الأربعاء 18 ديسمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رمضان شهر الصبر وتلاوة القرآن

رمضان شهر الصبر وتلاوة القرآن
26 مارس 2024 02:58

إبراهيم سليم 

يقول الله سبحانه وتعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، «سورة البقرة: الآيات 45 - 46».
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: «شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، صوم الدهر»، (سنن النسائي، 2408). والصيام نصف الصبر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «والصوم نصف الصبر»، ويقول الله -سبحانه- وتعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، «سورة البقرة: الآية 153» .
شهر رمضان هو شهر الصبر، لأن الصائم يحبس نفسه طاعة لله تعالى عن الحرام، وعن مباحات تعود عليها خلال سنته، فإذا كان المسلم قد صبر قبل رمضان عن المعاصي، فهو اليوم يصبر عن المباحات أيضاً، فقد اكتمل الصبر عنده؛ لأن الصيام نصف الصبر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «والصوم نصف الصبر».
فالصائم يصبر على الجوع والعطش، فيمسك عن الطعام والشراب من الفجر إلى الغروب، فيمتنع من الطعام وهو جائع، ويمتنع من الشراب، وهو يشعر بالعطش، يتعلم في ذلك خلق الصبر الجميل، قال تعالى: (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً)، «سورة المعارج: الآية 5».
وإن الله -سبحانه وتعالى- قد وعد الصابرين بثواب عظيم، قال جلّ جلاله: (.. إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)، «سورة الزمر: الآية 10».. وبالصيام تكتمل منزلة الصبر، فإذا قدر الصائم على ترك المباحات، فإنه على ما سواها أقدر. 
القرآن مأدبة الله وأفضل الذكر في رمضان 
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على تلاوة القرآن الكريم، ورغب فيها، وبشر قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة، فينبغي على المؤمن والمؤمنة الإكثار من قراءة القرآن، ولو وجد القارئ مشقة في ذلك، فإن في القراءة خيراً عظيماً وفائدة كبيرة، وعلى الإنسان أن يجتهد في تقويم لسانه بتلاوة القرآن، وأن يتعاهده بالحفظ والتكرار، فهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها، وأن يجتهد في تزيين صوته مع ضرورة التحلي بآداب التلاوة. وإن من أفضل الذكر في رمضان تلاوة القرآن الكريم، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة في ذلك، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة»، (صحيح البخاري، 6).
وقال الله جل جلاله: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)، «سورة فاطر: الآيات 29 - 30». وقال سبحانه وتعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، «سورة ص: الآية 29».
وقل عز وجل: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)، «سورة القمر: الآية 17»
وقال عز من قائل: (... وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، «سورة المزمل: الآية 4»
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: (آلم) حرف، ولكن ألف ولام وميم»، (المستدرك على الصحيحين، 2040).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده...»، (صحيح مسلم، 2699).
القرآن الكريم: كلام الله تعالى، وتلاوته من أفضل الأعمال والعبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي سبب لحفظه ورفعته في الدنيا والآخرة، وبها ينال شفاعة القرآن، ويرث الدرجات العالية في الجنان، وإن من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يختم المسلم قراءة القرآن الكريم كاملاً كل أسبوع، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «فاقرأ في سبع ولا تزد على ذلك»، (متفق عليه). وقد كره العلماء أن يختم المسلم قراءة الكريم في أقل من ثلاثة أيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث»، (سنن أبي داود، ).

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©