سامي عبد الرؤوف (دبي)
حددت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، 7 نصائح ومتطلبات للحماية من موجات الغبار أثناء فصل الصيف، تتمثل في تجنب الخروج من المنزل كلما أمكن إلا في الحالات الضرورية ولبس الكمامة للحماية من الغبار حال الخروج، وارتداء النظارة الشمسية لحماية العينين.
كما تشمل النصائح، تناول الأدوية للمرضى، والتأكد من أخذ بخاخ الطوارئ عند الخروج، بالإضافة إلى شرب الماء بانتظام لضمان ترطيب الجسم.
إلى ذلك، أكد أطباء، ومختصون في مجال أمراض الصدر والرعاية الصحية الأولية، أن مرضى الحساسية والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة الأكثر تأثراً بمراض الصيف، خاصة مرضى الجهاز التنفسي بشكل عام، وخاصة من يعانون الربو قد يعانون بسبب موجات الغبار؛ ولذلك فالأخذ بالإجراءات الوقائية لتجنب تفاقم للإصابة بهذا النوع من الأمراض المزمنة ضروري خلال فترة الصيف.
وقال الدكتور عبد الكريم نصار، اختصاصي أمراض الرئة بمستشفى برجيل التخصصي، الشارقة: إن «فصل الصيف له العديد من السمات المرتبطة ببعض الأمراض التي يحتاج أصحابها إلى معرفة طرق الوقاية والحماية، وأيضاً طرق التعامل مع تلك الأمراض».
وأضاف: «من بين المرضى المتأثرين بطقس فصل الصيف، المصابون بالربو، فعلى الرغم من أن أعراض الربو تميل إلى أن تكون أكثر شيوعاً في فصلي الخريف والشتاء، إلا أن الصيف يمثل بعض المخاطر أيضاً».
وأشار إلى أنه يتميز فصل الصيف بالحرارة؛ ولذلك فالمريض المصاب بالربو عند استنشاق الهواء الساخن يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور الأعراض، وفي حالة الإصابة بالجفاف، يتنفس الشخص الطبيعي بسرعة أكبر من المعتاد».
وذكر أن الهواء الرطب هو هواء ثقيل؛ ولذلك يصعب التنفس، خاصة عندما يكون الجو حاراً أيضًا، بالإضافة إلى ذلك، يحبس الهواء الرطب مهيجات الرئة، مثل حبوب اللقاح وعث الغبار في الداخل.
وعن مسببات الحساسية في الصيف، أجاب الدكتور عبدالكريم نصار: «يتم تحفيز الربو التحسسي بوساطة بعض مسببات الحساسية التي تنتشر بشكل خاص في يونيو ويوليو وأغسطس، ومن المرجح أن تصاب بنوبات الربو خلال تلك الأشهر».
وأشار إلى إجراءات وقائية، أبرزها تجنب الأعمال الخارجية عندما تكون مستويات الحرارة مرتفعة، واستخدم تكييف الهواء لتقليل التعرض لمسببات الحساسية والملوثات الخارجية، وكذلك استخدم أجهزة تنقية الهواء لتقليل مستويات الدخان في الأماكن المغلقة.
وأكد أهمية بقاء النوافذ مغلقة لتقليل التعرض الداخلي لمسببات الحساسية، وأيضاً استخدم مزيلات الرطوبة للحفاظ على مستويات الرطوبة الداخلية بين 30-50%، والتنظيف بانتظام لإزالة المواد المسببة للحساسية من المنزل، بالإضافة إلى المحافظة على أخذ أدوية الربو أو الحساسية الموصوفة للمريض، ووضع خطة عمل لإدارة الأعراض في حالة حدوثها.
وتحدث الدكتور صلاح الدين عارف، استشاري طب الأسرة بالمستشفى الأميركي بدبي، أن الإنهاك الحراري خلال فترة الصيف، موضحاً أنه حالة صحية خطيرة يمكن أن تحدث عندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة، مما يؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل والأملاح، وقد يؤدي ذلك إلى أعراض خطيرة مثل الغثيان، والدوخة، والصداع، وحتى فقدان الوعي في بعض الحالات الشديدة.
وذكر أن أحد أهم الإجراءات الوقائية ضد الإنهاك الحراري هو شرب الماء بكميات كافية، حيث يجب على الفرد أن يحافظ على ترطيب جسمه من خلال شرب الماء بانتظام، حتى وإن لم يشعر بالعطش، فيما يُفضل تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول، لأنها تساهم في زيادة فقدان السوائل من الجسم، مع ضرورة تناول ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يومياً، وتزداد هذه الكمية في الأيام الحارة أو عند ممارسة النشاط البدني.
وأشار إلى أن اختيار الملابس المناسبة يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على برودة الجسم، حيث يُنصح بارتداء الملابس الفضفاضة والخفيفة ذات الألوان الفاتحة، لأنها تعكس أشعة الشمس بدلاً من امتصاصها، كما يفضل ارتداء القبعات الواسعة والنظارات الشمسية لحماية الرأس والعينين من أشعة الشمس المباشرة.
وأوضح أنه من الأفضل تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة، والتي تكون عادةً بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً، مشيراً إلى أنه إذا كان لا بد من الخروج خلال هذه الفترات، يجب البحث عن الأماكن المظللة واستخدام الكريمات الواقية من الشمس ذات العامل الوقائي العالي.
ودعا إلى ضرورة تناول الوجبات الصحية والخفيفة، حيث يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على توازن السوائل والأملاح في الجسم، حيث يُنصح بتناول الفواكه والخضراوات الطازجة، التي تحتوي على نسب عالية من الماء، مثل البطيخ، والخيار، والبرتقال. كما يُفضل تجنب تناول الوجبات الثقيلة والدهنية التي قد تزيد من الشعور بالحرارة وتؤثر على الهضم.
ولفت إلى أن في حال كان الشخص يمارس الرياضة في الهواء الطلق، فمن المهم أن يكون حذراً، حيث يُفضل ممارسة التمارين في الأوقات التي تكون فيها درجات الحرارة منخفضة، مثل الصباح الباكر أو المساء. كما يجب التوقف فوراً إذا شعر الشخص بأعراض الإنهاك الحراري، مثل الدوخة أو الغثيان، وتناول الماء بانتظام لتعويض السوائل المفقودة من الجسم.
راحة
أكد الدكتور صلاح الدين عارف أن الراحة الكافية تلعب دوراً هاماً في الوقاية من الإنهاك الحراري، حيث يجب أخذ فترات استراحة منتظمة، خاصة إذا كان الشخص يقوم بنشاط بدني شاق، والجلوس في مكان بارد ومظلل، وتجنب الإفراط في العمل تحت أشعة الشمس المباشرة بما يساعد في الحفاظ على توازن حرارة الجسم.