عدد اليوم
آمنة الكتبي (دبي)
قالت نورا المطروشي، أولى رائدة فضاء إماراتية لـ«الاتحاد»، إنها مستعدة لمهمة استكشاف القمر وللمهام المستقبلية، وتحلم أن تطأ قدمها سطح القمر، جاء ذلك أمس بعد حفل تخرج رائدي الفضاء نورا المطروشي ومحمد الملا في برنامج «ناسا لرواد الفضاء 2021» حيث أقيم في مركز جونسون للفضاء في هيوستون، الولايات المتحدة الأميركية.
وضمت دفعة مرشحي ناسا لرواد الفضاء لعام 2021، عشرة مرشحين من ناسا إلى جانب الملا والمطروشي من الإمارات العربية المتحدة، حيث حصل كل مرشح على شارة رائد فضاء في حفل التخرج، وهذه الشارة ترمز إلى استعدادهم للمهام الفضائية ومساهماتهم في الاستكشافات المستقبلية.
وحضر حفل التخرج، معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، وسالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء وهزاع المنصوري، مدير مكتب رواد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وأعضاء من فريق المركز.
وأوضحت المطروشي، التي حضرت عائلتها وأصدقاؤها وزملاؤها حفل التخرج، أن الطيران إلى القمر كان حلمها منذ صغرها، مشيرة إلى دعم أسرتها الدائم لها وخصيصاً جدتها.
وبينت أن رائدي الفضاء سلطان النيادي وهزاع المنصوري قدما لها ولزميلها محمد الملا الدعم والمشورة والمساندة طوال فترة التدريب.
وأكدت أولى رائدة فضاء إماراتية أنها خضعت لتدريبات لمدة عامين وقد ساعدتها التدريبات لجعلها مؤهلة لرحلات الفضاء، مشيرة إلى أن من أهم التدريبات المهمة هي السير في الفضاء، بالإضافة إلى تدريبات الطيران، حيث إنها ليست لديها أي خلفية في الطيران، مضيفة: أنها كانت تتخيل أن قيادة الطائرة تشبه قيادة السيارة ولكنها مختلفة للغاية، حيث تم تدريبها على كيفية القيادة والتصرف في حال نفاد الوقود، مؤكدة أن برنامج «ناسا للتدريب» أضاف لها العديد من المهارات المميزة.
وقالت: أوجه كلمة للمرأة الإماراتية: إن قيادة دولة الإمارات سخرت جميع الإمكانات ومكنت المرأة حتى أصبحت وزيرة وسفيرة ومهندسة وأخيراً رائدة فضاء لتثبت للعالم أنه لا يوجد كلمة مستحيل في قاموسها.
برنامج متكامل
بدوره، قال محمد الملا رائد الفضاء الإماراتي: إن برنامج الإمارات لرواد الفضاء برنامج متكامل، حيث بدأ مشوار التدريبات في مركز محمد بن راشد للفضاء ومن ثم في مركز جونسون للتدريب في الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن الخطة القادمة هي العمل والتواجد بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة ناسا لاستكمال التدريبات وحتى نكون على استعداد للمهام القادمة.
وبين الملا أن دولة الإمارات أعلنت انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء المحطة القمرية «Gateway»، إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، وإعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر، مشيراً إلى أنه جاهز لمهمة استكشاف القمر وما بعد القمر. وأضاف: كان لي الشرف في التدريب مع نورا المطروشي أولى رائدة فضاء إماراتية، حيث أثبتت قدرتها في خوض التدريبات بنجاح وأثبتت أن المرأة الإماراتية قدوة وتتحدى المستحيل، مشيراً إلى أنها اجتازت معه جميع مراحل التدريبات الصعبة مثل طرق العيش في الغابات والصحراء.
تدريبات مهمة
قال الملا: خضعنا لعدة تدريبات مهمة مثل قيادة طائرات T6 مع البحرية الأميركية في فلوريدا، وتم تصميم هذه التدريبات للإعداد للطيران على طائرات T38 النفاثة لإجراء مناورات أثناء الصعود والهبوط، والتعرض لقوى «جي» تسارع عالية، فضلاً عن التعرض للمواقف الطارئة، والتخطيط لمسار الرحلة، والتواصل مع أبراج مراقبة الملاحة الجوية. وتابع: وعمل إجراءات قياسية تشابه بعض مهمات محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى تدريبات كيفية التعامل والتواصل مع طاقم الطائرة والتخاطب معهم تحت ضغوط معينة لقياس ردود أفعالهم وتوقيتاتها، إضافة إلى القيام بمهمات نوعية طويلة في الفضاء، ومن بين هذه التدريبات التعرف على علوم الديناميكا الهوائية والفيزياء ووظائف الأعضاء، وأساليب متابعة سفن الفضاء، وكيفية الاتصال بالرواد في الفضاء. وأضاف: شملت التدريبات معرفة أهمية الأجهزة في محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى طرق العيش في الغابات والصحراء، وذلك بهدف تجهيزنا لحالات الهبوط الاضطراري في المناطق النائية، وصولاً إلى الأهداف الخاصة بتشغيل المعدات الخاصة لإجراء تجارب علمية وهندسية.
التدريب الشامل
كشف سالم حميد المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء عن جاهزية فريق رواد الإمارات للمهمات الاستكشافية المستقبلية، مؤكداً أنه لا توجد مهمة قادمة إلى محطة الفضاء الدولية، فيما تم حجز مقعد لمحطة الفضاء القمرية، مبيناً أنه بعد تخرج رواد الدفعة الثانية سيعمل الرائدان في دولة الإمارات لمدة 6 أشهر ومن ثم سيعودان لمدينة هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية للعمل ضمن فريق الرواد.
وقال المري: التدريب الشامل الذي يخضع له رواد الفضاء الإماراتيون يمثل النهج الاستراتيجي متعدد الأبعاد الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه استكشاف الفضاء.
وأضاف: تبرز رحلة نورا ومحمد، من التدريب التحضيري الصارم حتى إكمال برنامج ناسا، استعدادهما للمشاركة في المهام المستقبلية، مما يسهم بشكل كبير في تعميق فهمنا للفضاء، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعد نقطة انطلاق نحو هدفنا في استكشاف الفضاء بشكل مستدام، وتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كقوة رائدة في علوم وتكنولوجيا الفضاء.
