هدى الطنيجي (أبوظبي)
نجح الفريق الطبي في «مدينة الشيخ خليفة الطبية»، التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، في علاج الطفلة حمدة (4 سنوات) التي كانت تعاني عدة مضاعفات صحية ناجمة عن ولادتها المبكرة، حيث وُلدت في الأسبوع الـ 32 من الحمل وخضعت إلى ما يقارب 33 عملية.
وكان قد تم تشخيص حالة «حمدة» بشلل الحبل الصوتي الثنائي وضيق المزمار، وهو تضيق في الممرات الهوائية داخل الحنجرة. مما استدعى خضوعها لإجراء فغر الرغامى، وهو ثقب يشقه الجراحون في القصبة الهوائية عن طريق الجلد ليكون بمثابة مجرى هوائي بديل للتنفس. وبالإضافة لتلك المضاعفات، واجهت الطفلة صعوبة في الرضاعة عن طريق الفم بسبب مشاكل في البلع، مما تطلب تركيب أنبوب تغذية خارجي يدخل مباشرة إلى معدتها، حيث أشرف على رعايتها فريق من الأطباء في «مدينة الشيخ خليفة الطبية.
وتحقق مجموعة «بيورهيلث»، أكبر منصة للرعاية الصحية في الشرق الأوسط، من خلال «مدينة الشيخ خليفة الطبية»، خطوات نوعية كبيرة في تشخيص وعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي النادرة لدى الأطفال، ومنذ افتتاح مدينة الشيخ خليفة الطبية» في عام 2019، استفاد من خدمات العيادة الخاصة أكثر من 500 طفل يعانون اضطرابات معقدة في الجهاز الهضمي والتنفسي. وتضم العيادة عدداً من التخصصات مثل طب الأنف والأذن والحنجرة، وأمراض الرئة لدى الأطفال، وأمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، والتغذية، ومشاكل النطق واللغة، والعلاج التنفسي، وطب الأطفال العام، إضافة إلى فريق التمريض.
أثر إيجابي
قالت الدكتورة أسماء المرزوقي، استشاري طب الأطفال في «مدينة الشيخ خليفة الطبية»: «تقدم العيادة التي تجمع عدة تخصصات الرعاية الطبية لكافة الحالات المعقدة من أمراض الجهاز الهضمي والرئوي من خلال نهج تعاوني، حيث يجتمع خبراء من عدة مجالات طبية معاً لضمان حصول المرضى على أفضل النتائج الطبية الممكنة. وتلتزم «مدينة الشيخ خليفة الطبية» التزاماً راسخاً بتوفير رعاية صحية عالية المستوى وتحقيق أثر إيجابي على حياة الأطفال وأسرهم».
وأضافت المرزوقي: حالة الطفلة «حمدة»، مثال واحد من أمثلة كثيرة تدعو إلى الفخر والامتنان لنا كأطباء في «مدنية خليفة الطبية» لما تم إنجازه بفضل رب العالمين والفرق الطبية للوصول إلى حالة طبيعية وصلت إليها الطفلة «حمدة»، وتلتزم «خليفة الطبية» بتوفير رعاية صحية عالية المستوى للمريض وتحقيق أثر إيجابي على حياة الأطفال وأسرهم.
رعاية فعالة
قالت الدكتورة صوفيا كونستانتينوبولو، استشاري طب الأطفال، رئيس برنامج التنفس والهضم في «مدينة الشيخ خليفة الطبية»: «يعد برنامج التنفس والهضم في «مدينة الشيخ خليفة الطبية» عيادة فريدة من نوعها تجمع عدداً من التخصصات الطبية في مكان واحد لخدمة المرضى الذين يعانون مشاكل صحية خلقية أو مكتسبة في التنفس، أو البلع، أو التغذية، أو صعوبات النمو أو التطور. ويهدف البرنامج إلى توفير رعاية فعالة من حيث التكلفة، تركز على الأسرة وتتمحور حول المريض، من خلال توظيف أفضل ما لدينا من قدرات. وتتماشى جهودنا الحثيثة مع رؤية مجموعة «بيورهيلث» الهادفة إلى تعزيز التميز في الرعاية الصحية التي نقدمها».
وبفضل الرعاية الاستثنائية التي تلقتها في «مدينة الشيخ خليفة الطبية»، استطاعت الطفلة حمدة التنفس بشكل طبيعي تماماً وتناول الطعام عن طريق الفم دون أي مشاكل، كما أنها تنمو وتكتسب الوزن بشكل صحي، وتتمتع بذكاء ملحوظ وتطور فكري، حيث تظهر مهارات متميزة في القراءة والكتابة حتى قبل التحاقها بالمدرسة.
رحلة العلاج
قالت والدة الطفلة حمدة: عندما كنت في الشهر السابع من حملي بطفلتي حمدة سمعت خبر وفاة جدة زوجي، لأجري مسرعة وأقفز من الدرج مما سبب انقطاع المشيمة وعدم وصول الأكسجين والطعام لمدة أسبوعين إلى حمدة بشكل كامل، الأمر الذي أثر على أعصابها والأحبال الصوتية والحنجرة والرئة، لأتجه بعدها إلى المستشفى وأفاجأ بضرورة خضوعي للولادة المبكرة، حيث ولدت «حمدة» بوزن 700 جرام ودخلت بعدها إلى وحدة العناية المركزة لمدة 3 أشهر في أحد المستشفيات، حيث قيل إنها لن تستطيع العيش لأكثر من عام، وكان قلبها متوقفاً وتعيش على الأجهزة.
وذكرت أنها لم تفقد الأمل بالله في تحسن حالة طفلتها الصغيرة، وبذلت وزوجها جهدهما في نقلها إلى مستشفى «مدينة خليفة الطبية» التي لاقت خلالها على الرعاية المكثفة من قبل الأطباء والمختصين في مجال رعاية «حمدة» وهي الآن بفضل الله عادت إلى وضعها الطبيعي، تأكل وتشرب مثل باقي الأطفال، متقدمةً بالشكر الجزيل لكافة أعضاء الطاقم الطبي في المستشفى ولجهود الجهات الداعمة لحالة طفلتها.
33 عملية
من جانبه قال والد الطفلة «حمدة»: طفلتي عند ولادتها لم يكن هناك أي تحسن كثير في حالتها، ولكن بفضل الأمل بالله واهتمام ورعاية «مدينة خليفة الطبية» والخدمات العلاجية الاستثنائية المقدمة شهدت حالة «حمدة» تطوراً ملحوظاً، حيث خضعت إلى ما يقارب 33 عملية، وهو عدد كبير جداً بالنسبة لطفلة وكنا لا نتوقع أن تتحسن بهذه الطريقة، لولا الأمل بالله والتوكل عليه والرعاية المقدمة.
وذكر أن «حمدة» كانت مسجلة من فئة أصحاب الهمم، والآن بصحة جيدة وطفلة طبيعية، لذا أود أن أتوجه برسالة بسيطة للجميع في أن الإنسان لا يفقد الأمل مهما كانت الظروف التي يمر بها أو مهما كانت حالة المصاب لديه لأن الأمل بالله يغير الأحوال، وهذا ما حدث معنا، مع الدعم المقدم في مجال الرعاية الطبية من «مدينة خليفة الطيبة» الذي ساهم في علاج «حمدة».