الأحد 8 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والصين.. صداقة راسخة وتعاون استراتيجي

الإمارات والصين.. صداقة راسخة وتعاون استراتيجي
21 يوليو 2024 01:03

آمنة الكتبي (دبي) 

تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية بمرور 40 عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وسط تفاؤل كبير بمزيد من التقارب والتطور والنمو المستمرين، في ظل دعم القيادة الرشيدة في البلدين لتوطيد الشراكة والتعاون، بما يلبي مصالحهما المشتركة وتطلعات شعبيهما.
وتقوم العلاقات الثنائية بين الدولتين على مبادئ التسامح والانفتاح على الثقافات المختلفة، وترسيخ الأمن والاستقرار، والاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون والتفاهم المشترك.
وتربط البلدين أواصر صداقة قوية وعلاقات متينة ومتميزة أثمرت تعاوناً استراتيجياً في مختلف المجالات يفتح أبواب المستقبل، كما يجمع بين البلدين الصديقين العديد من الأهداف المشتركة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار لشعبيهما.
وتتخذ العلاقات الثنائية بين البلدين اليوم أوجهاً متعددة وشاملة، حيث تقدم الإمارات والصين نموذجاً فريداً للشراكة بفضل رؤية القيادة الرشيدة في الدولتين ودعمها المتواصل لتعزيز آفاق التعاون المشترك، ويعكس النمو المتسارع للعلاقات بين البلدين رؤية دولة الإمارات الاستشرافية والطموحة لتعزيز الانفتاح الاقتصادي على العالم.
وترتبط الإمارات والصين بمجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي شملت قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وغيرها من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، كما تعتبر دولة الإمارات محطة مهمة للأعمال والتجارة الصينية.
وبدأت العلاقات بين دولة الإمارات وجهورية الصين، رسمياً في الثالث من ديسمبر 1971 بعد يوم واحد فقط من قيام دولة الإمارات، حينما أرسل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، برقية إلى رئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك، شو إن لاي، يبلغه فيها بقيام الدولة، وردّ شو إن لاي ببرقية تهنئة، أكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات، إيذاناً ببدء علاقة بين البلدين اتسمت بالتطور المستمر.
فيما بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين في الأول من نوفمبر 1984، عندما قام وزير الخارجية الصيني آنذاك وو جوكيان بزيارة رسمية إلى العاصمة الإماراتية، وفي العام 1985، افتتحت الصين سفارة لها في أبوظبي، وبعد نحو عامين، افتتحت الإمارات سفارتها في بكين، وفي عام 1988، افتتحت الصين قنصلية لها في دبي، وافتتحت الإمارات 3 قنصليات عامة في الصين، الأولى في هونغ كونغ عام 2000، والثانية في شنغهاي عام 2009، وأخرى في غوانغجو عام 2016. 
وساهمت الزيارات المتبادلة المستمرة التي قام بها قادة ومسؤولو البلدين في دفع العلاقات الدبلوماسية الصينية الإماراتية إلى الأمام، وكانت أولى هذه الزيارات تلك التي قام بها الرئيس الصيني السابق يانغ شانغ كون في العام 1989 إلى الإمارات، لتتوالى بعد ذلك الزيارات الرسمية بين البلدين. 
ويعد قطاع السياحة من أهم القطاعات الرئيسة في العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والصين، حيث وصل إجمالي عدد السياح الصينيين إلى أكثر من مليون زائر في الأشهر  العشرة الأولى من عام 2023، كما وصل عدد الصينيين الموجودين في دولة الإمارات إلى نحو 350 ألفاً، ويتم تنظيم أكثر من 210 رحلات طيران شهرياً بين البلدين عبر شركات الطيران الوطنية الإماراتية.
ويعد قطاع الثقافة أحد أبرز القطاعات المشتركة نمواً، إذ ينظر كلا البلدين للثقافة كقوة ناعمة تؤدي دوراً مهماً في مد جسور التعاون والتقارب بين الدول والشعوب حول العالم، وهو ما يعبر عنه حجم تبادل الزيارات الطلابية، ووفود المسؤولين الثقافيين، والإعلاميين، والباحثين بينهما، فضلاً عن توقيع العديد من الاتفاقيات الثقافية بين البلدين.
وساهم مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تأسس عام 1990، بجامعة الدراسات الإسلامية في بكين، في نشر الثقافة العربية في الصين، كما ساهمت الأسابيع الثقافية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات التي يتم تنظيمها بين البلدين ومعارض الكتب، في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين والدفع بها إلى الأمام عاماً بعد عام.
وشهد عام 2019 إطلاق مشروع «تدريس اللغة الصينية في مائتي مدرسة»، في دولة الإمارات، الذي استقطب حتى اليوم أكثر من 71 ألف طالب وطالبة في 171 مدرسة بمختلف إمارات الدولة، ما يجسد الاهتمام الكبير من قبل الطلاب الإماراتيين بتعلم اللغة الصينية كجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين البلدين.
 وأصبح المشروع رافدا مهمّاً للعالم العربي لاحتضان الصين، وتعزيز العلاقات بين شعوب المنطقتين، كما سيتم تشغيل مركز الإمارات الثقافي الصيني قريباً، فيما تعاونت الدولتان في بناء أول جامعة للذكاء الاصطناعي في العالم في أبوظبي، وثلث طلاب هذه الجامعة من البر الرئيسي للصين، كما تعاون الطرفان لإجراء المرحلة الأولى من التجربة السريرية الدولية للقاح كوفيد-19 في العالم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©