إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد البروفيسور منتصر قسايمة، نائب مدير الجامعة المشارك للبحث العلمي والابتكار والتطوير الأكاديمي في جامعة أبوظبي، أن الجامعة حريصة على إذكاء روح الإبداع والابتكار لدى الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة، لافتاً إلى أن الجامعة قدمت حتى الآن ما يربو على 26 براءة اختراع، تشمل مجالات مثل، التقنيات الكمومية، الطاقة المتجددة، وإنترنت الأشياء، حالياً، كما يجري التعاون مع العديد من الشركات العالمية لتحويل هذه الابتكارات إلى نماذج تجارية، وستدخل هذه المشاريع مرحلة التسويق النشط، لتليها مرحلة تنافسية حاسمة في السوق، حيث سيتم تحديد أفضل التكنولوجيات بناءً على جودتها وقدرتها التنافسية.
كما تميزت مخرجات الطلبة بأبحاث ومشاريع تخرج مبتكرة ومبدعة وتطور مهارات وسمات تلائم العصر وجهود استشراف المستقبل، وكل ذلك بفضل اكتسابهم وتفاعلهم مع أساتذة لهم باع طويل في الجانبين النظري والعملي في مجال البحث والابتكار، ومن خلال مشاركتهم الفعالة في استكشاف أنماط بديلة مشتقة من الابتكارات المقدمة، بما يدفعهم دائماً لتطبيق ما يتعلمونه على أبحاثهم ومشاريعهم. وتشجع مشاركتهم في مثل هذه الفعاليات على تجاوز الحدود المعرفية الحالية، والتفكير بطرق غير تقليدية، ما يعزز قدراتهم الإبداعية، ويؤهلهم لتحقيق إنجازات بارزة في مجالاتهم، مساهمين بذلك في تطور وتقدم العلم والتكنولوجيا.
وأشار إلى تبادل المعلومات، والتعرف على المستجدات يتطلب المشاركة في الفعاليات العالمية، ولذا تحرص الجامعة على المشاركة في العديد من المؤتمرات العالمية، سواء في الولايات المتحدة الأميركية، سنغافورة، كوريا الجنوبية، وغيرها من الدول الصناعية المتقدمة.
أبرز ما قامت به الجامعة هو المشاركة في تنظيم قمة عالمية للابتكارات الكمومية في دبي، بالشراكة مع أكاديمية فيرنويل، والتي استقطبت اهتمام الشركات العالمية والجامعات المرموقة. هذا المؤتمر شكّل مركز جذب للخبراء والمهتمين في هذا المجال، بالإضافة إلى مشاركة وزارة الصناعة والتكنولوجيا الإماراتية، ومركز التكنولوجيا والابتكار، ما يعكس دور الجامعة في دفع عجلة الابتكار والبحث العلمي في المنطقة.
ونوه بأن مثل هذه الفعاليات لها تأثير كبير وإيجابي على الطلبة وهيئة التدريس على حد سواء، وبالنسبة للطلبة، توفر هذه الفعاليات فرصة لا مثيل لها للتعلم والتفاعل مع أحدث التقنيات والابتكارات في مجالاتهم، مما يثري تجربتهم التعليمية، ويزيد من حماسهم ودافعيتهم نحو التعلم، كما أنها تساعد في بناء شبكة علاقات مهنية قد تفيدهم في مسيرتهم المهنية المستقبلية. بالنسبة لهيئة التدريس، تساهم هذه الفعاليات في تعزيز معرفتهم بالتطورات الجديدة في مجالات تخصصهم، ما يسمح لهم بدمج هذه المعارف في مناهجهم الدراسية وأساليب التدريس.
كذلك، توفر فرصة للتعاون مع الخبراء والمهنيين في الصناعة، ما يمكن أن يؤدي إلى مشاريع بحثية مشتركة وفرص تطوير مهني. بشكل عام، هذه الفعاليات تعزز بيئة تعليمية ديناميكية تشجع على الابتكار والبحث العلمي، والتعلم المستمر، ما يساهم في إعداد جيل جديد من المهنيين والباحثين المؤهلين لمواجهة تحديات المستقبل.
التقنية الكمومية
حول تأثير التقنية الكمومية، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي على مستقبل التعليم الجامعي، أشار القسايمة بالتأكيد إذ إن التقنية الكمومية والمقصود بها الحواسيب، أو أجهزة الكمبيوتر الكمومية «آلات تستخدم خصائص فيزياء الكم لتخزين البيانات وإجراء العمليات الحسابية. يمكن أن يكون هذا مفيداً للغاية لمهام معينة، حيث يمكن أن يتفوقوا بشكل كبير حتى على أفضل أجهزة الكمبيوتر العملاقة»، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي لهما تأثير كبير ومتزايد على مستقبل التعليم الجامعي، وعلى القطاعات الأخرى بشكل عام. هذه التقنيات تعمل على تغيير الطريقة التي نتعلم بها، ونعلم بها، ونجري بها البحوث العلمية، وهي تمثل محورين رئيسين للابتكار في القرن الحادي والعشرين.