دبي (الاتحاد)
أكد مسؤولون بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية والعمل الإنساني بالدولة، أن الإمارات تقدم نموذجاً ملهماً ورائداً في دعم القضايا الإنسانية العالمية ومساعدة المحتاجين والحد من آثار الكوارث الطبيعية والأزمات حول العالم. وأشاروا في جلسة نقاشية أمس «الاثنين» بدبي بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني للعام 2024، إلى أن الإمارات تمثل تجربة متقدمة في التعاون وتضافر الجهود لمواجهة الأزمات الإنسانية التي تواجه العالم.
وقالوا: «لسنوات عدة قامت دولة الإمارات بتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في الأزمات الرئيسية حول العالم».
«قادة الإنسانية»
وكانت «دبي الإنسانية» قد أحيت أمس بالتعاون مع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UN OCHA)، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي (IACAD)، اليوم العالمي للعمل الإنساني للتعبير عن التضامن مع المتضررين من الأزمات الإنسانية وتسليط الضوء على جهود العاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون لهم الدعم.
وجمع الحدث أكثر من 100 من القادة في المجال الإنساني، وركّز على التجارب الشخصية وشجاعة العاملين في المجال الإنساني على المستويين الوطني والدولي. بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة «دبي الإنسانية»، الذي أكد على الدور الحيوي للتعاون في مواجهة التحديات المتزايدة التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني على مستوى العالم.
وقال: «في دبي الإنسانية، نقف إلى جانب زملائنا العاملين في المجال الإنساني وعائلاتهم، بينما يكرسون حياتهم لدعم الفئات المحتاجة.. نكرّم اليوم شجاعتهم وعزيمتهم، وللأسف، فإن قائمة العاملين في المجال الإنساني الذين فقدوا حياتهم أثناء تقديم المساعدات الإنسانية تطول باستمرار، ومن مسؤوليتنا المشتركة أن نضمن سلامتهم ورفاهيتهم أثناء قيامهم بعملهم الحيوي. لا ينبغي أبداً أن يكونوا مستهدفين».
من جهتها، قالت بيرانجير بويل المنسقة المقيمة للأمم المتحدة لدى دولة الإمارات: «تفخر الأمم المتحدة بالعمل جنباً إلى جنب مع دولة الإمارات من خلال دبي الإنسانية للمساهمة في العمل الإنساني حول العالم».
وأضافت: «إن روح العطاء والالتزام بمبادئ العمل الإنساني التي تتحلى بها دولة الإمارات تكمن في صميم ما يمثله اليوم العالمي للعمل الإنساني - التضامن، التعاطف، والعمل».
تضافر الجهود
بدوره، قال أحمد درويش المهيري، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: «في اليوم العالمي للعمل الإنساني، هذا اليوم الذي تتجاوز قيمه ومعانيه حدود الجغرافيا، والثقافة، والدين، كما تجاوزتها معاناة المحتاجين حول العالم».
وأضاف: «تؤكد القيادة الرشيدة لدولة الإمارات دائماً على ضرورة تضافر الجهود من قبل الأفراد والحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لدعم العمل الإنساني وتعزيز دوره في تحقيق التنمية المستدامة، ولا سيما في ظل الظروف التي يمر بها عالمنا اليوم، وما يشهده من كوارث طبيعية وأزمات إنسانية».
وتابع: «كجهة لها بصمتها الخيرية والإنسانية بصورة ريادية على مستوى دولة الإمارات، توجه دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي في هذا اليوم تحية إجلال وإكبار لجميع العاملين في المجال الإنساني، هؤلاء الأبطال المجهولون يعملون على تعزيز قيم السلام والتسامح بين الشعوب».
أرقام مفزعة
وقالت ساجدة الشوا مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الإمارات «أوتشا»: «نحتفي كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس بشجاعة وتفاني العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم. نُعبر عن امتناننا العميق لكل من يساهم في تخفيف معاناة الآخرين وإحياء الأمل في قلوبهم ».
