السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تنفذ مشاريع مبتكرة لتعزيز استدامة الأمن الغذائي

آمنة الضحاك تطلع على مشاريع المعرض المصاحب للمؤتمر (من المصدر)
15 مايو 2024 00:58

سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلن المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا» تنفيذ مشاريع مبتكرة لتعزيز استدامة الأمن الغذائي، بالتعاون مع مركز الابتكار الزراعي التابع لوزارة التغير المناخي والبيئة بالدولة، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تعمل على 3 محاور أساسية. 
وكشف عبدالعزيز نيان، مدير مكتب المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا» في الإمارات والمنسق الإقليمي لبرنامج إيكاردا، عن أن أبرز هذه المشاريع الاستعاضة عن البيوت التقليدية في الزراعة «الصوب البلاستيكية»، باستخدام البيوت الشبكية، وتبريد جذور النباتات بدلاً من تبريد البيت بشكل كامل. 
وقال: «أسهم هذا الابتكار في تخفيض 85% من استهلاك المياه والطاقة، وذلك من خلال استخدام الطاقة باستبدال الكهرباء التقليدية بالطاقة الشمسية، وتستخدم هذه البيوت في مركز الابتكار الزراعي التابع لوزارة التغير المناخي والبيئة وبعض مزارع المنتجين». 
وأشار في تصريحات صحفية، أمس، على هامش اليوم الثاني مؤتمر الابتكار للغذاء 2024، إلى أن البيوت الشبكية تستخدم شبك حاجز يشبه الشبك العادي الذي يستخدم في الصيد، مصنوعاً من مواد عبارة عن خليط من البوليستر ومواد أخرى تساعد في مقاومة الظروف الجوية، ويتميز هذا الشبك بمنع الحشرات من الدخول، ويسمح بدخول الهواء.

وقال: «قمنا بابتكار آخر يتعلق بالنخيل بعد الحصاد ومعالجة التمور، فتم تصنيع غرف تجفيف التمور التي تعمل بالطاقة الشمسية، حيث يتم تشغل المراوح لتجفيف التمور والمحافظة عليها من الغبار والحشرات، بخلاف الطريقة الاعتيادية التي يقوم بها المنتجون العاديون، حيث ينشرون التمور تحت الشمس، وهذا يعرضها للحشرات والغبار». 
وأضاف: «نركز في أبحاثنا، بالتعاون مع مركز الابتكار التابع لوزارة تغير المناخ والبيئة، على الزراعات المحمية والمحاصيل الموسمية، بما فيها الأعلاف والأشجار المثمرة، وخاصة نخيل التمر، وهذه أركان للأمن الغذائي في دولة الإمارات والمنطقة التي تسودها المناخ الصحراوي». 
وذكر أن الهطول المطري منخفض، حيث يكون في العادة أقل من 100 مليمتر في السنة، ودرجة الحرارة في ثمانية أشهر من السنة عالية جداً، لا تتحملها إلا محاصل قليلة مثل نخيل التمر، وبالتالي الزراعات المحمية الدفيئات تعتبر عموداً أساسياً من أعمدة إنتاج الغذاء، ونعمل الآن على تقنين استخدامات المياه والطاقة في هذه الدفيئات. 
وقال: «فيما يتعلق بالأعلاف، هناك عدد هائل من رؤوس الأغنام والجمال في المنطقة لا تكفي المراعي الطبيعية لإطعامها، وهذا بدوره أسهم في استيراد كبير للأعلاف من خارج المنطقة، وهناك أيضاً محاولة لجسر الهوة في الأعلاف من خلال إنتاج محلي». 
وتابع: نقود أبحاثاً معمقة لانتخاب نباتات محلية، يمكن أن تنتج العلف، ولكن بكميات أقل من المياه، وتوصلنا إلى نبات يدعى «البيت» من النباتات المحلية، وينتج كمية كبيرة من الأعلاف الخضراء في الإمارات يمكن حصاده عشر مرات خلال السنة بكميات كبيرة. 
وأفاد بأنه على رغم أن نوعية العلف التي ينتجه هذا النبات أقل جودة من البرسيم مثلاً، لكن هذا الثمن الذي يجب دفعه لحماية البيئة، وعملنا على تقليل استخدامات المياه في الدفيئات والطاقة وتقليل المياه أيضاً في المراعي الطبيعية والمراعي المروية، وتقليل استخدامات المياه في ري نخيل التمور، وهذه هي المحاور الثلاثة الأساسية التي نعمل عليها.

تحديات كبيرة  
قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، في كلمة خلال جلسة «إعادة تصور النظم الغذائية المستقبلية» باليوم الثاني لمؤتمر الابتكار للغذاء 2024، إن «المؤتمر يكتسب أهمية بالغة حيث تواجه النظم الغذائية تحديات كبيرة وسط تأثيرات الصراعات العالمية وتغير المناخ، والارتفاع في تكاليف إنتاج وتوريد الغذاء».
ولفتت إلى أن الأمن الغذائي يشكل تحدياً عالمياً حاسماً، ما يبرز الحاجة الماسة إلى تعاون دولي على أوسع نطاق لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة سوء التغذية التي يعاني منها عدد متزايد من البشر، وكذلك مخاطر الجوع، في الوقت الذي يعاني فيه العالم من تدهور 40% من الأراضي الصالحة للزراعة.
وأكدت الحاجة الملحة للانتقال إلى نظم غذائية زراعية عالمية ذكية مناخياً وموفرة للمياه، وأهمية إحداث تحول جذري في الطريقة التي ينتج بها العالم الغذاء ويستهلكه.

طعام
أعلن الدكتور عبد الكريم العلماء، المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن المؤسسة أنفقت أكثر من 1.8 مليار درهم في نحو 101 دولة حول العالم، استفاد منها 111 مليون شخص تم توفير الطعام، وتعزيز الأمن الغذائي لهم. 
وذكر في تصريحات صحفية، على هامش مؤتمر الابتكار للغذاء 2024، أن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لديها العديد من المبادرات المرتبطة بتوفير الطعم، وتعزيز الأمن الغذائي في الكثير من دول العالم، من بينها مبادرة المليار وجبة، التي أنفقت مليار درهم لسد الجوع في العديد من دول العالم. 
وكشف عن استثمار «المؤسسة» 11 مليون درهم، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة دولية أخرى متخصصة، لتشجيع المبتكرين والمساهمين لإيجاد الحلول للمناخ الصحراوي والمناطق الصحراوية والتغلب على ندرة الموارد فيها. 
وقال: إن مؤتمر الابتكار للغذاء 2024، ثمرة تعاون بين المؤسسة والمنتدى الاقتصادي العالمي، حيث تعاون الجانبان في عام 2022 لتأسيس «المبادرة العالمية لشبكة مراكز الابتكار الغذائي»، والتي تضم 6 مراكز، وكذلك مركز الابتكار الغذائي في الإمارات في شهر ديسمبر من العام الماضي.
ولفت إلى أن المنطقة تواجه العديد من التحديات الكبيرة بسبب ندرة العديد من الموارد الطبيعية، ومن بينها ندرة المياه بسبب المناخ الصحراوي، مشيراً إلى أن مؤتمر الابتكار للغذاء يسعى للمساهمة بإيجاد حلول مبتكرة في النظم الغذائية، الأمر الذي يجعل من المؤتمر منصة لتبادل الأفكار والخبرات والتأسيس لرؤية تستند إلى العمل الجماعي من أجل التصدي لتحديات إنتاج الغذاء ومخاطر الجوع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©