أبوظبي (الاتحاد)
نجح فريق أطباء زراعة الكلى في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، في إجراء جراحة روبوتية معقدة لزرع كلية لسيدة أربعينية تختلف فصيلة دمها عن زوجها المتبرع، ما يعد إنجازاً طبياً مهماً يتحدى المعايير التقليدية في نهج زراعة الأعضاء، التي تتطلب أن يكون التطابق الكُلي عادةً شرطاً أساسياً لمنع رفض جسم المتلقي العضو الممنوح له من المتبرع.
فقد أصيبت المريضة بالفشل الكلوي منذ عام 2018، والذي تطورت أعراضه حتى وصلت العام الماضي إلى مرحلة متأخرة من المرض، حيث أصبحت تقوم بإجراء مستمر لغسيل الكلى، وفي منعطف حرج استلزم إجراء عملية زرع كلية.
وتم اتخاذ القرار بالمضي قدماً في إجراء الزراعة في مدينة برجيل الطبية بعد مناقشات عديدة مع الفريق الطبي والدكتور اشتياق أحمد أخصائي أمراض الكلى و زراعة الأعضاء الذي أكد على مدى تعقيد الحالة، مسلطاً الضوء على تطور الابحاث والطبية على مدى السنوات الـ 25 الماضية التي جعلت عمليات زرع الأعضاء غير المتطابقة كلياً بين المتلقي والمتبرع ممكنه وآمنة، مع ارتفاع نسبة البقاء على قيد الحياة بشكل مماثل للحالات الأخرى لعمليات زرع الأعضاء المتطابقة، حيث يخضع المريض في عملية زرع الكلى غير المتطابقة كلياً مع ABO، للعلاج الطبي قبل وبعد عملية زرع الكلى لتقليل مستويات الأجسام المضادة في الدم، وبالتالي التخفيف من خطر رفض الأجسام المضادة لكلية المتبرع.
فصيلة الدمأوضح الدكتور ريهان سيف، استشاري الجراحة العامة ومدير برنامج جراحة زراعة الأعضاء والجرحات الروبوتية في مدينة برجيل الطبية، أن تطابق الأنسجة وفصيلة الدم بين المتلقي والمتبرع أمر أساسي في عمليات التبرع بالأعضاء لذا فإن اختلاف فصائل دم المُتبرع والمُتلقي أمر نادر، وفي سياق عمليات زرع الأعضاء غير المتطابقة مع فصيلة الدم ABO، يعد تقييم عيار الأجسام المضادة أمراً بالغ الأهمية، حيث يشكل ارتفاع عيار الأجسام المضادة عاملاً متزايداً لرفض جسم المريضة للعضو الجديد، فيما تم إجراء عملية استئصال الكلية من زوجها المتبرع باستخدام الروبوت، مما يوفر مزايا كبيرة مقارنة بالطرق التقليدية المفتوحة والمنظاري، حيث يضمن هذا الأسلوب إجراء العملية الجراحية في وقت أقل، والتقليل من إمكانية حدوث نزيف، كما تكون فترة تعافي أسرع، فيما استغرقت جراحة نقل الكلية وزراعتها مدة أربع ساعات.