أكرم ألفي - أحمد شعبان (القاهرة)
أناب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، معالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، لحضور حفل دار «واحة الرحمة»، وقص شريط قاعة «أولاد زايد» في العاصمة الإدارية الجديدة بجمهورية مصر العربية.
وفي حفل حضره جمع غفير من الدبلوماسيين ورجال الأعمال والإعلام، أكدت معالي نورة الكعبي على العلاقة التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وشعب مصر. وذكرت في كلمتها وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه لأولاده بحب مصر: «أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة». وأضافت أن مصر كانت في قلب المغفور له الشيخ زايد ولا تزال في قلوب أبنائه من شعب دولة الإمارات.
وقالت معالي نورة الكعبي، إن العلاقة بين الإمارات ومصر تقدم نموذجاً فريداً للعلاقات بين الدول، بالإضافة إلى العلاقات الاستراتيجية على مختلف المستويات، فالعلاقات الإماراتية المصرية قائمة على المحبة والعطاء والعمل الإنساني.
ونقلت معالي نورة الكعبي للحضور تحيات قيادة وشعب دولة الإمارات، وتمنياتهم لدار «واحة الرحمة» تحقيق أهدافها في توفير ملاذ آمن للأطفال، وتنشئتهم ليكونوا أشخاصاً إيجابيين وفعالين في المجتمع لأنفسهم وللآخرين، بغض النظر عن انتمائهم الديني، وهو ما يعكس نهج دولة الإمارات في ترسيخ قيم التسامح، وتعزيز الحوار بين الأديان ومبادئ وقيم وثيقة الإخوة الإنسانية.
وقالت معالي نورة الكعبي، إن مشروع دار «واحة الرحمة» ثمرة من ثمار وثيقة الأخوة الإنسانية، خاصة أنه يترجم مبادئ الوثيقة إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع، وهو ترجمة حقيقية لما جاء في الوثيقة.
ووصفت معالي نورة الكعبي المشروع بأنه ذو بعد إنساني كبير، خاصة أنه يستهدف الأيتام الذين تعد رعايتهم رسالة مهمة وضرورية لها مردود على الأيتام وعلى المجتمع.
ووجهت معالي نورة الكعبي الشكر لمؤسسة الأخوة الإنسانية والمونسينيور يوأنس لحظي على الانضمام للمسيرة الأخوية اليوم وجميع القائمين على المشروع في مصر والعالم.
وقبل بدء الحفل، قامت معالي نورة الكعبي والمونسينيور د. يوأنس لحظي، السكرتير السابق للبابا فرانسيس، ورئيس مؤسسة الأخوة الإنسانية، بزراعة شجرة زيتون على مدخل دار واحة الرحمة، للتأكيد على كون مشروع واحة الرحمة هو علامة صداقة بين أولاد زايد وشعب أرض الكنانة ورمز للسلام والرخاء والأخوة الإنسانية. وقال المونسينيور يوأنس لحظي لـ«الاتحاد»، إن إطلاق اسم «أولاد زايد» على القاعة الرئيسية لدار واحة الرحمة يأتي عرفاناً وتقديراً وشكراً لدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لمشروع دار واحة الرحمة والذي بدأ تنفيذه بعد توقيع وثيقة «الأخوة الإنسانية» من قبل قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في فبراير 2019، بأبو ظبي.
ووجه المونسينيور يوأنس لحظي شكره العميق لأصحاب السمو شيوخ الإمارات وشعب الإمارات على دعمهم الكريم لمشروع واحة الرحمة الذي ولد على أرض زايد الخير ليجسد مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية. كما تقدم بالشكر لفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعمه الكبير لمؤسسة الأخوة الإنسانية ولمبادراتها الخيرية لخدمة فئات الشعب المصري كافة.
ويُعد مشروع «دار واحة الرحمة» لرعاية الأيتام أحد مشروعات مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية إلى جانب مستشفى «بامبينو جيزو» لطب الأجنة والأمومة والطفولة ومدرسة الأخوة الإنسانية لرعاية ذوي الهمم وسلسلة مطاعم الإخوة الإنسانية. وقال المونسينيور يوأنس لحظي، إن الإمارات راعية الأخوة الإنسانية ولا تتوقف عند الأقوال، بل تعبر عن قناعاتها وقيمها بالأفعال.
