الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رمضان.. شهر البركة والأعمال الصالحة

رمضان.. شهر البركة والأعمال الصالحة
22 مارس 2024 02:10

إبراهيم سليم 

رمضان شهر مبارك، تفيض فيه الخيرات وتنهمر البركات وعلى المسلم أن يغتنم فضائل الشهر الكريم، ويلتمس البركة في جميع أوقاته خاصة وقت السحَر لأنه من الأوقات المباركة التي ينبغي استغلالها بالطاعات.
وقال الله عز وجل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)، «سورة الدخان: الآية 3»، وفي شهر رمضان يبارك الله تعالى في أرزاق الناس كما في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه: «شهر يزداد فيه رزق المؤمن»، (صحيح ابن خزيمة، 1887).
وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحّروا فإن في السحور بركة»، (متفق عليه). 
والبركة هي «ثبوت الخير الإلهي في الشيء، والمبارك هو ما فيه ذلك الخير»، ورمضان هو شهر البركة لثبوت البركة فيه كثبوت الماء في البِركة، ففيه أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، وبارك في تلك الليلة فجعلها ليلة القدر، فقال جل جلاله: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، «سورة القدر: الآيات 1 - 5».
فجعل الله تعالى بركة تلك الليلة أفضل من ألف شهر، وهو شهر يبارك الله تبارك وتعالى به في ثواب الأعمال، ففي الحديث: «من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه»، (صحيح ابن خزيمة 1887). وهذه الزيادة نوع من البركة التي يتحسسها المسلم، ويلمسها في طعامه وشرابه ونفسه وماله، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أكلة السحَر أكلة مباركة، كما أن وقت السحر وقت مبارك، ففي الحديث القدسي: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل الله عز وجل في كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر»، (متفق عليه)، فكل تلك الأمور تتحقق ببركة رمضان.

الكلمة الطيبة صدقة
أثر الكلمة الطيبة ثابت في الأرض، وثوابها مكتوب في السماء، وهي القول الذي يرضي الله عز وجل، ويُدخل السرور على القلوب، وقد اهتم ديننا الحنيف بما يصدر عن جوارح الإنسان وأكثرها تأثيراً اللسان، فدعا إلى الكلمة الطيبة ورتب عليها الأجر والثواب، قال النَّبِيِّ: «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ». 
الكلمة الطيبة هي التي ينطقها صاحبها فيما يقربه من ربه تعالى، وتفتح أبواباً للخير، وتغلق أبواباً للشر، وتضمد الجراح، وتذهب الغيظ، وتنشر الخير والمحبة في قلوب الناس، وتُحدث أثراً طيباً في نفوسهم.. وهي من الأعمال الفاضلة التي تراعى في كل الأوقات وبالأخص في شهر رمضان، لقوله: «الصيامُ جُنَّةٌ، فإذا كان أحدُكم صائماً فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ». 
وقد أمر الله عباده بأن يقولوا أفضل الكلام وأحسنه، فقال: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، ومن عظيم قدر الكلمة الطيبة، أنها تصعد إلى السماء فتفتح لها الأبواب، قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)، فمن وُفق للطيب من القول، دلّ على فضل الله عليه وهدايته له، قال تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ). وأفضل الكلم الطيب وأعلاه: شهادة أن لا إله إلا الله، قال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)، قال ابن عباس في قوله تعالى (كَلِمَةً طَيِّبَةً): هي شهادة أن لا إله إلا الله.
والكلمة الطيبة لها ثمارها في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فتقي صاحبها من النار، قال: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»، وترفعه في الجنة درجات، قال: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ».
وأما في الدنيا فهي تحفظ مودة الأهل والأصدقاء، وتستديم محبتهم، وتقطع كيد الشيطان، وتضعف مكره ومكائده، قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، فكم من كلمة طيبة كانت سبباً في اجتماع زوجين، وتصالح خصمين، واستقرار أسرة! 
ونلخص ما سبق إلى أنَّ الكلمة الطيبة هي القول الذي يرضي الله عز وجل، ويدخل السرور على القلوب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©