إعداد - إبراهيم سليم
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة الحج: الآية 77».، وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ معروفٍ صدقةٌ، وإن من المعروفِ أن تَلْقَى أخاك بوجهٍ طَلْقٍ، وأن تُفْرِغَ من دَلْوِكَ في إناءِ أَخِيكَ»، (صحيح البخاري، 6021).
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لِيَ النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئاً، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ»، (صحيح مسلم، 144).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»، (صحيح البخاري، 2989).
وعن سعيد بن أبي بردة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «على كل مسلم صدقة» قالوا: فإن لم يجد؟، قال: «فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق»، قالوا: فإن لم يستطع أو لم يفعل؟ قال: «فيعين ذا الحاجة الملهوف» قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: «فيأمر بالخير» أو قال: «بالمعروف» قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: فيمسك عن الشر فإنه له صدقة»، (صحيح البخاري 6022)
وقد دلّت الآيات والأحاديث على أن فعل المعروف شيءٌ هيّن يسير، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «البرَّ شيء هيِّنٌ: وجهٌ طليق، وكلامٌ ليِّن»
فالقول الحسن، والخلق الجميل، والتصدق بفضل المال، يقرّب الإنسان من الله تعالى: فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله - أي الناس أحب إلى الله؟، وأي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سُرُورٌ تدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ تكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ تقْضِي عنهُ دَيْناً، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعاً، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ أعْتَكِفَ في هذا المسجدِ - يعني مسجدَ المدينةِ شهراً، ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ، عز وجل، قلبَهُ أمناً يوم القيامة، ومن مشى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى أثبتها له أثبت الله، عز وجل، قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، (المعجم الأوسط، 6026).
ومن ثمرات المعروف في الدنيا الفوز بالجنة ونعيمها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة...»، (مصنف ابن أبي شيبة 25429).
ومن ثمرات المعروف في الدنيا الفوز بالجنة ونعيمها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة...»، (مصنف ابن أبي شيبة، 25429)
ومن ثمرات صنع المعروف مغفرة الله تعالى، فقد أخبرنا نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، أن الله تعالى غفر لرجل صنع معروفاً مع كلب عطشان، فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له»، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في هذه البهائم لأجراً؟، فقال: «في كل كبد رطبة أجر»، (صحيح مسلم 4162).
وقال لقمان لابنه: «خصلتان يزينانك، اعلم أنه لا يطأ بساطك إلا راغب فيك، أو راهب منك؛ فأما الراهب منك فأدن مجلسه، وتهلل في وجهه، وإياك والغمز من ورائه، وأما الراغب فيك فابذل له البشاشة، وابدأه بالنوال قبل السؤال؛ فإنك متى تلجئه إلى مسألتك تأخذ من حر وجهه ضعفي ما تعطيه».
وقال الأحنف، رأس المروءة: «طلاقة الوجه، والتودد إلى الناس، وقيل للأوزاعي رحمه الله: ما كرامة الضيف؟ قال: طلاقة الوجه، وطيب الحديث».
ومن زرع المعروف حصد الشكر، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وكل معروف صدقة.