لمياء الهرمودي (أبوظبي)
أطلقت الإمارات البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية المعروف بـ«حياة»، يمكن لأي فــرد مواطن أو مقيم في دولة الإمارات، ويبلغ من العمر (21) وما فوق، إبداء الرغبة والتسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء بعــد الوفــاة الدماغيــة، وفور الانتهاء من التسجيل يحصل علـى بطاقـة متبـرع إلكترونيـة.
ووفقاً للبرنامج فإنه يهدف إلى توحيـد الجهـود الوطنيـة في هذا المجال، وتنظيـم عمليـات النقـل والتبـرع وتطويرها، وتوفير الرعاية الصحية لمرضى القصور العضوي، وتحسين الصحة والسلامة وجودة الحياة في المجتمع، ويعتبر برنامج «حياة» هو ثمرة تعاون بين عدة جهات اتحادية ومحلية.
كما تجيـز دولـة الإمـارات عمليـات نقـل وزراعـة الأعضـاء والأنسـجة البشريـة وذلـك وفقـاً لأحــكام المرســوم بقانــون اتحــادي رقم 5 لســنة 2016، ويحــث القانــون الدولي جميــع الدول على معالجة العقبات التي تعيق التبرع.
ويعتبر كليفلاند كلينك أبوظبي المركز الأول والوحيد لزراعة الأعضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يقدم رعاية متطورة من مراحل التخطيط الأولية إلى متابعة ما بعد الزراعة. حيث يقدمون الدعم والاستشارة الموسعة لضمان تحقيق النتيجة الطبية الأكثر نجاحاً. ويعتبر منشأة زراعة الأعضاء المتعددة الأولى والوحيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تمكن من إجراء 386 عملية زرع منذ عام 2017، وهو الأول في دولة الإمارات الذي يجري عمليات زراعة القلب والكبد والرئة والبنكرياس، والأول في دولة الإمارات الذي يجري عمليات زراعة الأعضاء المتعددة المعقدة.
وعبر عدد من المختصين في مجال زراعة الأعضاء عن امتنانهم لمنح فرصة «حياة» للعديد من المرضى الذين ينازعون على أسرة المستشفيات من أجل أن يحظوا بفرصة العيش بصحة أفضل.
وقال الدكتور مانيش مدناني اختصاصي جراحة الجهاز الهضمي، ومتخصص في جراحة السمنة، وجراحة الجهاز الهضمي، والجراحة العامة وجراحة المناظير: في حال فشل الكبد يمكن استبداله بعملية جراحية ويمكن للمريض أن يعيش حياة شبه طبيعية بعد ذلك، وينطبق الأمر ذاته على الكلى والقلب والرئتين والأمعاء والبنكرياس حيث يمكن استبدال هذه الأعضاء ليبدأ المريض حياة جديدة، ويتطلب استبدال العضو المريض عضواً بديلاً سليماً، وتدعى هذه العمليات الجراحية زراعة الأعضاء، يمكن أخذ الأعضاء السليمة من قريب حي أو من شخص متوفى سليم، ويتم منحها للمريض بعد سلسلة من الفحوصات للتأكد من التطابق.
وأضاف: توجد صناعات حديثة جداً مع توفر المهارات التقنية الهائلة، ولكن حتى الآن لا يوجد عضو سليم يمكن منحه للمرضى الذين هم بحاجة له، والسبيل إلى ذلك هو التبرع بالأعضاء، ووفقاً للجمعية الأميركية للكلى يمكن لتبرعك بالأعضاء والأنسجة بعد وفاتك إنقاذ ما يقارب من 8 أرواح وتحسين حياة نحو 75 مريضاً، يمكن للشخص الواحد التبرع بكليتين وكبد ورئتين وقلب وبنكرياس وأمعاء ويدين ووجه وذلك عند التسجيل في برنامج التبرع.
وتابع الدكتور مانيش مدناني: وتخيل أن بإمكان شخص أعمى حالياً أن يبصر من خلال بصرك أنت، ويمكن لشخصين أن يتخلصوا نهائياً من غسيل الكلى، ويمكن لشخصين أو أكثر أن يتخلصوا من الخوف من الوفاة بسبب فشل الكبد، ويمكن لقلبك أن يستمر بالنبض في صدر شخص آخر كما يمكن لشخصين التنفس بشكل جيد عندما تتبرع برئتيك.
وقال: وفقاً للإحصائيات في الولايات المتحدة وحدها هناك أكثر من 100 ألف شخص ينتظرون تبرعاً بالأعضاء لإنقاذ حياتهم، وفي كل 10 دقائق تتم إضافة شخص لهذه القائمة، في حين يفقد 20 شخصاً حياتهم كل يوم بسبب عدم حصولهم على عضو من متبرع، إذا تعهد الجميع بالتبرع بأعضائهم لن يكون هناك شح في الأعضاء ويمكن إنقاذ العديد من الأرواح.
وأشار الدكتور مانيش مدناني إلى أنه توجد بعض الأعضاء التي يمكنك التبرع بها لأقاربك وأنت على قيد الحياة مثل التبرع بكلية واحدة أو جزء من الكبد أو خلايا نقي العظام.
في حين، عبرت نجلاء محمود عن امتنانها لفتح هذا المجال، حيث إنها خاضت عملية زراعة للأعضاء ولكن خارج الدولة، إذ إنها مريضة بالسكر لسنوات طويلة، ما أثر على وظائف الكلى لديها وكان لابد من أن تخضع للزراعة في أقرب فرصة ممكنة، وقالت: إن رحلة العلاج طويلة جداً، ومتعبة، وقد تم إيفادي لخارج الدولة لأتمكن من عملية الزراعة وكان ذلك قبل خمس سنوات ماضية، والآن عندما سمعت بأنه تم فتح هذا المجال في الدولة سعدت جداً، خاصة أن المرض والغربة أمران صعبان على المريض، فتواجده بين أحبابه على أرض الوطن يمكن أن يسهم في إنجاح عملية الزراعة إذ إن الحالة النفسية مهمة جداً في مثل هذه العمليات.