آمنة الكتبي (دبي)
تبدأ نافذة إطلاق القمر «MBZ-SAT» في الأول من أكتوبر المقبل، إلا أن تحديد الموعد الدقيق للإطلاق يتطلب التنسيق مع «سبيس إكس»، لمناقشة جاهزية القمر، واختيار أنسب الأوقات لإطلاقه، وتم اختيار هذه الشركة الأميركية، لتكون الشريك في عملية إطلاق القمر الاصطناعي للفضاء، حيث تمتلك محطتين في فلوريدا وكاليفورنيا.
ويواصل فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي يضم 36 مهندساً، مهام إجراء الاختبارات البيئية على القمر «MBZ-SAT»، وذلك في المعهد الكوري لأبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية، حيث يحرص الفريق على ضمان سلامة القمر الاصطناعي، في ظل التحديات التي سيتعرض لها خلال عملية الإطلاق في الفضاء.
ومن المقرر أن يتم إطلاق القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، على متن صاروخ سبيس إكس «فالكون 9» في أكتوبر المقبل، وسيتم نقله للولايات المتحدة الأميركية، بهدف إجراء الاختبارات التقنية النهائية قبل عملية الإطلاق، والذي سيسهم في مجالات التخطيط العمراني المستدام، ومراقبة التغيرات البيئية، إلى جانب توقع الظواهر الجوية الطبيعية ومراقبة جودة المياه والتنمية الزراعية.
كما سيعمل القمر الاصطناعي على تحسين دقة التقاط الصور بأكثر من الضعف، مقارنةً مع نظيره الذي تم إطلاقه سابقاً، بالإضافة إلى أن نظام جدولة ومعالجة الصور المؤتمت بالكامل في القمر، سيساعد على إنتاج صورٍ تفوق كمية الصور التي ينتجها المركز حالياً بعشرة أضعاف.
ويعد القمر الاصطناعي «MBZ-SAT» الثاني الذي يتم تطويره وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد «خليفة سات»، وسيوفر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تطور تقنياته الكبيرة، خاصة أنه يعتبر أحد أفضل الأقمار الاصطناعية على مستوى العالم، وما يميز مشروع القمر الاصطناعي «MBZ-Sat» الذي يأتي كرابع قمر اصطناعي لرصد الأرض ويطوره ويطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، هو توفير البيانات بدقة وسرعة عالية للمستفيدين، وسيكون بمقدورهم وللمرة الأولى تقديم طلبات مختلف الجهات المعنية للحصول على الصور التي يريدونها بشكل آلي ومؤتمت، ومن ثم الحصول عليها بشكل مباشر وسريع، دون التواصل مع أشخاص على مدار الساعة.
ويعكس ذلك الأهمية الكبيرة لتأثير البيانات الخاصة بالصور المطلوبة على عمل هذه الجهات، خاصة أنها تكون معنية بالمشروعات البيئية والإغاثية والتنموية، وستكون المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء على تواصل مستمر مع محطات مراقبة أرضية أخرى منتشرة حول العالم لتوفير خدمة سريعة للقمر واستقبال البيانات منه بشكل عاجل.
وتصل دقة صور القمر الاصطناعي «MBZ-Sat» لضعفين زيادة على صور الأقمار المثيلة، نظراً لتطور التلسكوب الخاص به، وستزيد سرعة نقل البيانات التي يتم بثها إلى الأرض 4 أضعاف الحالية، كما أن القمر سيتمكن من إنتاج أكثر من 10 أضعاف الصور التي يوفرها المركز في الوقت الحالي، حيث إنه قادر على اكتشاف عدد أكبر من العناصر الاصطناعية والطبيعية، بمعدل أعلى من الدقة والكثافة النقطية، مقارنة بالنطاق الحالي لأقمار مراقبة الأرض، وستكون البيانات الأولية قادرة على معالجة وظائف الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، للمساعدة في تحليل ومعالجة الصور.
وسترسي التقنيات المتقدمة لالتقاط الصور معايير جديدة كلياً بالنسبة للأقمار الاصطناعية المخصصة للاستخدام المدني، ما سيعزز تفرد مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن المراكز القليلة في العالم، القادرة على تطوير تقنيات متقدمة للتصوير باستخدام الأقمار الاصطناعية، كما أنه سيكون هناك فريق متخصص داخل المركز لتحليل البيانات التي يجمعها القمر لتوفير مصدر شامل للصور الفضائية.
وتخدم استخدامات صور القمر الاصطناعي الشركاء في مجالات التخطيط العمراني المستدام، ومراقبة التغيرات البيئية، إلى جانب توقع الظواهر الجوية الطبيعية ومراقبة جودة المياه، إضافة إلى دعم الجهود المبذولة للتصدي للأزمات وإدارة الكوارث العالمية، والتي تشمل تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث، بالإضافة لمساعدة المنظمات في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثار الفيضانات والزلازل، وغيرها من الكوارث وإعادة الإعمار.
المعهد
يعد المعهد الكوري لأبحاث الفضاء، الذي يتم فيه إجراء الاختبارات البيئية الحالية على القمر، معهداً بحثياً تابعاً لإدارة الفضاء الجوي الكورية، كما يعد وكالة الطيران والفضاء في كوريا الجنوبية، وتقع مختبراته الرئيسية في دايجون، في مدينة دايديوك للعلوم، تتمثل رؤية المعهد في مواصلة البناء على قدرات الإطلاق المحلية، وتعزيز السلامة الوطنية والخدمة العامة، وتصنيع تكنولوجيا معلومات وتطبيقات الأقمار الصناعية، واستكشاف القمر، وتطوير طائرات متطورة صديقة للبيئة وعالية الكفاءة وتكنولوجيا الطيران الأساسية.