نشرت دائرة الصحة – أبوظبي مبادئ الأخلاقيات الحيوية التوجيهية الشاملة لكوادر الرعاية الصحية، في خطوة لضمان توحيد الممارسات الأخلاقية ضمن قطاع الرعاية الصحية في أبوظبي.
وتمثل هذه المبادئ ثمرة دراسة التداعيات والتطبيقات الأخلاقية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا في القطاع الصحي وممارستها، وهي تشمل التي نشأت عن تطور علم الأحياء والطب والعلوم الصحية. وتعالج مجموعة المبادئ التوجيهية الجديدة القضايا الأخلاقية في القطاع، وطُورت بناء على نتائج سلسلة من ورش العمل التي أقيمت بمشاركة أكثر من 120 خبيراً وقائداً عالمياً في الأخلاقيات الحيوية، وبالتشاور مع خبراء محليين ودوليين. وتهدف هذه المبادئ إلى تعزيز مستويات الامتثال بقوانين الأخلاقيات الحيوية الراهنة، وتحسين جودة الرعاية الصحية.
وقالت الدكتورة نورة خميس الغيثي وكيل دائرة الصحة – أبوظبي: «يواصل قطاع الرعاية الصحية في أبوظبي تحقيق وتيرة نمو لافتة بناءً على أرقى مستويات الابتكار. لذلك لابد لمعاييرنا الأخلاقية أن تنسجم مع الطبيعة الديناميكية للقطاع مع مراعاة القيم الثقافية للمجتمع الذي نخدمه. وتعالج مبادئ الأخلاقيات الحيوية التوجيهية لكوادر الرعاية الصحية التداعيات التي تلقيها التطورات التكنولوجية في القطاع على الجانب الأخلاقي، وتقدم إطار عمل يوضح السبل المثلى لتبني الابتكارات الثورية مثل الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم والطب الشخصي بشكل مسؤول. وينطوي ذلك على أهمية كبيرة للحفاظ على نزاهة منظومة الرعاية الصحية مع تبني أحدث التقنيات التي تحسن من مستويات رعاية المرضى ومخرجاتهم العلاجية. وتعزز هذه المبادئ التوجيهية أيضاً الجاهزية للأحداث المفاجئة، ما يضمن استعداد قطاع الرعاية الصحية على تنوعه بشكل أفضل للتعامل مع حالات الطوارئ والأزمات بكفاءة عالية مع الالتزام بمعايير أخلاقية صارمة. ولا يحمي هذا النهج الاستباقي صحة ورفاه المجتمع فحسب، بل يرسخ أيضاً مكانة أبوظبي الرائدة في الرعاية الصحية المرنة والمبتكرة على مستوى العالم».
وطُورت المبادئ التوجيهية بالشراكة مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الشارقة الصحية، لتكون مرجعاً وطنياً للاعتبارات الأخلاقية. وبناءً على مدونة السلوك الأخلاقي والمهني لمزاولي المهن الصحية الصادرة وزارة الصحة ووقاية المجتمع في عام 2017، تهدف مبادئ الأخلاقيات الحيوية التوجيهية لكوادر الرعاية الصحية للارتقاء بقطاع الرعاية الصحية المحلي على مستوى العالم، ما ينسجم مع الجهود الوطنية لترسيخ دعائم اقتصاد قائم على المعرفة.
وقال الدكتور راشد عبيد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «ينطوي تأسيس مبادئ توجيهية وطنية للأخلاقيات الحيوية على أهمية أكبر لمواكبة استمرار قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات باستقطاب المواهب والخبرات من شتى أرجاء العالم. ومن خلال إنشاء مجموعة موحدة من المعايير الأخلاقية، تضمن المبادئ التوجيهية امتثال القوى العاملة الصحية في الإمارة لأرقى المبادئ الأخلاقية، ما يعزز مشاعر الثقة والمصداقية بين المرضى وأفراد المجتمع عموماً. ومن خلال نشر الوعي بحقوق المرضى وترسيخ الممارسات الأخلاقية، تؤسس المبادئ التوجيهية مجتمعاً أكثر وعياً بحقوقه ودراية بالقطاع، وتمكن الأفراد من اتخاذ قرارات الرعاية الصحية المدروسة، إضافة إلى غرس ثقافة الشفافية والمساءلة».
وتعالج المبادئ التوجيهية المجالات الرئيسية المرتبطة بالاعتبارات الأخلاقية في قطاع الرعاية الصحية، التي تشمل المسؤوليات تجاه رفاه المجتمع، وصحة المرأة، والرعاية الصحية النفسية، والتبرع بالأعضاء وزراعتها، والسياحة العلاجية، والبحوث السريرية، واستخدام الابتكار في الطب، وغيرها. ويتوّج نشر مبادئ الأخلاقيات الحيوية التوجيهية لكوادر الرعاية الصحية إنجازاً لافتاً، ويؤكد التزام الإمارة بالتميز الأخلاقي والابتكار والتعاون، ويظهر مكانتها الرائدة في مشهد الرعاية الصحية العالمي.