الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ورد في فضله مجموعة من الأحاديث، منها: ما رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: قال: أقبل سعد رضي الله عنه، فقال النبي ﷺ: «هذا خالي فليرني امرؤ خاله».
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: سمعني النبي ﷺ وأنا أدعو، فقال: «اللهم استجب له إذا دعاك»، (سنن الترمذي، 3752). وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله ﷺ يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: «لا» فقلت: بالشطر؟ فقال: «لا»، ثم قال: «الثلث والثلث كبير أو كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في امرأتك»، (صحيح البخاري 1295).
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كنا قعوداً عند رسول الله ﷺ، قال: «يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة»، قال: وليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته، فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع، (صحيح ابن حبان، 6991).
هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي، الزهري، الصحابي الجليل رضي الله عنه، هو أحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله ﷺ توفي وهو عنهم راضٍ. وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وكان مجاب الدعوة مشهوراً بذلك، تخاف دعوته وترجى، لا يشك في إجابتها عندهم ببركة دعاء النبي ﷺ له بذلك. كان من أوائل من أسلم بمكة المكرمة على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وافتخر به النبي ﷺ وفداه بأبيه وأمه دون سواه، وكان كريماً متصدقاً، وحريصاً على استشارة الرسول ﷺ في كل أموره، وكان باراً بأمه، فنزل فيه قول الله تبارك وتعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، «سورة لقمان: 15».
توفي بالعقيق قريباً من المدينة، ودفن بالبقيع.