هدى الطنيجي (أبوظبي)
دعا عدد من الأطباء الأفراد من ذوي البشرة الفاتحة إلى الحرص على اتباع عدد من الإجراءات الوقائية، وذلك مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة خلال الصيف منعاً من إصابتهم بخطر سرطان الجلد الفاتح، وذلك لانخفاض نسبة الميلانين في بشرتهم التي تحمي من أشعة الشمس فوق البنفسجية، ونصح الأطباء بضرورة إتباع التدابير الوقائية.
وقال الدكتور أحمد الظاهري مدير قسم الأمراض الجلدية بمعهد التخصصات الطبية الدقيقة في كليفلاند كلينك أبوظبي: يعتبر ذوو البشرة الفاتحة عرضة بشكل خاص لخطر الإصابة بسرطان الجلد لانخفاض مستويات الميلانين في بشرتهم، المادة الصبغية التي توفر بعض الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، ويتطلب هذا الانخفاض مزيداً من الحذر فيما يتعلق بالتعرض لأشعة الشمس والعناية بالبشرة.
وذكر أن أبرز ثلاثة أنواع من سرطان الجلد، هي سرطان الخلايا القاعدية، الأكثر شيوعاً، يظهر على شكل نتوء لؤلؤي أو شمعي في المناطق المعرضة للشمس، مثل الوجه، والرقبة، والسرطان حرشفي الخلايا يظهر على شكل بقعة حمراء متقشرة أو نتوء صلب، وبشكل أساسي في المناطق المعرضة للشمس، والورم الميلاني الأكثر خطورة، يمكن أن يحدث في أي مكان في الجسم، وغالباً ما يبدو على شكل شامة غير منتظمة ومتعددة الألوان أو يتغير مظهرها.
الكشف المبكر
وأكد الدكتور أحمد الظاهري أهمية الكشف المبكر وفحوصات الجلد المنتظمة، الذاتية عبر الطبيب المتخصص، للكشف عن الإصابة مبكراً، في مراحل تكون فيها معدلات نجاح العلاج مرتفعة، مشيراً إلى أن التدابير الوقائية له تتمثل في استخدام كريمات الوقاية من الشمس واسعة الطيف مع عامل حماية لا يقل عن 30، والملابس الواقية بأكمام طويلة، والقبعات واسعة الحواف، والنظارات الشمسية وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة من 10 صباحاً حتى 4 عصراً وتجنب أسرة التسمير.
خلايا البشرة
أوضح الدكتور محمد آصف قريشي أخصائي طب الأمراض الجلدية في مدينة برجيل الطبية أبوظبي، أن السبب الأساسي في الإصابة بسرطان الجلد الفاتح يرجع إلى الأشعة فوق البنفسجية للشمس، إذ إنها تضر بالخصائص الجينية لخلايا البشرة، وبالرغم من أنه يُمكن لجسم الإنسان تحمل هذه الأضرار بدرجة معينة، إلا أنه إذا تعرضت البشرة للأشعة بشكل مكثف سيحدث خلل بالجهاز المناعي للجسم، ومن ثمّ تتكون الخلايا السرطانية، لافتاً إلى أن سرطان الخلايا القاعدية الأكثر شيوعاً، وبحسب الأبحاث العالمية يعاني 4 من كل 5 مرضى من المصابين بسرطان الجلد الفاتح من هذا النوع، علماً بأنه غالباً ما تحدث الإصابة به في مراحل عمرية متقدمة تبدأ من 50 عاماً تقريباً، وهي أورام تنمو ببطء، تظهر على منطقة الصلع لدى الرجال، وكذلك على أكثر المناطق المعرضة للشمس من الوجه، وهي الجبهة والوجنتان والأنف.
وأضاف: «أعراض الإصابة بهذا النوع بقعة خفيفة الاحمرار يُمكن أن تكون بارزة أو مستوية، لكن مع مرور الوقت تبدأ في التقشر ويُمكن أن تنزف دماً، وعلى الرغم من أنه عادةً لا يتطور سرطان الخلايا القاعدية إلى مرحلة الانبثاث، التي تنتقل خلالها الخلايا السرطانية من العضو الرئيس المصاب إلى أعضاء أخرى، إلا أنه قد يتسبب في تدمير الأنسجة المحيطة به».
الخلية الحرشفية
وأشار إلى أن سرطان الخلية الحرشفية الأقل انتشاراً، يُمكن أن يظهر في جميع مواضع الجسم، يصيب عادةً المناطقَ المعرَّضة لأشعة الشمس من الجسم مثل الرقبة، أو الوجه، وقد يظهر في شكل نتوء لؤلؤي أوشمعي عقيدة حمراء صلبة، آفة مسطحة بلون الجلد، أو على شكل نُدْبة بِلَون بني، قرحة نازفة، أوقشرية تلتئم ثم تعود مرة أخرى، وفي معظم الأحيان، يحدث في المناطق المعرضة للشمس من الجسم، مثل الوجه واليدين.
وذكر أن سرطان الجلد يمكن أن يصيب البشر من كافة ألوان البشرة، بما في ذلك الأشخاص الأغمق لوناً، وغالباً ما يظهر في مناطق لا تتعرض عادة لأشعة الشمس، مثل كف اليدين وباطن القدمين، ويمكن أن يحدث في أي مكان سواء في الجلد العادي أو في الشامة التي تصبح سرطانية، وبالنسبة للرجال غالباً ما يظهر على الوجه أو جذع الجسم، أما بالنسبة للنساء غالباً ما يظهر أسفل الساقين.
التشخيص والعلاج
قال دكتور راجيف سينجلا، أخصائي الأمراض الجلدية، المشفى الدولي الحديث دبي: يعتبر سرطان الجلد الفاتح من أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم ويتميز بسرعته في الانتشار وإمكانية اكتشافه المبكر، مما يزيد من فرص علاجه بنجاح، وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة، البشرة الفاتحة، والتاريخ العائلي، والحروق الشمسية المتكررة، والتعرض لبعض المواد الكيميائية مثل الزرنيخ.
وذكر أنه في حال الشك في وجود تغيرات غير طبيعية في الجلد، يجب زيارة الطبيب، حيث تشمل إجراءات التشخيص الفحص البدني يقوم الطبيب بفحص الجلد بحثاً عن أي علامات غير طبيعية والخزعة أخذ عينة صغيرة من الجلد المتأثر وتحليلها في المختبر لتحديد ما إذا كانت خلايا سرطانية مشيراً إلى أن العلاج يعتمد على حجم الورم ومرحلته، منها الجراحة وإزالة الورم بالكامل، والعلاج بالتجميدة، وهو استخدام النيتروجين السائل لتجميد وتدمير الخلايا السرطانية، والعلاج بالأشعة باستخدام الأشعة السينية والكيميائي باستخدام الأدوية والعلاج المناعي لتعزيز الجهاز المناعي لمكافحة السرطان.