وأضافت: «إذ نحتفل اليوم في الإمارات، نقدر الدور الإنساني الريادي للإمارات قيادة وحكومة وشعباً». وتضمن جدول الأعمال أيضاً جلسة حول حماية العاملين في المجال الإنساني والمدنيين سلّطت الضوء على التحديات التي تواجههم في الميدان، وأجمع المتحدّثون على أنه لا يجب استهداف العاملين في المجال الإنساني، وأن هناك حاجة ملحة للعمل الجماعي من الوكالات الإنسانية والحكومات والشركاء لحماية أرواح ومصالح العاملين في هذا المجال.
«تراحم» الخيرية: حجر الأساس للمنظومة العالمية للعمل الإنساني
أكد الدكتور أحمد تهلك، المدير العام لمؤسسة تراحم الخيرية، أن الإمارات تمثل حجر الأساس في المنظومة العالمية للعمل الإنساني، ما ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عدة المركز الأول عالميا، كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
وأشار بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، إلى أن «دولة الإمارات تقف جنباً إلى جنب مع شعوب العالم والمجتمعات التي تحتاج إلى دعم ومساعدة، انطلاقاً من قيمها الإنسانية التي أرساها القائد المؤسس».
وقال: «على نهج الوالد المؤسس، سارت القيادة الرشيدة، التي جعلت من دولتنا الحبيبة، واحدة من أكبر الداعمين للعمل الإنساني عالمياً».
ضاحي خلفان: الإمارات تقدم نموذجاً ملهماً في العمل الإنساني
أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سعيد أحمد لوتاه الخيرية، أن دولة الإمارات رسَخت مكانتها عالمياً باعتبارها رائدة العمل الإنساني بشقيه الإغاثي والتنموي على المستويين الإقليمي والعالمي.
وقال: «بتوجيهات قيادتها الرشيدة تنطلق المبادرات والمشاريع التي تحد من وطأة المعاناة الإنسانية وتساند جهود التنمية البشرية في المجتمعات المهمشة والأقل حظاً، ومن أراضيها تخرج قوافل الإغاثة إلى مختلف الدول والمناطق التي تشهد أزمات وكوارث طبيعية، دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس».
وأشار معاليه بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، إلى أن مبادرات العطاء في دولة الإمارات تقوم على منظومة عمل متكاملة تعتمد على مبادئ الإنسانية والموضوعية والشفافية، وتهدف إلى إحداث تأثير مستدام في مجال العمل الخيري والإنساني من خلال السياسات والاستراتيجيات الوطنية التي تجسد غرس الآباء المؤسسين والنهج الحضاري والموروث الثقافي والديني للمجتمع الإماراتي.
وقال: «استناداً إلى هذا الإرث العظيم وفي ضوء توجيهات القيادة الرشيدة، تمكّنا في مؤسسة سعيد أحمد لوتاه الخيرية من تعزيز أداء دورنا الخيري والإنساني داخل الدولة وخارجها في مجالات التعليم والصحة والبحث العلمي وغيرها من المشاريع التنموية والمجتمعية التي تستشرف المستقبل وتخلق فرص عمل وتحسن مستويات المعيشة وتحقق تحولاً إيجابياً في حياة الناس».
وأضاف: «ولا ريب أن تأثير ذلك على المجتمع لا يُقدر بثمن، فهو يعزز الروح العامة ويغذي الأمل في النفوس، ما يُسهم في بناء مجتمعات أكثر تلاحماً وتضامناً».
وتابع معاليه: «تتبنى المؤسسة نهجاً استراتيجياً يعتمد على (العطاء المسؤول) الذي يركز على النتائج ويلتزم بتحقيق تأثير ملموس ومستدام في حياة الأفراد والمجتمعات، من خلال توفير الفرص التعليمية والتدريبية للشباب، وتمكينهم وتطوير مهاراتهم من خلال برامج تعليمية مبتكرة وفق أحدث التقنيات، مع قياس نتائج هذه البرامج بشكل دوري لضمان فعاليتها وتحقيقها للأهداف المرجوة».