الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«العمالقة الحُفّاظ» يظهرون في اليوم الثاني لمسابقة دبي الدولية للقرآن

المتسابق المصري يؤدي الاختبارات (تصوير: إحسان ناجي)
15 مارس 2024 02:45

سامي عبدالرؤوف (دبي) 

أكدت فعاليات اليوم الثاني من الدورة السابعة والعشرين لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، أن هذه الدورة، هي دورة «عمالقة حفظ القرآن»، حيث شهد اليوم الثاني تميز 5 متسابقين من أصل 7 متسابقين أدوا الاختبارات مساء أمس الأول (الأربعاء) في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي. 
وأظهرت الاختبارات التي أجريت أمام لجنة تحكيم دولية، أن 5 متسابقين ممن أدوا الاختبارات في اليوم الثاني، قادرون على حجز مراكز متقدمة جداً من بين 70 دولة وجالية مقيمة في الغرب تشارك بالحدث. 
وأظهرت الاختبارات أن اثنين على الأقل من بين المتسابقين المتميزين الخمسة مرشحان إلى أن يكونا من بين قائمة الشرف التي تضم المراكز العشرة الأولي. 
وتنافس 7 متسابقين، هم: حميد محمد شاكيل من البرتغال، وأبوبكر عبدالرازق من طاجكستان، ويوسف السيد عبدالمعطي الأشعل من مصر، وشعيب شرف الدين محمد من الهند، وجمال علمي عمر من الدنمارك، وعبدالله شريف عيسي من تايلاند، أسدالله سعد بادالو من أستراليا.

مفاجأة البرتغال 
وكان أول المتميزين، المتسابق حُميد محمد شاكيل، ممثل البرتغال، والبالغ من العمر 23 عاماً الذي درس الهندسة الإلكترونية، وكذلك العلوم الشرعية وعلوم الآلة، ويدرّس حالياً النحو والصرف في معهد شرعي. 
واستطاع ممثل البرتغال، أن يكون ثانية مفاجآت الجاليات، بعد تميز المتسابق الإيطالي في اليوم الأول، ويعد هذا المتسابق الأفضل في تاريخ مشاركة بلاده، رغم أنه لا يعرف اللغة العربية مطلقاً، وقد أدى الاختبارات الخمسة بخطأ واحد صححه من تلقاء نفسه، وأظهر اهتماماً كبيراً بأحكام التجويد. 
وعن سبب إقباله على حفظ القرآن ودراسة العربية وعلوم الآلة إلى جانب الهندسة، قال: «لقد تأثرت منذ صغري بأصوات أئمة الحرم، وتولّدت بداخلي الرغبة في حفظ القرآن الكريم، فبدأت حفظه في سن الرابعة عشرة، وختمته في ثلاث سنوات».  وأضاف: «لما بدأت الحفظ كنت وحيداً في هذا الأمر في أسرتي ومحيطي، فلم يكن والداي يحفظانه، وكذلك لم أكن أعرف العربية، فوجّهني أستاذي بتشجيع والداي نحو تعلم الحروف أولاً ثم تعلم العربية والعلوم الشرعية».

قصة يتيم 
أما ثاني المتميزين، فكان المتسابق يوسف السيد عبد المعطى الأشعل من جمهورية مصر العربية الشقيقة، وهو يتيم وكفيف، وتقوم على تربيته أمه مع إخوته الذين منهم أختان أيضاً حرمتا من نعمة البصر. 
الأشعل استطاع أن يجيب عن الأسئلة الخمسة التي وجهت له من قبل لجنة التحكيم الدولية، دون أن يخطأ في الحفظ مطلقاً، وإنْ كان وقع في بعض الأمور المتعلقة بأحكام التجويد، وتحديداً مخارج بعض الحروف مثل القاف التي جعلها تميل إلى الكاف. 
والمتسابق المصري هو طالب في كلية علوم القرآن في جامعة الأزهر، ولد كفيفاً، بدأ حفظ كتاب الله في سن الثالثة، وختمه في الثامنة من عمره، وحرص والده، رحمه الله، قبل وفاته على أخذه إلى مركز التحفيظ، واجتهد في تحفيظه، إذ كان يسمعه اللوح على الشريط قبل أن يذهب به إلى الشيخ ليسمعه ما حفظ. 
وقال: «ثم تولّت والدتي، حفظها الله، هذا الأمر بعد وفاته، فكنت أسمع الآية وأجتهد في حفظها، إضافة إلى ما منحني الله من موهبة تمكنني من معرفة رقم الآية والسورة ورقم الجزء والحزب».
وأضاف: «أراجع أكثر من ثلاثة أجزاء في اليوم، ولدي أربعة إخوة، اثنان منهما أيضاً فاقدان للبصر». 
كما تميز المتسابق الهندي الذي أدى الاختبارات ولم يقرع له سوى جرس واحد طوال مدة الاختبارات التي قاربت على نصف ساعة، ما يؤهله لأن يكون امتداداً لنتائج بلاده المتميزة في آخر الدورات بمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، حيث استطاعات أن تحقق مراكز متقدمة. 
وأيضاً تميز المتسابق الطاجيكي أبو بكر عبدالرزاق البالغ من العمر 16 عاماً، ومال في قراءته إلى تقليد المدرسة السعودية في القراءة، وتحديداً القارئ عبدالله بصفر. 

رحالة القرآن 
وقال المتسابق، جمال علمي عمر، ممثل الدنمارك: «ولدت في الدنمارك من أصول صومالية، وأبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة، بدأت حفظ القرآن الكريم بتشجيع من والدي الحافظ بعمر السادسة، وختمته في العاشرة». 
وأضاف: «شاركت في مسابقات قرآنية كثيرة، أما عن حفظي فقد بدأته أولاً في بريطانيا لأننا انتقلنا للعيش هناك وأنا بسن الثالثة، وكانت كمية الحفظ وقتها قليلة لا تتجاوز السطر والسطرين، ثم انتقلنا بعدها للعيش في مصر وكنت وقتها قد وصلت في الحفظ إلى سورة الأحزاب». وتابع: «في مصر تعلمت العربية، وبلغت كمية الحفظ صفحتين كل يوم، وتركت المدرسة سنة كاملة للتركيز على الحفظ».

السلك الدبلوماسي
أشاد المستشار صلاح بوفروشة، المحامي العام الأول بدبي، بالنجاح الكبير المتواصل لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، وحرص النيابة العامة على رعاية فعاليات المسابقة كشركاء استراتيجيين ومن أوائل المشاركين في رعاية الجائزة.
وقال رضوان جدوت، السفير الأسترالي لدى الدولة ، إنه سعيد بحضوره فعاليات مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم لمؤازرة متسابق بلاده في هذه المسابقة التي تعنى بكتاب الله وخدمته ورعاية حفظته، والتي اشتهرت حول العالم كأفضل المسابقات القرآنية التي ينتظرها المسلمون في شهر رمضان. 
وأشادت سيرة كاثرين ديلا كروز كانتو، ملحق القنصلية الفلبينية بدبي، بمستوى مسابقة دبي الدولية للقرآن، وتشكر اللجنة المنظمة لحسن التنظيم والاستقبال والرعاية للمتسابقين، وأن بلادها تشارك في المسابقة منذ بداياتها سنوياً، وتتخير أفضل حفظة القرآن لتمثيل بلادها والمشاركة المشرفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©