السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شخصيات إسلامية: عثمان بن مظعون.. أول من دفن بالبقيع

شخصيات إسلامية: عثمان بن مظعون.. أول من دفن بالبقيع
3 ابريل 2024 02:04

هو أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي، واحد من السابقين إلى الإسلام، حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً، هو وعبيدة بن الحارث بن المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح في ساعة واحدة قبل دخول النبي محمد دار الأرقم، فقد أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً، وهاجر هو وابنه السائب الهجرة الأولى لبعض الصحابة إلى الحبشة.
ومن مناقبه، رضي الله عنه، أن الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة حين رجعوا إلى مكة تخوَّفوا أن يدخلوا مكة بغير جِوار، أي بغير حماية، فمكثوا حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، ودخل عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة، ثم لما رأى عثمانُ ما يلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة، قال عثمان:«والله إن غدوي ورواحي آمناً بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي يلقَون البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني، لنقص شديد في نفسي»، فمضى إلى الوليد بن المغيرة فقال:«يا أبا عبد شمس، وَفَتْ ذمَّتُك، قد كنت في جوارك، وأحببت أن أخرج منه إلى رسول الله ﷺ، فلي به وأصحابه أسوة»، فقال الوليد:«فلعلك يا ابن أخي أوذيت أو انتهكت؟»، قال:«لا، ولكن أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره!»، قال: «فانطلق إلى المسجد، فَارْدُدْ عليَّ جواري علانية كما أجَرْتُكَ علانية!»، فقال: «أنطلق»، فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: «هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليردَّ عليَّ جواري». فقال عثمان: «صدق، وقد وجدته وَفِيّاً كريمَ الجوار، وقد أحببت أن لا أستجير بغير الله عز وجل، وقد رددت عليه جوارَه».
وفيه رضي الله عنه نزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ... الآيات من سورة [المائدة: 87: 89]. فقد جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً، فذكَّرَ الناس ووصفَ القيامة ولم يزدهم على التخويف، فَرَقَّ الناسُ وبكَوا، فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمحي، واتفقوا على أن يصوموا النهار، ويقوموا الليل، ولا يناموا على الفرش، ولا يأكلوا اللحم ولا الودك ولا يقربوا النساء والطيب، ويلبسوا المسوح ويرفضوا الدنيا ويسيحوا في الأرض ويترهَّبوا، ويجبوا المذاكير، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فجمعهم، فقال: «ألم أُنَبَّأْ أنَّكم اتفقتم على كذا وكذا؟» فقالوا: «بلى يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير»، فقال لهم: «إني لم أومر بذلك، إن لأنفسكم عليكم حقّاً، فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا، فإني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآكل اللحم والدسم، ومن رغب عن سنَّتي فليس مني»، ثم خرج إلى الناس وخطبهم فقال: «ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا، أما إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ولا رهباناً، فإنه ليس في ديني ترك اللحم والنساء ولا اتخاذ الصوامع، وإن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتها الجهاد، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وحجوا واعتمروا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم»، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فقالوا:«يا رسول الله كيف نصنع بأيْماننا التي حلفنا عليها»، فأنزل الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} الآية. ومن مآثره رضي الله عنه أنه كان قد حرَّم الخمر على نفسه في الجاهلية، وقال: «لا أشرب شراباً يذهب عقلي، ويُضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي». فلما حُرِّمَت الخمر قال: «تبّاً لها، قد كان بصري فيها ثاقباً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©