مريم بوخطامين (رأس الخيمة)
رغم تغير ملامح العصر بمرور الزمن، إلا أن هناك موروثات وطقوساً تتمسك بها الأسرة الإماراتية، تفوح منها روائح الزمن الجميل، بما تحويه من تفاصيل صغيرة وملامح شعبية وتراثية ترمز إلى تقاليدنا الدينية والمجتمعية، تظل عالقة في أذهان الأجيال الحالية وتتوارثها الأجيال.
محمد الشميلي يوضح أن من طبيعة الأهالي في مختلف أنحاء مناطق الدولة طقوساً ومظاهر اجتماعية لا يمكن الاستغناء عنها والتي تعد موروثاً شعبياً يعتد ويحافظ عليه كل بيت إماراتي رغم التطور وتغير مظاهر الحياة إلا أنها عادات وتقاليد لا تزال موجودة ومتأصلة ولا بد من المحافظة عليها وتداولها وتوارثها بين الأجيال، مثل الزيارات العائلية الجماعية التي تقصدها الأسر بعد صلاة العيد مباشرة، والتي تبدأ أحياناً بزيارة أكبر رجل في العائلة لتبادل السلام وتهنئته بالعيد، تقديراً له، وتليها الزيارات لبقية الأسر والأعمام والخيلان والأنساب للمباركة بالعيد وتبادل التهاني، ناهيك عن زيارة المرضى وكبار السن في المستشفيات، وذلك ضمن الإطار الذي اعتادت عليه البيوت الإماراتية وأصبح موروثاً دينياً وشعبياً يتمسك به الأهالي حتى يومنا هذا.
الزيارات المنزلية
ومن العادات والموروثات التي لا تزال متأصلة في قيمنا الإماراتية، هي ملامح الزيارات المنزلية لتبادل التهاني والتبريكات في الأعياد والتي لها رونقها الخاص، مثل قهوة العيد وفوالة العيد والمجالس التي يجتمع عليها الصغير والكبير، ويتم فيها تبادل الأحاديث والأخبار وتعليم الأبناء العبارات والجمل الواردة والحاضرة في مثل هذه المناسبات.
«قهوة وفوالة العيد»
إبراهيم علي يؤكد أن من أهم الملامح التراثية التي لا يستغني عنها أي بيت إماراتي، هي قهوة العيد التي تعد أحد أساليب إكرام الضيف، والتي ترافقها الحلويات الشعبية الإماراتية، وغيرها من الحلويات الشرقية، منوهاً أن فوالة العيد لها طعمها المختلف في العيد، والتي تغيرت اليوم عن السابق ولم تقتصر على أطباق محددة، بل تتفنن المنازل والبيوت بأشكال الضيافة وتعد على مائدة الفوالة مختلف وأشهى المأكولات بطرق وأشكال متنوعة ومختلفة لجذب الضيف، وإكرامه.
حمد العرياني يشير إلى أن فوالة العيد من أهم أشكال الكرم والضيافة في البيت الإماراتي، وترمز إلى أهمية الضيوف والمهنئين، وضرورة أن يأكل الضيوف من الضيافة في البيت الذي يقصدونه، وتعد الفوالة شكلاً من أشكال الضيافة الشعبية التقليدية في الإمارات، والتي تتضمن الحلويات والأكلات والأطباق الشعبية والفواكه والمكسرات بأنواعها.
ويوضح سالم الطنيجي أن للمجالس منذ فترة بعيدة أهمية كبيرة خاصة في فترة المناسبات، والتي يتم خلالها مناقشة الوقت الراهن والأحداث وتبادل الأخبار وتبادل التهاني والتبريكات، والتي يتم تجهيزها وتحضيرها لاستقبال الضيوف من الأهالي والجيران والأصدقاء بفترة طويلة، ولها قيمة كبيرة عند الضيوف والزائرين.