عدد اليوم
مصطفى الديب (أبوظبي)
منذ 20 عاماً، كتبت مملكة البحرين «السطر الأول» في «رواية العرب» مع سباقات بطولة العالم لسيارات «الفورمولا-1»، عندما استضافت أول سباق للبطولة في الشرق الأوسط بشكل عام.
جائزة البحرين الكبرى لـ«الفورمولا-1» أصبحت «علامة متميزة» في تاريخ البطولة العالمية الكبرى، اعتاد عشاق السرعة أن تكون الانطلاقة هناك من المنامة عاصمة مملكة البحرين، حيث دائماً تكون بداية الموسم الطويل.
البداية عام 2004 على حلبة البحرين الدولية، لتبدأ الحكاية مع تألق لافت وكتابة تاريخ جديد للحدث الأهم في تاريخ رياضة السيارات.
بالأمس كان السباق الرئيسي للجولة الأولى لموسم 2024 «جائزة البحرين الكبرى» لـ«الفورمولا-1»، ومع دوران عجلات السيارات على المضمار، كان احتفال العالم مع مملكة البحرين بمرور 20 عاماً على انطلاقة السباق الأول.
وخلال 20 عاماً صنعت مملكة البحرين تاريخاً رياضياً جديداً، ليس لها وحدها، ولكن للمنطقة عموماً، والخليج بشكل خاص، حيث كانت حلبة البحرين الدولية محطة الانطلاق، ثم جاءت العاصمة الإماراتية أبوظبي، لتكتب تاريخاً جديداً عام 2009، بدخول حلبة مرسى ياس جدول بطولة العالم، وانطلاق السباق الأول عليها، بعدهما دخلت المملكة العربية السعودية على الخط، باستضافة جولة جدة التي جاءت في شوارع المدينة السعودية، على غرار موناكو.
وتعد حلبة الصخير الدولية في البحرين، أحد الصروح العملاقة بالمملكة والمنطقة، حيث تعد أحد استثمارات المملكة الرياضية، خاصة في ظل استضافة مجموعة من الأحداث والفعاليات المتميزة في قلب الحلبة.
ومن قلب منطقة الصخير مقر الحلبة، كان العالم على موعد مع تحدٍّ عربي جديد، أكد أنهم قادرون على التحدي دائماً بتنظيم رائع للحدث، لتكتب المملكة تاريخاً جديداً في الشكل والمضمون بصورة رائعة، وكان سبباً في إبهار عشاق السرعة على المضمار.
بدأت قصة مملكة البحرين مع سباق «الفورمولا-1» منذ عام 2002، عندما تم توقيع عقد بناء حلبة البحرين الدولية، حيث استغرق بناء المشروع الكبير ما يقرب من العامين، وتحديداً 496 يوماً، لتخرج إلى النور في أبريل 2004، حيث استضافت السباق الأول في تاريخها.
وفي 17 مارس 2004، كان الافتتاح الرسمي للحلبة، وبعدها بأسبوعين، وتحديداً في الرابع من أبريل 2004 أُقيم السباق الأول على مضمار البحرين، وسط احتفال العالم بالمملكة.
وتعد حلبة البحرين واحدة من الحلبات المتميزة على صعيد التصميم، حيث صممها المهندس الألماني هيرمان تيكلي الذي صمم حلبة كوالالمبور في ماليزيا أيضاً، ونجح في إخراج تحفة معمارية، تحدث عنها العالم بشغف خلال تلك الفترة.
وتضم الحلبة 5 مضامير معتمدة من الاتحاد الدولي للسيارات، وهي الحلبة الداخلية، الحلبة الخارجية، حلبة سباق الجائزة الكبرى، حلبة دراجستر وحلبة التجارب، وهو ما يؤهلها لاستضافة مجموعة من السباقات المختلفة معاً، على رأسها سباقات «الفورمولا-1»، و«الفورمولا-2»، و«الفورمولا-3»، و«سباقات الدراج»، سباقات تحدي البورش جي.تي.3 الشرق الأوسط، وسباقات سلسلة الجي بي 2، وغيرها من السباقات التي تعنى بالسيارات.
وتضم الحلبة في صرحها البرج الدائري المميز، والذي يمثل أيقونة بارزة لسباقات «الفورمولا-1» البحرين، وهو مكون من 9 طوابق، ويمنح رؤية بانورامية مثالية لمضامير السباق كافة، إضافة إلى مركز للمعلومات التقنية خاص بـ«الفورمولا-1»، ومبان لاستيعاب 18 فريقاً، ومركز طبي ومنطقة كبيرة للفعاليات والأنشطة والمطاعم والمرافق والخدمات المقدمة للزوار.
وتعد حلبة الجائزة الكبرى هي المضمار الرئيسي والأكبر في سباقات «الفورمولا-1»، بطول يبلغ 5.412 كيلومتر، وتحتوي على 12 منعطفاً، وثلاث مناطق يمكن التجاوز فيها، كما يبلغ عدد اللفات أثناء السباق للجائزة الكبرى 57 لفة، ويمكن للحلبة استيعاب 50 ألف متفرج، بينما تستوعب المنصة الرئيسية عشرة آلاف متفرج.
