سامي عبد الرؤوف (دبي)
احتلت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في 8 مؤشرات صحية، والثاني عالمياً في مؤشرين، والأول عربياً في جميع هذه المؤشرات، وفقاً لنتائج الإصدارات الإحصائية والتقارير العالمية الصادرة عن المؤسسات والمنظمات الدولية لعام 2023، بحسب ما كشفت عنه بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
وقال الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، في تصريح لـ «الاتحاد»: «حققت الدولة إنجازات متواصلة على صعيد تقدمها في المؤشرات التنافسية العالمية في المجال الصحي، وشملت هذه المؤشرات التي حققت الدولة بها الترتيب الأول عالمياً خلال العام الماضي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله».
وأضاف: «استطعنا العام الماضي، تحقيق منجزات نوعية وجديدة بالمجال الصحي؛ بفضل الرؤية الاستشرافية الطموحة والثاقبة لقيادتنا الرشيدة، مما يعزز من التنمية والازدهار المستدام والاستثمار في صحة الإنسان ورفاهه، وبناء مستقبل زاهر وواعد بمزيد من الإنجازات والمكتسبات».
من جهته، أكد الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن نتائج المؤشرات العالمية المرتبطة بالصحة تسهم في تعزيز مكانة الدولة عالمياً وتطوير استراتيجيات التخطيط والتمكين لتحقيق الأهداف المستقبلية واستشراف مستقبل الرعاية الصحية في الدولة.
وأشار إلى أن الريادة في العديد من المؤشرات الصحية على المستوى العالمي، ترجع إلى ما تتمتع به دولة الإمارات من قدرات وإمكانات هائلة في القطاع الصحي، وتعكس هذه النتائج، إنجازات الدولة لتحقيق مستهدفات استراتيجية الإمارات 2071، ومستهدفات التنمية الشاملة 2030.
المركز الأول
أجرت جريدة «الاتحاد» رصداً لنتائج هذه لمؤشرات التنافسية العالمية بالمجال الصحي، حيث جاءت الإمارات الأولى عالمياً وعربياً في التحصين ضد الحصبة، وفقاً لتقرير مؤشر الازدهار 2023 الصادر عن معهد ليجاتم.
ويرصد هذا المؤشر النسبة المئوية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و23 شهراً والذين تلقوا التطعيمات قبل 12 شهراً أو في أي وقت قبل المسح، ويعتبر الطفل محصناً بشكل كافٍ ضد الحصبة بعد تلقيه جرعة واحدة من اللقاح.
ويعد التحصين ضد مرض الحصبة إلزامياً لجميع طلبة المدارس بجميع المراحل الدراسية في دولة الإمارات، (بدءاً من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر أو ما يعادله)، باستثناء من لديهم موانع طبية موثقة، ويعطى التطعيم مجاناً ويقدم للطلاب في مدارسهم.
كما حصلت الدولة على المركز الأول عالمياً وعربياً في مؤشرات تغطية الرعاية السابقة للولادة، وغياب الوفيات والإصابات من الكوارث الطبيعية ووجود برامج وطنية للكشف المبكر، ونتائج هذه المؤشرات الثلاثة، أثبتها تقرير الازدهار 2023 الصادر عن معهد ليجاتم.
وتنفذ الجهات الصحية في الإمارات، الكثير من المشاريع المهمة والبرامج الوطنية المتعلقة بالكشف المبكر عن الأمراض، سواء السارية أو غير السارية، بالإضافة إلى تعزيز نظم المراقبة الصحية في البلاد لتمكين الكشف المبكر والاستجابة السريعة للأوبئة.
وتوفر الجهات الصحية الفحص الدوري الشامل للوقاية من الأمراض غير السارية، ويندرج ذلك ضمن جهود الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية؛ بهدف الكشف المبكر عن الأمراض، مما يجعل علاجها أسهل وأقلّ كلفة وأكثر فعالية.
كما نالت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً وعربياً في مؤشر الوفيات الناجمة عن العنف المنظم لكل 100 ألف من السكان، بحسب تقرير تنمية السياحة والسفر 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وهي المرتبة نفسها التي نالتها الدولة في تسجيل المواليد من قبل السلطة المدنية للأطفال دون سن 5 سنوات، وذلك بناء على نتائج مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2023 الصادر عن مؤسسة بيرتلمان ستيفتنج وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
كما نالت الإمارات المركز الأول بالعالم في مؤشري مدى تغطية الرعاية الصحية، وقلة تلوث الهواء داخل المنازل بسبب الوقود، اللذين رصدهما تقرير مؤشر الازدهار 2023 الصادر عن معهد ليجاتم.
الثاني عالمياً
أما بالنسبة للمركز الثاني عالمياً والأول عربياً، فقد حققته الإمارات في مؤشر، يتعلق بمستوى الرضا عن الرعاية الصحية، وفقاً لتقرير مؤشر الازدهار 2023 الصادر عن معهد ليجاتم، وهو مؤشر يقيس مدى رضا السكان عن مدى توفر جودة الرعاية الصحية في المدينة/ المنطقة، ويتم ذلك باستخدام مسح غالوب الدولي.
كما حصلت الدولة على المركز الثاني عالمياً والأول عربياً في معدل الإصابة بالسل لكل 100 ألف من السكان، بناء على ما أظهرت إحصائيات مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2023.
ونفذت الهيئات الصحية بالدولة وشركاؤها الاستراتيجيون، العديد من الاستراتيجيات والبرامج الوقائية للحد من انتشار مرض السل والسيطرة عليه، منها توحيد طرق الترصد ونظم العلاج.
وقائي
تتوافر أدوية السل بصورة مستمرة، والعمل على بناء قدرات العاملين في أنشطة البرنامج، إضافة إلى إعطاء التطعيم الوقائي للأطفال عند الولادة، وبرنامج الفحص المبكر عن السل كفحص اللياقة الطبية لطالبي الإقامة بالدولة.
وتتيح التشريعات الصحية بالدولة، علاج المقيمين المصابين بالمرض، ودمج الحالات المتسربة في منظومة العلاج والرعاية، إضافة إلى إدخال أدوات التشخيص الحديثة، وغيرها من البرامج والمبادرات المبتكرة والتي أسهمت بشكل كبير في انخفاض معدلات الإصابة بهذا المرض.