هالة الخياط (أبوظبي
تشكل دولة الإمارات، خلال أشهر الشتاء، مقصداً لأسراب الطيور المهاجرة التي تحط رحالها في الدولة، بحثاً عن الدفء والأمان والغذاء، ما يجعل من مناطق تجمعاتها وجهة جاذبة لسكان الدولة وزوارها من السياح، ويؤكد أن الإمارات توفر أجمل شتاء في العالم.
وتبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة في المحافظة على التنوع البيولوجي، وحماية الطيور المهاجرة، وبرزت هذه الجهود من خلال اتجاهات عدة، تمثلت في التوسع بإقامة المناطق المحمية التي تشكل ملجأ آمناً للتعشيش والتكاثر، فضلاً عن تنفيذ العديد من البرامج الوطنية في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي للمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، وإكثارها وإطلاقها في مواطن انتشارها الطبيعي، وفي مقدمتها الصقور والحبارى.
وتشكل المحميات البحرية والبرية في الدولة وعددها يقارب الـ 50 محمية الوجهة الأكثر استقطاباً للطيور المهاجرة، حيث يزور الدولة سنوياً ما يزيد على الـ200 نوع من الطيور قادمة من مختلف أنحاء العالم.
وتُعد المحميات الطبيعية إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية، حيث تتميز بتنوعها البيولوجي، وتكويناتها الجيولوجية المذهلة وحيواناتها ونباتاتها وطيورها النادرة، كما تعمل على تعزيز التنوع البيولوجي، وحفظ التوازن البيئي.
وتستقبل دولة الإمارات التي تعتبر جزءاً من المسار الأفريقي- الأوروآسيوي سنوياً نحو مليوني طائر من مختلف الأنواع كل شتاء، وبعض الطيور تتوقف للراحة والغذاء، ثم تكمل مسيرتها، والأخرى تظل لتستمتع بشتاء الدولة الدافئ.
وتتضمن الطيور المهاجرة التي تمر بالدولة البط، والطيور الخواضة، ومرزة البطائح، والعقاب المرقط والنسر المصري.
ومن بين أكثر من 450 نوعاً من الطيور المسجلة في الدولة، هناك 70% منها من أنواع الطيور المهاجرة، وهناك نوعان من الطيور المهاجرة، النوع الأول هو الذي يأتي إلى حد كبير، خلال أشهر الشتاء من أوروبا وآسيا الوسطى، لقضاء فصل الشتاء أو يتوقف في طريقه إلى مناطق إشتائه في أفريقيا، حيث إن بعض الطيور المهاجرة تبقى في الدولة لمدة 3-5 أشهر، إلا أن بعضها يعبر الدولة لإكمال مسار هجرته. والنوع الآخر هو عبارة عن مجموعة من الطيور المتكاثرة التي تزور الدولة في فصل الصيف، وبشكل رئيس الطيور البحرية، والتي تأتي من المحيط الهندي للتكاثر.
وتضم الدولة ما يزيد على الـ 30 موقعاً مهماً للطيور المهاجرة والمستوطنة، تمتد على مساحة 4200 كيلومتر مربع تقريباً، منها 11 موقعاً مصنفاً كمناطق محمية قانونية، ومتمثلة في محميات مثل الوثبة، بوالسياييف، رأس الخور، أشجار القرم، والحفية ومحمية صير بونعير وغيرها، وأهم الأنواع المهاجرة إليها الحبارى، والفلامينجو، والأبلق الكستنائي، والصقر الحر، والنورس رقيق المنقار وغيرها، وأهم الطيور المستوطنة فيها الدلاية، والصفصوف، وأم طوق، وصفير النيس، والدسيسي، والبدوار، والبوم وغيرها.
مرتان
يشار إلى أن العالم يحتفي باليوم العالمي للطيور المهاجرة مرتين في السنة، تصادف الأولى السبت الثاني من مايو، فيما تصادف الثانية السبت الثاني من أكتوبر، ويرتبط هذان اليومان بموعد هجرات الطيور التي تنطلق في بداية الصيف، وبداية الخريف.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد أنواع الطيور التي تعيش على كوكب الأرض يبلغ 11 ألف نوع، يهاجر نحو خمسها بشكل سنوي بين الشمال والجنوب محذرة من أن 40% منها في انخفاض، في حين يتعرض 80% لخطر الانقراض.