دينا جوني (الشارقة)
تناولت جلسة «مستقبل الإعلام في عصر الحكومات المرنة» المحاور التي ترسم توجهات المؤسسات الإعلامية في عصر الذكاء الاصطناعي وتقنياته التي تتطور بشكل متسارع، بالإضافة إلى التحديات التي يجب على المؤسسات التعامل معها لتعزيز مقدرتها على التكيّف السريع مع المستجدات محلياً وعالمياً.
وشارك في الجلسة التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في اليوم الثاني والأخير من الدورة الـ13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، د. حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، ومحمد المصطفى، مدير عام هيئة إذاعة رأس الخيمة، والكاتب رشيد الخيون، ود. محمد العلي، الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»، وشريف البديوي، سفير مصر السابق لدى الإمارات، عبر الاتصال المرئي.
تجويد المحتوى
واستعرض د. حمد الكعبي في مداخلته 10 توجهات تلخّص ما يواجهه الإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلّم الآلة، لافتاً إلى أن الإعلام شأنه شأن أي قطاع آخر أُدخل فيه الذكاء الاصطناعي الذي ساهم في إيجاد فرص جديدة وأساليب فعالة في تجويد المحتوى الإعلامي وأسلوب تقديمه.
ومن التحديات التي تطرق إليها الكعبي، طفرة المحتوى بشكل كبير في ظل منصات الأخبار والتواصل الاجتماعي، والتي تتزايد باستمرار، والتطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي يفرض على المؤسسات الإعلامية تحديث استراتيجياتها باستمرار للتكيف مع الأدوات والتقنيات الجديدة التي تجعل الإنتاج الإعلامي أكثر فعالية ودقة، وصعوبة مواكبة تلك التطورات.
كما شدد الكعبي على أهمية حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، لافتاً إلى أن الإمارات تعدّ من أولى الدول التي وضعت إطاراً منظماً لعمل مؤثري التواصل الاجتماعي. ومن التحديات المتزايدة التي تواجهها المؤسسات الإعلامية أيضاً المصداقية والأخبار الصحيحة، وكذلك تحديات التمويل، وإيجاد إعلام متخصص في الجوانب العلمية والمعرفية، والحفاظ على الهوية الوطنية وهوية المجتمع المحلي في ظل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ودعم الإعلام بالمهارات التسويقية للترويج للمواد والمحتوى الذي تنتجه المؤسسات، وكذلك استشراف المستقبل، وإنتاج محتوى يتفاعل معه الجمهور.
أهمية الشفافية
فيما وصف د. محمد العلي، الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»، المعلومات المضللة في الإعلام بأنها «آفة»، مشيراً إلى أنها تعدّ عبئاً جديداً على المنصات الإخبارية.
وأكد تزايد أهمية الشفافية في طرح المعلومات في المؤسسات الإعلامية كافة، وعلى مختلف منصاتها الرقمية.
وأشاد بتفاعل المؤسسات الإعلامية مع التغيرات السريعة الحاصلة، لافتاً إلى ضرورة تحديث استراتيجياتها باستمرار للتكيف مع الأدوات والتقنيات الجديدة التي تجعل الإنتاج الإعلامي أكثر فعالية ودقة، وكذلك الحاجة إلى تبني نماذج عمل مرنة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة.
وأشار إلى الدور الكبير الذي تلعبه مراكز الفكر وباحثوها في دعم الإعلام بالكفاءات والمحللين القادرين على إضافة الجودة والعمق للمحتوى الذي تقدّمه، داعياً جميع المؤسسات الإعلامية إلى استقطاب الباحثين المواطنين وإعطائهم الثقة واستضافتهم على منصاتها وفي برامجها وصفحاتها المكتوبة.
وتطرق إلى دور «تريندز» في إعداد الكوادر الإماراتية من الباحثين الشباب والإداريين، لافتاً إلى أن المركز يحتفي الأسبوع المقبل باليوبيل البرونزي لتأسيسه.
نماذج جديدة
قال شريف البديوي، سفير مصر السابق لدى الإمارات، إن دور الإعلام لا يزال قائماً كعنصر أساسي في عملية صنع القرار وتشكيل الرأي العام عبر توفير بيانات لم تكن لتتوافر في السابق، مشيراً إلى الضغوط الاقتصادية التي تواجهها المؤسسات الإعلامية نتيجة تراجع إيراداتها التقليدية الأمر الذي يفرض نماذج جديدة لتعويض تلك الخسائر.
واعتبر أن الإعلام التقليدي لا يزال يشكّل منصة للحوار والنقاش بين مختلف الأطراف، وفي مجالات عدة.
وبدوره، دعا محمد المصطفى، مدير عام هيئة إذاعة رأس الخيمة، المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي إلى التحلّي بمزيد من المعرفة والثقافة لإغناء المحتوى الذي يقدمونه والذي يؤثر في ملايين المتابعين، ومن مختلف الأعمار والخلفيات.
ونظم «تريندز» في اليوم الأول من المنتدى، الذي يشارك فيه بصفته شريكاً استراتيجياً للنسخة الـ13، بعنوان ندوة «ما بعد العالم الافتراضي.. مستقبل التواصل الحكومي في ظل الموجة الجديدة من التفاعل الشخصي وتقنيات الواقع المعزز»، وأخرى حملت عنوان «دور البحث العلمي والمراكز البحثية في دعم آليات الاتصال الحكومي».