الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الذكاء الصناعي يراقب الغطاء النباتي والمراعي في أبوظبي

إجراءات لنثر بذور النباتات المحلية باستخدام الطائرات من دون طيار(من المصدر)
20 أغسطس 2024 01:10

أبوظبي (الاتحاد) 
في إطار سعي هيئة البيئة – أبوظبي لتبنى التقنيات الحديثة والمبتكرة ضمن برامجها الهادفة لتعزيز استدامة التنوع النباتي في إمارة أبوظبي، نفذت هيئة البيئة -أبوظبي، بالتعاون مع شركة ديندرا، برنامجاً شاملاً لتقييم حالة الموائل الطبيعية البرية في إمارة أبوظبي.
قامت الهيئة بتطوير برنامج دراسات تفصيلية يشتمل على تقييم دقيق لحالة الغطاء النباتي الطبيعي للشجيرات في الموائل الموجودة ضمن المحميات الطبيعية وخارجها، وقياس مدى التغيرات التي تطرأ على تنوع النباتات المحلية وانتشارها، عبر ربطها بالاستخدامات البشرية، حيث تم تنفيذ هذا البرنامج ومتابعته من قبل فريق متخصص من الكفاءات الوطنية الشابة من هيئة البيئة وشركة ديندرا المتخصصة في إجراء الدراسات البيئية، باستخدام وسائل وتقنيات الذكاء الصناعي وبرامج جمع البيانات عن طريق المستشعرات الذكية المزودة للطائرات من دون طيار.

وقالت د. شيخة سالم الظاهري: «تسعى الهيئة دوماً إلى الارتقاء بأساليب وبرامج البحث البيئي وتنفيذ برامج تأهيل الموائل، بما يتناسب مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكد على أهمية ترسيخ الاستدامة وحماية النظم البيئية والطبيعية في الدولة، والتي تمثلت بإعلان القيادة الرشيدة تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024 بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي، وذلك تأكيداً على التزام الدولة بتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع».
وأشارت إلى أن هذا البرنامج يعتبر أكبر برنامج بحثي ميداني يتم تنفيذه على مستوى المنطقة، حيث تمكنت الهيئة على مدى أكثر من 6 شهور من العمل المتواصل، من تغطية مساحة إجمالية تبلغ 11 ألف هكتار موزعة على مجموعة من المناطق كعينة مساحية ممثلة للغطاء النباتي الحرج والأكثر عرضة للتهديدات البيئية الناجمة عن الاستخدامات البشرية والتغيرات المناخية، وستسهم البيانات التفصيلية الناتجة من البرنامج بإعطاء تصور أكثر وضوحاً للقيادة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من عملية اتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع هذه الضغوطات بشكل استباقي. 
وأكدت د. الظاهري أن التوسع في برامج الأبحاث البيئية المتخصصة من قبل الهيئة يعكس التزامها بالمضي قدماً في حماية موروثنا الطبيعي وتطوير قراراتها ومبادراتها الهادفة إلى زيادة تكيف ومقاومة موائلنا الطبيعية للتغيرات المناخية، انسجاماً مع استراتيجية التغيّر المناخي لإمارة أبوظبي والتي تسعى لخفض انبعاثات الكربون، والتي تدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول 2050. 
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة - أبوظبي: «لقد أثبتت التجربة، أن توظيف التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك التقنيات المبتكرة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، واستخدام الطائرات من دون طيار في مجال البحوث البيئية، يعتبر ذا فعالية كبيرة مكنت الهيئة من النجاح في تغطية مناطق يستحيل الوصول إليها بأساليب العمل التقليدية، كما أن الأثر البيئي والمالي لهذه التقنيات يعتبر قليلاً، مقارنة بما يترتب على أساليب العمل الميداني التقليدية من آثار سلبية على البيئة والتي تنتج عن استخدام المركبات للوصول إلى مناطق البحث، هذا بالإضافة إلى الترشيد الواضح في التكاليف الإدارية التشغيلية، حيث أظهرت المقارنة المعيارية أن هذا النهج أسهم بتوفير الوقت والتكاليف بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأساليب التقليدية، وعليه فإن هذا البرنامج يعتبر إضافة نوعية مهمة لطرق العمل المتبعة من قبل الهيئة».
وأضاف: «لقد تمكنت فرق العمل المتخصصة في الهيئة وشركة ديندرا من تنفيذ المشروع حسب الخطة البحثية بشكل دقيق، ونجحنا بتحقيق هدفنا بجمع وتحليل أكبر قدر من البيانات الميدانية، حيث تمت تغطية مساحة بحث شاسعة من الموائل البرية، وقياس المؤشرات الحيوية لأنواع متعددة من النباتات المحلية فيها بشكل دقيق، بما يتيح تقييم صحة الغطاء النباتي وتحديد التأثيرات عليه، بما في ذلك الرعي الجائر، والتأثيرات الناجمة عن النشاطات البشرية، وخصوصاً استخدام المركبات ذات الدفع الرباعي، كما اشتمل البرنامج على توثيق تصويري لمناطق توزع الحياة البرية وتقييم مدى ارتباطها بأنواع النباتات البرية». 
منصة ذكية 
تم تطوير منصة ذكية لقاعدة البيانات الجغرافية لتوثيق كافة معلومات المشروع، حيث تتيح هذه المنصة القدرة على إصدار تقارير فورية وتحليلات إحصائية دقيقة، كما قامت الهيئة بتنفيذ إجراءات لنثر بذور من أنواع النباتات المحلية باستخدام الطائرات من دون طيار القادرة على حمل وزن إجمالي يبلغ 70 كغم، ونشرها في 3 مناطق في إمارة أبوظبي، تبلغ مساحة كل منها 380 هكتاراً، بهدف مراقبة مدى استجابة هذه البذور للتجدد الطبيعي المرتبط بمعدلات هطول الأمطار ونوع التربة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©