مريم بوخطامين (أبوظبي)
انطلقت، أمس، فعاليات اليوم المفتوح للتوظيف الذي نظمه صندوق الوطني بمنارة السعديات بأبوظبي، بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، ومعالي سلطان بن سيف النيادي وزير دولة، وعدد من الوزراء وكبار رجال أعمال والمستثمرين الإماراتيين، وقادة أكثر من 30 من حاضنات ومسرعات الأعمال على مستوى الدولة، وأكثر من 500 من أبناء وبنات الإمارات الباحثين عن فرص العمل بالقطاع الخاص، كما حضر الفعاليات شركاء الصندوق وأعضاء مجلس إدارته وياسر القرقاوي المدير العام لصندوق الوطن، بهدف تمكين الشباب من القطاع الخاص وتعزيز قدراتهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال.
وضمت الفعاليات توقيع اتفاقيات تعاون بين الصندوق وكافة الحاضنات لإطلاق الشبكة الوطنية لحاضنات الأعمال، إضافة إلى معرض يضم أبرز أعمال الصندوق والتجارب الناجحة لشباب الإمارات، تم خلاله توقيع حوالي 24 حاضنة أعمال من أصل 100 حاضنة أعمال على مستوى الدولة، والتي يهدف من خلالها إلى جعل تلك الحاضنات فعالة في الشبكة، بحسب ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن تركيز الصندوق على توفير الوظائف أمام أبناء وبنات الدولة، إنما يعكس الالتزام القوي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في ضرورة الأخذ بكل ما من شأنه تحقيق الإفادة المثلى من قدرات جميع المواطنين، باعتبار أن ذلك هو الطريق الأكيد إلى التنمية الشاملة والمستدامة، حيث حدد سموه عدداً من الموجهات الوطنية الرئيسية في مسيرة الدولة، كي يلتزم بها الجميع ويعمل على تحقيقها وفي مقدمتها، توفير فرص العمل المناسبة لجميع أبناء وبنات الوطن وربط ذلك باحتياجات الدولة وطموحات المجتمع، إلى جانب العمل على رفع الإنتاجية في كل المجالات، وتوفير كافة الشروط التي تحقق المنفعة الكاملة من الموارد البشرية بالدولة، وتكفل للجميع حياة منتجة وكريمة.
وأعلن معاليه، خلال كلمته الافتتاحية، عن بدء العمل في الشبكة الوطنية لحاضنات الأعمال التي يرعاها صندوق الوطن وتضم في عضويتها حاضنات ومسرعات الأعمال بالدولة، كي يعمل الجميع معاً من خلال اتفاقية تعاون وتنسيق التي شهد الجميع التوقيع عليها أمس، في إطار مؤسسي للعمل المشترك وتبادل الخبرات والمعارف، بما يحقق التوأمة الناجحة بين الأفكار من جانب، والمبادرة إلى تحويل هذه الأفكار إلى تطبيقات ومشروعات عملية وتجارية ناجحة من جانب آخر، حيث قام صندوق الوطن في هذا الإطار بتأسيس منصة رقمية تدعم عمل هذه الشبكة، يقوم من خلالها بالإسهام في توفير كافة العوامل والشروط التي تدعم أنشطة الابتكار والمبادرة والريادة في مجالات الأعمال، ومنها على وجه الخصوص توفير مصادر التمويل، وتقديم التوجيه والاستشارات وتطوير النظم والسياسات، وتنفيذ برامج فعالة لتزويد الشباب بالخبرات والمهارات اللازمة، والاعتماد على نظم معلومات فعالة، بالإضافة إلى الإفادة من التجارب العالمية والانفتاح على نتائج البحوث والدراسات، وتشجيع الشباب على خوض غمار العمل الحر.
وأوضح معاليه أن صندوق الوطن نظم خلال هذا الحدث الكبير جلسة خاصة لاستعراض قدرات وأهداف المنصة الرقمية للشبكة الوطنية لحاضنات الأعمال أمام الجميع.
من جهته، أوضح ياسر القرقاوي أن فعالية اليوم المفتوح الهدف منها دعم وتمكين المواطنين في الشركات والمؤسسات الفاعلة في القطاع الخاص، وتمكينهم من إنشاء وتأسيس وتطوير الأعمال الناشئة والصغيرة، وتشجيعهم للإقبال على ريادة الأعمال والدراسات والأبحاث الخاصة في مجال التوظيف، إلى جانب إطلاق الشبكة الوطنية لحاضنات الأعمال، منوهاً أن الفعالية تعد من الفعاليات السنوية التي ينظمها صندوق الوطن حول جهود توظيف المواطنين في القطاع الخاص، وفق تلك المحاور.
