الإثنين 16 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مريم المعمري: المرأة تسهم في مسيرة النهضة الشاملة

مريم المعمري: المرأة تسهم في مسيرة النهضة الشاملة
30 أغسطس 2024 01:15

مريم بوخطامين (أبوظبي)

للمرأة الإماراتية دور كبير ومميز في قطاع البحث العلمي، وتلقى كل دعم من الحكومة في هذا المجال، حيث برزت العديد من النساء الإماراتيات المبدعات اللواتي يعملن في المجال الحكومي ويحققن إنجازات نوعية في مجالات شتى، خاصة فيما يتعلق بمساهماتهن المتميزة في نشر الأبحاث العلمية. فالمرأة الإماراتية الباحثة تتميز بالطموح والمهارة والكفاءة، وبرغبتها الدائمة في التعلم والتكيف، مستلهمة ذلك من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حين أشار إلى أن الشباب هم أساس خطط الإمارات للمستقبل، وحثّهم على رفع الهمم، مؤكداً أن المرأة شريكة في كل خطوة من مسيرة النهضة الشاملة.
التنوع الحيوي البحري
ومن الأمثلة المتميزة في هذا المجال، الباحثة الإماراتية مريم المعمري بجامعة نيويورك أبوظبي، التي قدمت بحثاً بعنوان «دور المرأة المتنامي في أبحاث الشعاب المرجانية في دول مجلس التعاون الخليجي»، وكشفت من خلاله عن كفاءة في دراسة الشعاب المرجانية في المنطقة، والدعم الذي تحصل عليه الباحثات للوصول بالدراسات العلمية إلى نتائج مثرية للمعرفة. 
وبداية، تقول الباحثة مريم المعمري إنها اختارت الشعاب المرجانية للتركيز عليها ببحثها لأهميتها البيئوية، وقد رصدت تدهوراً متزايداً للشعاب المرجانية في المنطقة، حيث تبيّن خلالها انخفاض عدد الشعاب المرجانية الحية بنسبة تزيد على 40% خلال العقدين الماضيين بفعل التحضر الحضري السريع وآثار استصلاح وتهيئة المناطق الساحلية، جنباً إلى جنب مع معدلات النمو السكاني العالية وتغير المناخ.
وأوضحت المعمري في سياق بحثها تراجع التنوع الحيوي البحري الذي يعتمد على الشعاب، وتأثيره السلبي على موارد ورفاهية المجتمعات التي تعتمد على الصيد والسياحة. وانسجاماً مع الدعوات لتحسين إدارة البيئة، ازداد الاهتمام بدراسة وتوثيق وضع الشعاب المرجانية الإقليمية، والسعي لفهم كيفية استجابتها لضغوط تغير المناخ المستقبلية. ومع زيادة الأبحاث، هناك دعوات عالمية لزيادة مساهمة النساء في تعزيز الوعي بالحفاظ على البيئة البحرية وعمليات الحوكمة، ولذا يملأ البحث فجوة في هذه لجهة مساهمات المرأة في هذا المجال الحيوي، ودعم مساهماتنا كمجتمعات ساحلية في الحفاظ على هذه الموارد الحيوية لنا وللأجيال القادمة. 
وقالت المعمري إن أطروحة الدكتوراه تناقش برنامج كوادر، وهو برنامج فريد لبناء القدرات الوطنية، ويتيح للخريجين المتميزين الحصول على خبرة في بيئة بحثية أكاديمية متطورة، ويتضمن هذا البرنامج المكثف والمصمم خصيصاً لمدة ثلاث سنوات مسارين مميزين مصممين للخريجين الإماراتيين الذين يفكرون في الحصول على درجة دراسية عليا، أو مهنة في مجال الأبحاث، حيث تعمل حالياً كمساعد بحث ضمن هذا البرنامج الذي أنشئ في جامعة نيويورك أبوظبي لدعم بناء القدرات الوطنية، وتعمل تحديداً في مركز الشبكات الحضرية المترابطة، حيث تبحث أموراً تخص تقاطع القضايا الحضرية والبيئية.
ونوهت المعمري إلى أن الفتيات الإماراتيات يتلقين دعماً شاملاً خلال رحلتهن العلمية، على شكل منح دراسية ومبادرات متنوعة تهدف إلى مساعدة الراغبات في متابعة الدراسات العليا. وقد حظيت بشرف نيل منحة الشيخ محمد بن زايد لدرجة الماجستير في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة، بعد تخرجها في جامعة زايد، وهذا أحد أهم وأرفع أنواع الدعم التي تتلقاها الفتاة الإماراتية. 
الاستدامة والتنوّع
نوهت مريم المعمري إلى أن الطموح العلمي واكتساب المعرفة في مجتمعنا يعد جزءاً أساسياً من متطلبات مواكبة ركب العصر، ويتجسد ذلك في استراتيجيات الدولة لبناء اقتصاد قائم على مبادئ الاستدامة والتنوّع، ولدينا أمثلة حية، فهناك الكثير من الإماراتيات اللواتي أثبتن جدارتهن العلمية والمهنية على المستوى العالمي وليس المستوى المحلي فحسب، ومن الضروري أن تواكب المرأة الإماراتية هذه التطورات والتغيرات، مشددة على أن الطموح العلمي ليس عائقاً أبداً في تكوين الأسرة أو الزواج، فليس هنالك ما يمنع التوفيق بين العمل والأسرة. وباختصار، يجب أن ندرك أن المرأة الإماراتية تؤدي دوراً مهماً في تطور المجتمع والاقتصاد ومسيرة النهضة الشاملة.
دعم وظيفي
وأضافت: «مع وجود هذه الفرص، إلا أن هناك تحديات تواجه استقطاب الفتيات إلى المجال الأكاديمي، منها قلة البرامج المتخصصة والدعم الوظيفي الأكاديمي الكافي مثل التوجيه اللازم للمنافسة في السوق الأكاديمي بشكل فعّال، ويعود ذلك في الغالب إلى نقص الوعي بالفرص المتاحة ونقص التدريب، في هذا القطاع».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©