أحمد عاطف (أبوظبي، القاهرة)
أشاد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، بالجهود المهمة والجادة للتصدي للحسابات المسيئة لدولنا الخليجية، مثمناً دعوة معالي تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، ومعالي عبدالله آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، التي تعكس أهمية المشاركة لمكافحة هذه الظاهرة الخبيثة.
وقال معاليه عبر منصة «إكس»: «جهود مهمة وجادة للتصدي للحسابات المسيئة لدولنا الخليجية والساعية لتحقيق أهداف مختلفة عبر نشر الفتنة وخلخلة النسيج الاجتماعي الخليجي».
وأضاف: «دعوة نبيلة ومبادرة حكيمة لمعالي تركي آل الشيخ ومعالي عبدالله آل حامد تعكس الحرص المشترك للتوعية بأهمية المشاركة لمكافحة هذه الظاهرة الخبيثة».
الى ذلك، أكد خبراء ومتخصصون في الإعلام الرقمي أن مواجهة الحسابات الوهمية المسيئة أو بما يعرف بظاهرة الذباب الإلكتروني أصبحت ضرورة، بعد محاولات الإساءة للدول الخليجية والعربية، وصنع الفتنة وخلخلة النسيج الاجتماعي العربي.
وقال حسام الضمراني عضو لجنة الإعلام بمجلس الثقافة المصري: «إن ظاهرة الذباب الإلكتروني والحسابات الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي؛ أصبحت خطراً متجدداً لما قد ينتج عنها من حالة انقسام بين المجتمعات العربية، بما يخدم المصالح جهات خارجية مستفيدة من تلك الفتن».
وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الخوارزميات تؤثر بشكل كبيير على حجم ما نشاهده من محتوى؛ وتوظيفها لدفع المستخدم لاتخاذ قرارات ذات أبعاد سياسية واجتماعية أصبح واضحاً؛ ومنها إثارة الفتن الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.
كما أشار الضمراني إلى مفهوم الحافة (Edge Rank)، وهو عبارة عن تحكم حوالي 150 ألف خوارزمية، يرتكز عملها على توقع المحتوى الذي قد يجذب انتباه المستخدمين ويثير إعجابهم.
ولفت إلى خطورة ما يسمى بـ«الترول» وهو حساب وهمي يتم إنشاؤه وإدارته من قبل شخص أو عدة أشخاص لنشر معلومات مع إخفاء هوية المشغل، موضحاً أن تلك الحسابات تشارك بحملات التضليل والتصيد الاحتيالي وهي وراء صنع وتأجيج صراعات مفتعلة وغير حقيقية بين المستخدمين العرب وقد تدار من خارج المنطقة العربية.
وإلى جانب نشر الفوضى والقلق بين جماهير رقمية تنتمى لفئات الأطفال والشباب والمراهقين في مجتمعاتنا العربية، أشار الضمراني إلى خسائر اقتصادية فادحة قد يتسبب بها الذباب الإلكتروني للمنطقة العربية من خلال استهداف شخصيات اعتبارية ومؤسسات عامة وخاصة ما يتطلب الوعى بضرورة استحداث وتدريس مناهج للتربية الإعلامية.
من جانبه قال تركي عبد المحسن خبير الإعلام الرقمي واستطلاعات الرأي العام بالسعودية، «إن تزايد حملات التضليل والفتنة من قبل الحسابات الوهمية والمضللة صار خطراً واضحاً تجاه مجتمعاتنا العربية وخاصة فئة الشباب والأطفال لسهولة إقناعهم بالأفكار المختلفة».
وشدد عبد المحسن على ضرورة تفعيل دور المنظمات والإدارات الحكومية لمواجهة تلك الظاهرة من خلال نظام الأمن الوقائي والسعي إلى إنشاء منظمة عربية لتنسيق أعمال مكافحة الجريمة الإلكترونية.
وقال في حديثه لـ«الاتحاد»: «لم يعد هناك بديل عن تقوية الاستثمارات العربية في مجال تقنية المعلومات وتأمين وسائل تواصلنا الاجتماعية، ضد تلك الظواهر التي تنشر الفتن بين الشعوب والمجتمعات وتشكل خطراً على تماسكها».
وفي نفس السياق أكد محمد فتحي المتخصص في الإعلام الرقمي ضرورة تعزيز وعي الأفراد من مختلف الشرائح العمرية كوسيلة دفاعية أولى تجاه الذباب الإلكتروني، منوها إلى أهمية نشر مبدأ التحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها، والتعرف على الأساليب الحديثة في نشر الأخبار الكاذبة. واستطرد: «كما يجب التحلي بالحذر عند استخدام وتداول المعلومات التي يتم تقديمها عبر على وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث عن مصادر موثوقة للتأكد من صحتها، وتعزيز دور المؤسسات الإعلامية ودعمها لمكافحة انتشار الأخبار الكاذبة.
سلوكيات
أضاف محمد فتحي في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه من المهم تطوير أدوات تقنية قادرة على كشف الحسابات الوهمية، ومطالبة المنصات الاجتماعية بتكثيف الحملات على الحسابات غير النشطة والمعطلة والتي تستخدم بشكل ممنهج وآلي وتحمل سلوكيات غير بشرية، مع ضرورة تجريم نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة لأغراض تحريضية وعدائية.
وطالب الدول والمنظمات الدولية التعاون لمكافحة ظاهرة الذباب الإلكتروني، وتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال، كونها ظاهرة تربك الرأي العام وتساهم بشكل مباشر في التلاعب به وتنشر مبادئ الكراهية والعنف في المجتمعات.