وأشار القرقاوي أن اليوم المفتوح ضم عدة فعاليات، منها جلسات حوارية شارك فيها نخبة من الأعضاء المؤسسين للشبكة الوطنية لحاضنات الأعمال، الذين تحدثوا حول الأهداف من تأسيس الشبكة ودورها في دعم وتمكين رواد الأعمال من أبناء الدولة، وأيضاً آلية عمل الشبكة والتنسيق بين الأعضاء ودور صندوق الوطن في ذلك، كما تم عرض أهم المؤشرات التي تقيس نجاح الشبكة في تحقيق أهدافها، وعمل جلسة تعريفية بالشبكة الوطنية لحاضنات الأعمال، مشيراً إلى أنه تم خلال الفعالية استعراض أهم المبادرات التي حققها صندوق الوطن في مجال مساعدة أبناء دولة الإمارات في الحصول على وظائف مرموقة في شركات ُمميزة عاملة في القطاع الخاص، ضمن قطاعات اقتصادية حيوية، بالإضافة إلى التعريف بالمبادرات التي يطرحها الصندوق في هذا الشأن (برنامج جسور بأنواعه: جسور الدولية، جسور النخبة، جسور مسارات، جسور مهارة)، بالإضافة إلى التعريف بالخطط والمبادرات المستقبلية والشراكات التي يعقدها صندوق الوطن في هذا المجال.
وقال غنام المزروعي، أمين عام مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية: «تنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة بدعم وتمكين المواطنين للاستفادة من الفرص الوظيفية المتاحة في القطاع الخاص، يحرص مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية على المشاركة في أيام التوظيف التي تنفذها الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، ومن أهمها فعالية اليوم المفتوح للتوظيف- الدورة الثانية التي ينظمها صندوق الوطن، بهدف تعزيز الجهود المبذولة لتوظيف المواطنين في الشركات والمؤسسات الفاعلة في القطاع الخاص».
وأشاد المزروعي بجهود صندوق الوطن، موضحاً أن مشاركة مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية في اليوم المفتوح للتوظيف لهذه الدورة تشمل تقديم ورشة توعوية حول برنامج «نافس» والمبادرات والبرامج التابعة له، بهدف تغيير المفاهيم المتعلقة بالعمل في القطاع الخاص من خلال تسليط الضوء على الدعم الحكومي المقدم من أجل رفع كفاءة وتنافسية الكوادر المواطنة وتأهيلهم لشغل الوظائف بالقطاع الخاص، بالإضافة إلى استعراض الفرص التدريبية التي يمكن أن يقدم عليها زوار اليوم المفتوح للتوظيف عبر منصة «نافس».
وقالت هند الظاهري، شريكة حاضنة في شركة «إماراتي الكاتيليست»، إن الهدف من هذه الفعاليات مساعدة الخريجين في الجامعات وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتطوير مشاريعهم ومساندتهم في بلورة أفكارهم والوصول بها إلى أرض الواقع والتعرف على أهم السبل والبرامج التي تعزز هذه المشاريع ونجاحها ودعمها لدخول بها إلى سوق العمل.
روضة المريخي، مدير إدارة مشارك من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تؤكد أنه تم خلال الفعالية توقيع مشاريع رائدة في الذكاء الاصطناعي مع صندوق الوطن، والذي يأتي ضمن برنامج أطلقته جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في دعم المشاريع الرائدة في هذا المجال، من خلال مركز الابتكار وريادة الأعمال للذكاء الاصطناعي. ومن جانبها قالت سلوى المفلحي، مدير إدارة الاستدامة والمسؤولية المجتمعية المؤسسية بمؤسسة الدار: «إن شراكتنا طويلة الأمد مع صندوق الوطن مكنت الدار من المساهمة في تحقيق تأثير ملموس على صعيد جهود الارتقاء بمهارات المواهب المحلية وتطويرها في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، تمكنا من دعم مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات».
وقال ديباك أهوجا، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لحاضنة الأعمال الخليجية:«يشرفنا أن نتعاون مع صندوق الوطن لمشاركة رؤية حكومة الإمارات في تعزيز الابتكار وريادة الأعمال سعياً نحو أداء دور فعال في النظام البيئي، فإن هذه الشراكة ستكون محورية في تشكيل مشهد الشركات الناشئة في الإمارات. نقدم في حاضنة الأعمال الخليجية iAccel دعماً شاملاً للشركات الناشئة التي ترغب في التوسع في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدءاً من إنشاء كيان ودعم البنية التحتية، وصولاً إلى الاستثمارات والنفاذ إلى الأسواق والنصح والإرشاد، وستمكننا هذه الشراكة من العمل جنباً إلى جنب مع بعض المنظمات الحكومية وكبار أصحاب المصلحة، سعياً نحو تعزيز النظام البيئي لريادة الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة وترسيخ مكانتها لتكون دولة رائدة في مجال ريادة الأعمال ومركزًا للتوسع عالمياً.