أبوظبي (الاتحاد)
أكد العميد طاهر غريب الظاهري، مدير مديرية مكافحة المخدرات بشرطة أبوظبي، أهمية دور الأسرة في حماية الأجيال من مخاطر المخدرات، لافتاً إلى ضرورة الحرص على توافر لغة الحوار بين أولياء الأمور وأفراد الأسرة؛ لأن عامل الخوف والترهيب غير مفيد في علاج هذه الآفة.
وأوضح، في لقاء عبر أثير استديو الإعلام الأمني، تزامناً مع مناسبة اليوم العالمي للمخدرات تحت شعار «أسرتي أكبر ثروتي»، أن المفاهيم الخاطئة المنتشرة عن المخدرات من أكثر الأسباب التي تسهم في انتشار هذه الآفة، مشيراً إلى أن مروجي المخدرات يطلقون الكثير من الشائعات لمفاهيم مغلوطة غير صحيحة حول المخدرات، بزعم كونها تسبب السعادة والحيوية والنشاط، وهدفهم في ذلك هو الحصول على متعاطين جدد يقعون في براثن هذه الآفة.
وحذر من الانعكاسات السلبية للتفكك الأسري أو التفكك الخفي بين الزوجين، في كونه يؤدي إلى خلل في ضعف الرقابة على الأبناء، مما يعرضهم للوقوع في مكر وخداع مروجي المخدرات.
وذكر أن بعض أنواع المخدرات تؤدي بمتعاطيها إلى الشعور بالهلوسة والاسترخاء، لكنها خطيرة للغاية، وخصوصاً إذا قاد المتعاطي مركبة في حالة الهلوسة وعدم الاتزان والتأثير على العقل، وبالتالي تقع الحوادث، كما أن بعض أنواع المخدرات يجعل متعاطيها عنيفاً جداً، ويؤدي إلى تغيرات في سلوكياته وتشويش في ذهنه فيقوم بتصرفات غير متوقعة.
الوقاية خير من العلاج
لفت إلى اهتمام مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي بالتوعية بمختلف أنواعها ووسائلها، وذلك لكونها تلعب دوراً كبيراً وتحقق الهدف الأسمى الذي نسعى إليه جميعاً من خلال (الوقاية خير من العلاج). وأشار إلى أن موقع خدمة فرصة أمل على شبكة الإنترنت شهد زيارة أكثر من 78 ألف شخص خلال شهر واحد، بهدف التعرف على الخدمة وآلية التقدم للطلبات، ما يؤكد حرص واهتمام أفراد المجتمع بوقاية وحماية الأبناء من النتائج الخطيرة لتعاطي وإدمان المخدرات.
وأشار إلى أن المتعاطي حينما يعترف بتعاطيه للمخدرات، فهو يحتاج لوقفة وعلاج، وقد بين التعديل الأخير على القانون الاتحادي لمكافحة المخدرات هذا الأمر باعتباره حالة مرضية خاصة للمرة الأولى، وأوجد فرصاً علاجية، بما يضمن عدم العقاب، ولكن بشرط التزام المتعاطي أو المدمن بالخطة العلاجية والتقدم لخدمة فرصة أمل.
التقدم للعلاج
وشدد على دور الأهل أو الأسر الكبير في إقناع متعاطي أو مدمني المخدرات بالتقدم للعلاج ومراجعة مديرية مكافحة المخدرات وتقديم طلب أو مراجعة النيابة العامة، وتقديم طلب لإيداعه بمركز العلاج، موضحاً أن الفرصة متاحة للدرجة الأولى والتي تشمل الأب والأم والأبناء، أما الدرجة الثانية مثل الأخ والأخت والخال والخالة والعم والعمة، وكذلك كل من يتولى أمر المتعاطي أو الوصي عليه، فبإمكانهم جميعاً التقدم بطلب العلاج.
ودعا الأسر إلى تعزيز جهودها ودورها في حماية المتعافين من الانتكاسة، من خلال متابعة المرضى المتعاطين والمدمنين بعد علاجهم، موضحاً أن محاولة تجنب الشخص المتعافي من المخدرات تعد من الأمور الخطيرة التي تؤثر على نفسيته فيلجأ لأصدقاء السوء الذين يجرونه من جديد لتعاطي هذه السموم.
أوقات الفراغ
دعا مدير مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي إلى ضرورة شغل أوقات فراغ المتعافين من تعاطي المخدرات بأشياء هادفة ومفيدة، وتشجيعهم على المشاركات المجتمعية والزيارات والاشتراك في بعض الأندية الرياضية التي تجعل نظرتهم للحياة يسودها التفاؤل والأمل، مشيراً إلى أن مرحلة التعافي يخرج منها المتعاطي بصورة تمكنه بالفعل من عدم العودة للتعاطي، ويكون مؤهلاً نفسياً وفسيولوجياً لبدء حياة جديدة، ولكن يجب على المقربين احتواؤه، وخلق عادات جديدة له تجعله شخصاً سوياً دائماً في مجتمعه.