عدد اليوم
هزاع أبو الريش (أبوظبي)
تجربة شعرية ثرية بالمعاني والمفردات المستقاة من البيئة المحلية، نسجها المغفور له الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بمهارة فائقة، فسكنت وجدان المستمعين، مستلهماً من مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، جمالية اللغة، وعفوية المفردة الجزلة، ناهلاً من والده المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حب التراث وروح الأصالة التي جعلته يسرد تفاصيل حياة مليئة بالطموحات والآمال والتطلعات، ملخصاً تجاربه في معانٍ مفعمة بالشاعرية والذوق الرفيع عالي المستوى والمضمون.
كان يملك حضوراً مميزاً، وفاعلاً في جل الميادين، ومن أهمها الميادين الشعرية كالأمسيات التي أحياها تشجيعاً للشعراء، ودعماً للحراك الشعري المحلي، وترسيخاً للثقافة الإماراتية. وقد تنوّعت قصائده ما بين الوطنية والإنسانية والعاطفية، واتسمت لغتها ببلاغة المفردة، ورشاقة الكلمة، ولباقة اللغة، وأناقة صورتها التي طُرزت بأنامل أرهف من النسمة، وأعذب من قطرات الغيمة الماطرة.
ومن قصائده التي ألقاها، رحمه الله، ضمن مشاركته في إحدى الأمسيات الشعرية، قصيدة يقول في مطلعها:
للوطن دعمه على الخد الحزين
وأنته لعيون الوطن يا شيخ شوف
نعاهدك والعهد عهد المخلصين
شايلين أرواحنا فوق الكفوف
الوطن ورْجاله لكم طايعين
الجزع نجهله ولا نشعر بخوف
لك بما نملك بإيمان.. ويمين
والرجال ارجال في كل الظروف
هكذا تنساب المعاني منهمرة كماءٍ يسقي المشاعر ويغمر الأفئدة باخضرار العاطفة، متزيّنه بقلائد من العطاء، وفرائد من السخاء، كونها نعمة من نعم البوح، وأيقونة ترسم على جبين الوطن أسمى آيات الفكرة النبيلة، التي تزخرف الذاكرة بحروفٍ لا تُمحى، سُطرت من مداد القلب، وكُتبت على لوحٍ محفوظ في الأفئدة، لتظل وتبقى خالدة ما دامت الحياة.. ولتقرأها الأجيال.
