إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
تنطلق، اليوم، منافسات شوط حول للمحليات والمجاهيم، ضمن مسابقات مزاينة الظفرة للإبل المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة التراثي، ويُتوقع أن تشهد منافسة قوية وحضوراً متميزاً من أشهر ملاك الإبل في منطقة الخليج، حيث يبدأ ملاك الإبل الراغبون في خوض منافسات شوط الحول والذي يضم 6 أشواط، 3 أشواط منها للمحليات ومثلها للمجاهيم، وهي الشوط الرئيسي تلاد لأبناء القبائل 1 رمز محليات، والشوط الرئيسي تلاد لأبناء القبائل 1 رمز مجاهيم، بالإضافة إلى شوطي تلاد لأبناء القبائل 2 محليات ومجاهيم وشوطي الشركاء محليات ومجاهيم.
وستباشر لجان الفرز والتحكيم أعمالها فور دخول الإبل المشاركة إلى شبك المهرجان، تمهيداً لتحديد الإبل الفائزة بالمراكز العشرة الأولى في كل شوط بعد الانتهاء من أعمال التحكيم كافة.
وشهدت منافسات ثنايا المحليات والمجاهيم والمهجنات والوضح مشاركة أكثر من 121 مطية في الأشواط السبعة المخصصة لتلك الفئة، حيث احتلت الإبل المشاركة في شوط بينونة المفتوح رمز محليات المركز الأول في عدد الإبل المشاركة بعدد 26 مطية، فيما جاءت الإبل المشاركة في شوط شرايا لأبناء القبائل مجاهيم في المركز الثاني بعدد 21 مطية، وفي المركز الثالث جاءت الإبل المشاركة في شوط بينونة المفتوح رمز مجاهيم بعدد 20 مطية.
وشهدت أشواط إيذاع المحليات والمجاهيم والمهجنات الأصايل والوضح، منافسة قوية بين أشهر ملاك الإبل في منطقة الخليج، استطاعت خلالها الإبل الإماراتية أن تفرض سيطرتها على شوط بينونة المفتوح رمز للمجاهيم، بعد أن حققت المركز الأول في تلك الأشواط، بالإضافة إلى 9 مراكز من المراكز العشرة الفائزة في المجاهيم والمحليات، بينما ذهب المركز الـ 10 إلى الإبل السعودية.
وشهد شوط بينونة المفتوح رمز للمحليات منافسة خليجية قوية تمكنت فيها الإبل القطرية من أن تحصد المركز الأول، وحصدت الإبل الإماراتية 7 مراكز فائزة في ذلك الشوط، بجانب مركزين للإبل العُمانية.
وفي شوط أصحاب السمو الشيوخ ومن يرغب من القبائل عام الوضح، احتلت الإبل الإماراتية المركز الأول، بينما تقاسمت الإبل السعودية والإماراتية المراكز الفائزة في ذلك الشوط بمعدل 4 مراكز لكل منها.
وفي شوط الشرايا لأبناء القبائل محليات ومجاهيم، حققت الإبل الإماراتية المركز الأول، في ظل منافسة قوية من الإبل السعودية والعُمانية والقطرية.
إلى ذلك، تختتم اليوم منافسات مسابقة مزاينة وتغليف التمور المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة التراثي، والتي شهدت إقبالاً كبيراً من المشاركين في الفئات الخمس التي حددتها اللجنة المنظمة، حيث تبدأ لجنة التحكيم في تسلم مشاركات الراغبين في خوض منافسات آخر فئات المسابقة، وهي تغليف التمور.
وظل ركن التمور المقام داخل السوق التراثي في مهرجان الظفرة محط أنظار عشاق التمور والمهتمين بزراعة النخيل للاستمتاع، بما يقدمه المشاركون من منتجات متميزة وفاخرة في الفئات الأربع، وهي: الدباس والخلاص والفرض والشيشي.
ويظل التمر، رغم التطور العمراني والنهضة الشاملة التي تشهدها الدولة في كافة الميادين والمجالات، مصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي وخليجي، كون النخلة رفيقته في الحل والترحال، فهي من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان منذ القدم.
وتعد زراعة النخيل في الدولة واحدة من أهم المجالات الزراعية التي تحظى باهتمام القيادة الرشيدة، لارتباطها بثقافة وتراث المجتمع الإماراتي؛ لذا يتم توفير كافة سبل الدعم اللازم لها، وتوعية المواطنين المزارعين بطرق الزراعة الحديثة والعناية بأشجار النخيل، لتكون ذات مردود اقتصادي نافع، وتشجيعهم على مزيد من الاهتمام بجودة إنتاج الرطب، والارتقاء بأصناف تمور الإمارات إلى المرتبة الأولى والتميز محلياً وعالمياً.
ولعبت أشجار النخيل دوراً اجتماعياً واقتصادياً مهماً بالإمارات، ويحظى نخيل التمر باهتمام بالغ، إذ يوجد فيها أكثر من 41 مليون نخلة، وتشتهر منطقة الظفرة بكثرة مزارع النخيل ومنتجات التمر، خاصة في منطقة محاضر ليوا التي تتميز بوفرة أجود أنواع التمور التي يتم إنتاجها في الدولة.
وتولي أبوظبي اهتماماً بالغاً بإقامة مهرجانات متخصصة، تتزامن مع مواسم حصاد الرطب والتمور، تأكيداً على قيمة النخلة وأهميتها في حياة أهل الإمارات قديماً وحديثاً، ومن أجل بناء خريطة معرفية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد آخر.
وفي هذا الإطار حرصت اللجنة المنظمة لمهرجان الظفرة التراثي على الاحتفاء بالتمور من خلال تنظيم مسابقات متميزة لها تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التمور كمنتج استراتيجي، وتقديم الدعم المستمر لجهود مزارعي المنطقة والدولة عموماً، لضمان استدامة إنتاج التمور والتوسع في زراعة الأصناف المميزة. وتعد التمور جزءاً أساسياً من الموروث الثقافي والحضاري لدولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، ويشكل هذا الإرث علامة فارقة في تاريخ منطقة الظفرة التي تزخر بأجود أنوع النخيل.