الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق فعاليات القمة الثقافية - أبوظبي 2024

انطلاق فعاليات القمة الثقافية - أبوظبي 2024
3 مارس 2024 19:48

انطلقت، اليوم الأحد، أعمال الدورة السادسة من القمة الثقافية - أبوظبي 2024 بمنارة السعديات ببرنامج استثنائي من الكلمات الرئيسية والحوارات الإبداعية والجلسات الحوارية والعروض الثقافية، بمشاركة نخبة من قادة الفكر العالمي من أكثر من 90 دولة تحت شعار «مسألة وقت»، وتستمر 3 أيام.
استكشفت القمة، في يومها الأول، دور الثقافة في خلق الذكريات الجماعية مع النظر في بدائل للمفهوم الخطي للوقت.
ورحب معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في كلمته الافتتاحية، بالحضور في أبوظبي، وقال: «تنعقد القمة الثقافية - أبوظبي لهذا العام تحت شعار «مسألة وقت»، ليكون بمثابة دعوة لنا جميعاً للتوقف والتأمل في أن القمة الثقافية ليست مجرد كلمات نلقيها، بل سيتم من خلالها مناقشة قضايا حيوية سعياً لإيجاد حلول ملموسة تلبي احتياجات المجتمعات العالمية وستتيح لنا الثقافة فهم واحترام وقبول ثقافة الآخر والحفاظ عليها. ولا شك في أنه عندما نصل إلى هذا المستوى من الانسجام والتناغم، فإننا سوف نخلق عالماً فريداً من الحوار والتفاهم يستوعب فيه كل منا الآخر».
وأضاف معاليه: «إنه لشرف عظيم لنا أن نستضيف اليوم هذه الكوكبة اللامعة من المفكرين والفنانين وصناع التغيير والقادة من مختلف الجنسيات.. وإنني على ثقة بأن صوت الجميع سيصل إلى جميع أنحاء العالم من خلال القمة الثقافية».
وقدم معالي محمد خليفة المبارك، الشاعر والفيلسوف العالمي أدونيس الذي ألقى الكلمة الرئيسية الأولى في القمة، وركز فيها على شعار القمة «مسألة وقت»، ووضع إطاراً لعلاقة الإنسان بالأزمنة، وقدرته على الإبداع، وإمكانات الآلة في تحقيق حلم الإنسان، وهيمنة الآلة على الزمن الراهن، مؤكداً أن قوة الإنسان تكمن في قدرته على طرح الأسئلة، أكثر ما تكمن في قدرته على تقديم الإجابات.

وقال أدونيس: «ليس الزمن آلة.. بل الإنسان هو الذي يبتكره، ثانية بثانية وتساءل: كيف أمكن أن يصبح الإنسان، مبدع الآلة وسيدها، تابعاً لها، ولماذا؟».
وأوضح أن «العلة ليست في الآلة نفسها، أو في زمنها، وإنما العلة في العقل الذي يستخدمها، العلة في الإنسان نفسه».
وربط أدونيس بين الزمن والحرية، مشيراً إلى أنه «لا زمن لمن يعيش ويفكر ويعمل تابعاً لزمن الآخرين»، مختتماً كلمته قائلاً: «قل لي ما زمنك، وسوف أقول لك ما مكانك ومن أنت».
ضمن فعاليات اليوم الأول للقمة، عقدت جلسة افتتاحية حاورت فيها الإعلامية منى الشاذلي، الفنان الإماراتي والسفير فوق العادة للنوايا الحسنة حسين الجسمي ضمن برنامج «حوارات إبداعية».
تطرق الحوار إلى عدد من المحاور شملت أهمية عامل الوقت في صناعة الفنان، وأهمية رعاية المبدعين ودور الإمارات بصفتها حاضنة للإبداع والتناغم الثقافي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الحركة الفنية والإبداعية.
وأشار الجسمي إلى أن دولة الإمارات تولي المبدعين رعاية خاصة، لاسيما في مراحل مبكرة من بداية تشكل الموهبة وصقلها.. وسرد تجربته الشخصية في مشواره الفني الذي حصل خلاله على دعم كبير من بيئته المحيطة وقيادة الدولة والتي كان أهم محطاتها لقاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، الذي وصفه بأنه الداعم الأول للمبدعين في الدولة، مؤكداً أن هذا النهج لم يخفت يوماً، وأن القيادة الرشيدة لم تدخر جهداً في تقديم كل الدعم للمبدعين.
في سياق أهمية دعم الإبداع، قال الجسمي إنه حالياً يعمل مع الجهات المختصة من مؤسسات وجهات مختلفة على تنفيذ مشروع فني طموح لاكتشاف ورعاية المواهب بالتعاون مع المدارس يشمل الموسيقى والغناء والتذوق الفني التي يؤمن بأنها عوامل تسهم في خلق أجيال أكثر قدرة على الإبداع، من خلال منصات متخصصة قادرة على دعم المواهب الواعدة والاستثمار فيها، بما يمنح احتراف الفن تقديراً مجتمعياً أكبر.
وعن أهمية التنوع الثقافي في عمل المبدعين والمثقفين، أوضح الجسمي أن التبادل الثقافي يأتي يداً بيد مع قدرة الحضارات والمبدعين على حد سواء على التعايش وخلق التناغم والانسجام ليقدموا حركة إبداعية فنية متكاملة الأركان. وأشار إلى أن الإمارات هي خير مثال على ذلك التناغم، من خلال احتضان سكان من أكثر من 200 جنسية على أرضها، ما يعني أكثر من 200 ثقافة يتم تداولها على مختلف الأصعدة، وهو ما يعد كنزاً ثقافياً ويسهم حتماً في إثراء المخزون الثقافي للمبدع، مع بقاء التحدي الحقيقي في الحفاظ على الهوية حاضرة في كل مراحل التطور.