وقال يوأنس لحظي لـ«الاتحاد»، إن مبادرات الخير كافة التي تقوم بها مؤسسة الأخوة الإنسانية، ترجمة لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في أبوظبي.
وحضر الحفل السفيرة مريم الكعبي، سفيرة الدولة لدى مصر، والدكتور حمد عبيد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الأخبار بشبكة أبوظبي للإعلام، والسيد النقيب حمد يوسف خاطر، رئيس قسم المشاريع الخاصة في وزارة الداخلية- مكتب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية.
وخلال الحفل، تم الكشف عن الهدية القيمة التي أهداها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية لمشروع دار واحة الرحمة، وهي نسخة طبق الأصل من تمثال الرحمة للفنان العالمي مايكل أنجلو. وهذه الهدية تعد تذكاراً لزيارة البابا فرانسيس لمصر في 2017، وتقديراً لدور مصر التاريخي كواحة للتعايش والسلام والأخوة والحوار بين الأديان.
وقال الدكتور حمد عبيد الكعبي، إن المشروع تعبير عن العلاقة الأخوية بين الإمارات ومصر، مشيراً إلى أن مشروعات مؤسسة الأخوة الإنسانية تعد رسالة محبة وسلام، وتطبيقاً عملياً لوثيقة الإخوة الإنسانية.
وفي كلمتها، شددت معالي الوزيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة المصرية السابقة ورئيس مؤسسة فاهم للدعم النفسي بالقاهرة، على أن إطلاق مشروع دار واحة الرحمة في العاصمة الإدارية هو تعبير عن الدور الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيدة بالعلاقة الخاصة بين البلدين. وقالت إن الإنسانية هي المشترك التي يجب الحفاظ عليه في منطقتنا والعالم.
وقال فضيلة الشيخ د. مظهر شاهين، إن الإمارات تمد يد الخير إلى كل بقاع المنطقة والعالم، وإن الإمارات تمد يدها عبر الحدود كمثال للإنسانية الخالصة، ساعية لنشر رسائل المحبة والسلام. وأوضح أن هذه المشروعات الخيرية تهدف لخدمة أبناء الشعب المصري، وتؤكد الأخوة بين مختلف فئاته، كما تعكس تحويل مبدأ الأخوة الإنسانية من شعار إلى أعمال ملموسة.
دار واحة الرحمة
دار واحة الرحمة للأيتام في العاصمة الإدارية بمصر هي دار لرعاية الأيتام قائمة على توفير أعلى معايير الرعاية والتأهيل للأيتام والأطفال المحتاجين، عبر توفير جو أسري ضروري لنمو ونشأة الطفل، بالإضافة إلى تأهيله وتعليمه ليكون قادراً على تطوير نفسه في المستقبل، وتقديم مساهمة إيجابية لمجتمعه.
والدار صممت لتكون بيتاً أسرياً يفتح أبوابه للأطفال الأيتام، حيث سيعيش الأطفال مع أسر مكونة من أب وأم، في جو منزلي يوفر الخصوصية والكرامة وأسباب التنشئة والنمو للأطفال، مما يسهم في تخفيف معاناتهم، ومنحهم بيتاً بديلاً يتلمسون فيه دفء الأسرة وحنانها.
وتوفر دار «واحة الرحمة» للأيتام إمكانية استقبال مئات الأطفال من سن 7 إلى سن 18، ويمكن للدار أن تستضيف حتى 300 طفل.
ويستهدف المشروع ضمان سكن مناسب ومستوى حياة لائق وكريم للأطفال. وتلبية الاحتياجات كافة الغذائية والصحية والتعليمية والنفسية والاجتماعية للأطفال والقاصرين الصغار، واحترام رغباتهم وآرائهم وخصوصيتهم، وفي الوقت نفسه تزويدهم بالدعم التوجيهي والاستشاري الذي يهدف إلى إرشادهم إلى السلوك الإيجابي والمقبول من المجتمع. وإحاطة الأطفال والقاصرين الصغار ببيئة اجتماعية وجو عائلي ملائم يضمن لهم فرصة التمتع بحقوقهم المشروعة التي تضمنها الدولة، لتحقيق ذواتهم واستقرارهم في البيئة الاجتماعية.