هدى الطنيجي (أبوظبي)
أكد عدد من الأطباء أن قيادة الإمارات جعلت الصحة حقاً للجميع، إذ يحصل الكل على أرض الدولة على هذا الحق والرعاية الصحية اللازمة دون تمييز، وفقاً لأعلى المعايير والمواصفات العالمية، وأنها تبذل جهوداً جبارة في تطوير وتعزيز القطاع الصحي على مستوى الدولة.
وقالت الدكتورة مي الجابر، المديرة التنفيذية لمركز إمبريال كوليدج لندن للسكري: «يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي الذي يحمل هذا العام شعار (صحتي، حقي)، مؤكداً أن توافر الخدمات الصحية المتميزة هو حق مشروع لجميع الناس، لذلك حرصت دولة الإمارات برؤية قيادتها الرشيدة على توفير بنية تحتية متقدمة للرعاية الصحية، وخدمات شاملة وخيارات علاجية متفوقة رسخت مكانتها وجهة عالمية جذابة لتلقي الرعاية الصحية، في حين تواصل الدولة إطلاق المبادرات والبرامج وإعداد الخطط والسياسات الاستراتيجية التي ترسخ تميز هذا القطاع، وتعزز قدرته على توفير أرقى الحلول العلاجية على مستوى العالم.
وأضافت: «نحن في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري ملتزمون بتحقيق رؤية قيادة الدولة، ونعمل دون كلل على تبني أحدث التقنيات الطبية ووضعها في متناول جميع سكان الدولة، وهو أمر يبدو جلياً في إطلاقنا مؤخراً فرعاً جديداً في مدينة زايد في الظفرة بإمارة أبوظبي، مدعوماً بأحدث التقنيات، ويقدم خدمات شاملة لمرضى السكري والغدد الصماء، بما يقلص من زمن تنقل المرضى الحاليين بنسبة كبيرة تصل إلى 75%. ومن المتوقع للفرع الجديد أن يستقبل أكثر من 50 مريضاً يومياً عند افتتاحه في النصف الثاني من هذا العام».
منظومة صحية
وقال الدكتور أندرو جيريميجينكو، المدير الطبي لدى مركز العاصمة للفحص الصحي: «نحتفل اليوم بيوم الصحة العالمي تحت شعار (صحتي، حقي) لتسليط الضوء على أهمية حصول جميع الناس حول العالم على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وتوعيتهم بسبل الوقاية من الأمراض السارية، والابتعاد عن العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بها. وقد نجحت دولة الإمارات بإرساء دعائم منظومة صحية متفوقة تضاهي أفضل دول العالم، انطلاقاً من اهتمام قيادتها الرشيدة الدؤوب بتعزيز صحة وعافية المجتمع.
وأضاف: «عازمون على مواصلة دعم هذا القطاع الحيوي بأحدث الخيارات العلاجية والخبرات الطبية، لتكون دولة الإمارات دائماً نموذجاً يحتذى به في التميز الصحي».
تحديات عالمية
وأوضحت الدكتورة إيمان إبراهيم عليوه، اختصاصية طب الأسرة في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، أن أمراض الروماتيزم تشكل تحدياً عالمياً، كما تتزايد أعداد المرضى الذين يتم استقبالهم في العيادة بشكل كبير، لذلك يتوجب على الجهات الصحية التركيز على نشر التوعية والتثقيف بهذه الأمراض وأهم أعراضها، حيث يعاني المرضى منها لسنوات باحثين عن تشخيص لما يشعرون به من الأم، مشيرةً إلى أن عدم الحصول على علاج سريع وصحيح على يدي أطباء متخصصين، فإنه ستصيبهم تشوهات، سواء في المفاصل أم حدوث فشل كلوي وتليف الرئة، ما يشكل عبئاً على النظام الصحي، نظراً لأنها تصبح مزمنة.
وعَرّفَت الأمراض الروماتيزمية المناعية الذاتية، بأنها مجموعة متنوعة من الأمراض تصيب المفاصل على الأغلب، إلا أنها قد تؤثر كذلك على العضلات والأنسجة الأخرى، علاوة على الأعضاء الداخلية، فيما يوجد أكثر من 200 مرض من أمراض المناعية الذاتية الروماتيزمية المختلفة، التي تؤثر على كل من الأطفال والكبار، وعادة ما تنجم عن مشاكل في الجهاز المناعي أو الالتهابات أو التدهور والتلف التدريجي للمفاصل والعضلات والعظام، حيث إن الكثير من هذه الأمراض طويلة الأجل مع مرور الوقت، وعادة ما تكون مؤلمة، وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى حدوث إعاقة كبيرة تلقي بظلالها على كل من جودة الحياة والعمر المتوقع، وقد يكون من الصعب تشخيص الأمراض الروماتيزمية في مراحلها المبكِّرة، لأن المؤشرات والأعراض الأولية تشبه تلك الخاصة بالعديد من الأمراض الأخرى، ولا يوجد تحليل دم أو كشف بدني محدد لتأكيد التشخيص.
رعاية دون تمييز
أكد الدكتور فتحي الجيوراني، استشاري الأمراض الباطنية في مدينة برجيل الطبية، أن الصحة حق للجميع، وبفضل الله ثم بجهود دولة الإمارات وقياداتها يحصل الجميع على أرض الدولة على هذا الحق والرعاية الصحية اللازمة دون تمييز، فيما تظهر جهود الجهات الصحية في السيطرة على عدد من الأمراض، وتخصيص برامج خاصة بها مثل برامج مكافحة السمنة والسكري، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التي تشكل عبئاً على القطاعات الصحية حول العالم بشكل عام، كما أن اهتمام الجهات الصحية بنشر التوعية والتركيز على مفهوم الوقاية والكشف المبكر والتنبؤ بالأمراض منها برنامج الجينوم الإماراتي، وهو برنامج عبقري يساهم في الكشف عن الأمراض والتنبؤ بها، يساهم في تقليل عدد المرضى وخفض العبء المادي على المنشآت الصحية.
ولفت إلى أن الأمراض المزمنة، كالقلب والسكري والسمنة، لا تزال تأتي في المرتبة الأولى عالمياً ضمن الأمراض الأكثر انتشاراً، فيما تعتبر السمنة من أكثر الأمراض انتشاراً في الإمارات ومنطقة الخليج، على الرغم من الجهود المبذولة من القطاعات الصحية وبرامج التوعية والإجراءات الصارمة المطبقة في المدارس، وكثير من الأماكن العامة للحد من ظاهرة السمنة، لكن لا يزال هناك سلوك فردي يخالف هذه الجهود، مشيراً إلى أن السمنة تعتبر من أخطر أنواع الأمراض المزمنة كونها تتسبب في حدوث عدد من الأمراض الأخرى، كأمراض القلب وانسداد الشرايين والسكري من النوع الثاني، كما تتسبب في إلحاق الضرر بمفاصل الجسم، لأن الوزن الزائد يضغط عليها فتفقد مرونتها وقوتها تدريجياً.
ودعا الأفراد لزيادة الوعي، والالتزام بالبرامج والمبادرات الصحية التي تطلقها الجهات الصحية، منها دائرة الصحة في أبوظبي، وذلك تقليلاً للإصابات المحتملة مستقبلاً بهذه الأمراض، وخصوصاً أن نسبة كبيرة من مرضى السمنة هم من الأطفال، ما يشكل خطورة يجب النظر لحلها سريعاً، وهنا يجب البدء من المنزل، لنحافظ على مجتمعنا من تداعيات الأمراض المحتملة للسمنة.