دينا جوني (دبي)
كشف المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار عن التوجّه لإطلاق أول مدرسة نظامية داخل مزرعة في الدولة، تُخرج الطلبة من الجدران المدرسية التقليدية وتضع المواد التعليمية في مسار تطبيقي ونظري جديد، بالاستفادة مما تقدّمه الطبيعة من علوم وجماليات ومعارف، تجعل التعليم أكثر قرباً من حياة الطالب وليس منفصلاً عنها أو ملزماً بها.
وأكد المستشار حامد أحمد الحامد، رئيس مجلس إدارة رواد الزراعة الإماراتية، مؤسس مجموعة غراسيا الزراعية، لـ «الاتحاد»، على هامش فعاليات المهرجان الذي تختتم فعالياته اليوم، إمكانية ربط جميع المواد والحصص العلمية والنظرية بمفاهيم المزرعة أو الواحة الزراعية، لافتاً إلى أن المشكلة التي كانت تواجه عالم الزراعة، اختزالها بالثروة الزراعية والحيوانية، إلى أن أثبتت دولة الإمارات بكفاءات أبنائها ما يمكن تحقيقه في المشاريع الزراعية بما يتخطى العمل النمطي فيها.
وشرح الحامد أنه من خلال مشروع 360ْ الذي تمّ إطلاقه سابقاً على سبيل المثال، تحولت المزرعة إلى مركزٍ لحل مشاكل التنمر بين الطلبة، والمشاكل الأسرية، من خلال التواصل مع الطبيعة ودمج مفاهيم المزرعة والتربية، كتوجّه واضح للاستثمار في الأجيال المقبلة ليس فقط للفئات الصغيرة والشابة من الطلبة وإنما لمختلف فئات المجتمع.
وقال، إنه من خلال المشروع المدرسي الجديد سيتعلّم الطلبة الغذاء الصحي والعلوم المرتبطة به، وأسس ومهارات التجارة، والعمليات الرياضية والحسابية، وغيرها من المواد التعليمية الأساسية والثانوية التي ستقدّم بأسلوب يجمع الجانب العملي والتطبيقي والنظري على أرض الواقع بالاعتماد على النهج التجريبي الذي يدفع الطالب للتعلّم من أخطائه ومن الطبيعة نفسها.
ولفت الحامد إلى أن المزرعة تستقبل سنوياً 15000 زيارة طلابية، كما أنها أسست أكاديمية ريادة أعمال في بعض الجامعات في الدولة؛ منها جامعة أبوظبي. وهي تتضمن أيضاً حاضنة ريادة أعمال لكل المشاريع في مختلف القطاعات، وتستقبل الطلاب ومختلف فئات المجتمع لتأسيس نموذج مصغّر من مشاريعهم، ومساعدتهم بعد ذلك في الحصول على التمويل وكذلك الإشراف على المشروع لمدة سنتين.