أبوظبي (الاتحاد)
تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، والذي يحمل هذا العام شعار: «العمل من أجل الإنسانية» للتأكيد على أهمية تضافر الجهود لمواجهة الأزمات الإنسانية التي تواجه العالم.
ويسلّط اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام الضوء على مئات الآلاف من المتطوعين والمهنيين والأشخاص المتضررين من الأزمات، الذين يقدمون الرعاية الصحية العاجلة والمأوى والغذاء والحماية والمياه وغير ذلك الكثير.
وتنظم العديد من الجهات الإنسانية في دولة الإمارات، مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بالاحتفال باليوم العالم للعمل الإنساني للعام 2024، من أبرزها احتفاء ممثلي وأعضاء المجتمع الإنساني العالمي في مدينة دبي الإنسانية، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتعقد مدينة دبي الإنسانية جلسة حوارية عن التحديات التي تواجه العاملين في ميدان العمل الإنساني العالمي وضرورة دعمهم وعدم استهدافهم، مستعرضة تفاني وجهود العاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون المساعدات والمعونة للفئات الضعيفة من السكان في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن التحديات أو المحن.
ويشارك أيضاً في فعاليات احتفاء دولة الإمارات باليوم العالمي للعمل الإنساني 2024، المنسقة المقيمة ومفوضية شؤون اللاجئين واتحاد الصليب والهلال الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي وبرنامج دبي للعطاء، والمؤسسات والجمعيات الخيرية على مستوى الدولة.
ودولة الإمارات رائدة في تنفيذ التزاماتها في مجال المساعدة الإنمائية الرسمية لأقل البلدان نمواً، ولا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، اللون، الطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب.
وبحسب تقديرات، فإن حجم المساعدات الإماراتية المقدمة خلال الـ 50 عاماً الماضية بلغ نحو 320 مليار درهم، ووصل عدد الدول التي استفادت من البرامج الإماراتية إلى أكثر من 178 دولة، كما تصدرت في العام 2014 قائمة أكبر الدول المانحة بقيمة 22.64 مليار درهم.
وقدمت دولة الإمارات، خلال عام 2022، مساعدات خارجية بقيمة إجمالية وصلت إلى 12.67 مليار درهم إماراتي (3.45 مليار دولار أميركي).
وعلى مدى 3 سنوات، من عام 2020 إلى 2022، أبدت دولة الإمارات التزاماً قوياً تجاه التنمية الدولية والمساعدات الإنسانية، بقيمة مساعدات خارجية تراكمية بلغت 34.20 مليار درهم إماراتي (9.31 مليار دولار أميركي).
وحدثت طفرة كبيرة في قيمة المساعدات الخارجية المقدمة من دولة الإمارات خلال عام 2022، بنسبة زيادة بلغت 12 في المائة عن العام السابق.
وفي سياق متصل، ضخت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية خلال عام 2023، ضمن الأعمال الخيرية، نحو 1.8 مليار درهم (490 مليون دولار)، مشيراً إلى أن تلك المساهمات الخيرية أحدثت أثراً إيجابياً في حياة 111 مليون مستفيد في 105 دول حول العالم.
وبحسب المعلومات الصادرة عن المؤسسة، فإن عدد المستفيدين من مبادراتها زادوا بواقع 9 ملايين مستفيد مقارنة بعام 2022، كما توسعت في تقديم برامجها ومبادراتها وحملاتها ومشاريعها الإغاثية والمجتمعية لتشمل 105 دول، بزيادة 5 دول، مقارنة بعدد الدول التي غطتها عام 2022.
ومن أبرز ما قامت به دولة الإمارات على الصعيد الإنساني خلال عام 4024، ما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال عام 2024.
ويأتي ذلك في إطار عملية «الفارس الشهم 3» التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الخامس من نوفمبر 2023.
وتهتم قيادة دولة الإمارات اهتماماً متواصلاً بإغاثة سكان قطاع غزة، وتقديم كل ما يحتاجون إليه من الدعم اللازم، وهو اهتمام يستمد منطلقاته ودوافعه من المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي تعتبرها الدولة من أهم الأسس الحاكمة لتعاملها مع كل الدول والشعوب.
ويشير ذلك إلى التزام راسخ لدى الدولة بضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني المنكوب، ومد يد العون للأشقاء الفلسطينيين، وذلك بتوجيهات مستمرة ومتابعة حثيثة من القيادة الرشيدة، حيث تبرعت دولة الإمارات بمبلغ 204 ملايين دولار حتى الآن، بما يمثل 13% من إجمالي تدفقات التمويل الإنساني لفلسطين.
الكرامة الإنسانية
تقدم دولة الإمارات مساعدات إنسانية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، وحماية الكرامة الإنسانية في ظل الأزمات. وقد ساهمت الدولة في مجموعة واسعة من حالات الطوارئ الإنسانية من خلال العمل متعدد الأطراف، وكذلك من خلال المساعدة المباشرة، حيث قدمت أكثر من 40 جمعية خيرية ومؤسسة حكومية، وشركات خاصة مساعدات إنسانية للمحتاجين.
وتضم الإمارات، أكبر مركز لوجستي للعمل الإنساني في العالم، يتمثل في مدينة دبي الإنسانية التي تحظى بموقع استراتيجي يستضيف المنظمات الإنسانية والشركات التجارية.
وخلال السنوات الأخيرة زادت التحديات الإنسانية بشكل كبير.. ففي ظل الأزمات والكوارث التي يشهدها العالم، يتعذر إيجاد حلول ناجعة وسريعة لهذه الأزمات بسبب نقص التمويل، وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر المناطق حاجة لهذه المساعدات، والتي تؤوي أكثر من نصف اللاجئين والنازحين في العالم.
وتقف دولة الإمارات جنباً إلى جنب مع شعوب العالم والمجتمعات التي تحتاج إلى دعم ومساعدة، انطلاقاً من قيمها الإنسانية التي أرساها مؤسس دولة الإمارات المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، ويسير على نهج الوالد المؤسس، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ما جعل الإمارات، ضمن أكبر الداعمين والمساندين على مستوى العالم للعمل الإنساني، ومن المانحين الدوليين الرئيسيين. وتعمل دولة الإمارات مع الأمم المتحدة للتصدي للمشكلات الإنسانية، حيث تقدم الإمارات دعماً مالياً ولوجستياً في الكثير من الكوارث والأزمات الإنسانية حول العالم، لكونها تتمتع بموقع جغرافي متميز، وتضم الكثير من المنظمات الإنسانية العالمية، مما يتيح تبادل الخبرات.
ونتيجة لالتزام دولة الإمارات بمسؤولياتها الإنسانية لتخفيف المعاناة عن البشرية، ومساندتها المستمرة للمنكوبين والمتضررين من ضحايا النزاعات والكوارث، تأهلت الدولة لاعتلاء المراكز المتقدمة والأولى عالمياً في العطاء الإنساني، تجسيداً للقيم الإنسانية التي جاء بها ديننا الحنيف، والإرث الإنساني النبيل الذي تركه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، والذي يفخر به شعب الإمارات.
وتنوه الإمارات، دائماً بدور العاملين في خدمة المجال الإنساني، وتولي اهتماماً كبيراً لمساعدة أكبر عدد ممكن من الأسر والحالات المعسرة.