وأكد أنه شخصياً من أكثر المستفيدين من هذا التنوع الغني، وأنه لايزال في خضم كل هذا فخوراً بهويته الإماراتية وأنه يمثل كل الوطن العربي بهذه الهوية. وقال: «يمكن أن تمشي 700 متر في أي ممشى في دولة الإمارات فتتحدث بخمس لهجات ولغات مختلفة مع المجتمع».
ولدى سؤاله عن أهمية الذكاء الاصطناعي في الصناعات الثقافية والإبداعية، قال الجسمي إن الحد الفصل في هذا هو التشريعات والقوانين الناظمة التي تضمن حقوق المبدعين، مؤكداً أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لا يشكل خطراً على المبدعين، لكن لابد أن تواكب التشريعات احتياجات القطاع.
وأشاد، في ختام حديثه، بجهود دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وحرصها على حماية حقوق الملكية الفكرية وتشجيع المبدعين على تسجيل حقوقهم الفكرية، موجهاً الدعوة للمبدعين حول العالم ليأتوا إلى دولة الإمارات لتسجيل حقوقهم الفكرية وحمايتها، حيث تضمن المنظومة التشريعية حماية حقوقهم.
وشارك وول سوينكا، الحائز على جائزة نوبل للآداب والكاتب المسرحي وأستاذ المسرح في جامعة نيويورك أبوظبي، في ندوة حوارية إبداعية مع مانثيا دياوارا، الأستاذة في قسم دراسات السينما في كلية «تيش» للفنون بجامعة نيويورك لمناقشة تعقيدات الثقافة الأفريقية والقضايا المتعلقة بالهوية وكذلك الاختلافات في الأيديولوجيات في جميع أنحاء القارة ونهب الأعمال الفنية والتحف. 
واستكشفت إحدى الجلسات الحوارية، بعنوان «معارف السكان الأصليين حول العيش المستدام»، منظوراً بديلاً لمفهوم الوقت.
وأظهرت أعمال أربعة فنانين من مجتمعات السكان الأصليين، استضافتهم الجلسة وهم (إيرينا بيكر-أرابيري وسارة هدسون من ماتاهو للفنون، ودانيال بويد من دانييل بويد للفنون، ونيكولاس جالانين)، أنه يمكن النظر إلى الوقت على أنه سلسلة متصلة، حيث ترتبط المعرفة الحية من خلال الذكريات والإمكانيات الجماعية.
تنظم دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، القمة الثقافية، التي تستمر حتى 5 مارس الجاري، بالتعاون مع عدد من الشركاء العالميين من مختلف الخبرات والمجالات، من الثقافة والفنون إلى الإعلام والتكنولوجيا، من أبرزهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وإيكونومست إمباكت، ومتحف التصميم في لندن، وشركة جوجل، ومتحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم، والأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، وعدد من الشركاء الإضافيين، منهم أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، ومعهد العالم العربي، وبيركلي أبوظبي، ونادي مدريد، والمجمع الثقافي، والاتحاد الدولي لمجالس الفنون ووكالات الثقافة، وإيمج نيشن أبوظبي، واللوفر أبوظبي، وجامعة نيويورك أبوظبي، ومنتدى ثقافة المدن العالمية، وغيرهم.

المصدر: وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©