهين، وتباع البندقية والسيارة بسعر يصل إلى 9 ملايين درهم، وهاتان القطعتان فريدتان، وتوجد منهما نسخة واحدة فقط.