شهد افتتاح المخيم الكشفي العربي الثالث والثلاثين، المقام في محمية المرموم الصحراوية بدبي، مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات شارك فيها 1500 كشاف وفتاة، وتضمنت مجموعة من الورشات والبرامج التي تندرج في اطار "قرية التنمية" بهدف توعية الشباب العربي بأدوار المؤسسات الحكومية والخاصة، وتعريفهم بأهم القضايا والتحديات التي تواجههم.
وشاركت في الفعاليات وزارة التسامح والتعايش، التي قدمت خمسة أنشطة تتمثل في البحث عن كلمات التسامح باللغتين العربية والإنجليزية، والرسم على الصخور، والتعارف بمشاركة زملائهم، والرسم على الأوراق، وزرع شجرة الغاف التي ترمز إلى التسامح، ورسم سمات الشخصية المتسامحة في نظرهم. ونظم مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان، ورشة "التربية والتثقيف على حقوق الإنسان" التي تضمنت التعريف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والحقوق الأساسية التي يمكن أن يتمتع بها كل إنسان، بينما قدّمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تعريفا بالخدمات التي تقدمها للأشخاص من ذوي الهمم، ومنها العلاج والتأهيل، وتمكينهم من تحقيق الاستقلال المالي من خلال ورشة الخزف وعرض أعمالهم في الموقع الإلكتروني وبيعه للاستفادة من العوائد، في حين قدمت مؤسسة "وطن الإمارات" ورشة العلم من خلال ألعاب بسيطة يتم من خلالها التعرف على تاريخ العَلَمْ في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما يعزز لديهم ثقافة احترام العلم، وكيفية التعامل معه، ومحظورات استخدامه.
وتعرف المشاركون على جهود مركز "همم" لتأهيل وتشغيل أصحاب الهمم، فيما قدمت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف ورش عمل ومحاضرات توعوية عن الإسعافات الأولية وكيفية تقديم الرعاية الصحية في حالات الطوارئ، والتعامل مع الحرائق وأجزاءات السلامة، وأنواع الطفايات اليدوية وكيفية استخدامها بشكل آمن وفعال، وأنواعها المختلفة. وقدم قطاع الدفاع المدني في دبي، عرضا حول عمليات الإطفاء والإنقاذ، عبر استخدام طفايات النار، وشرح أنواعها ومكوناتها وفترة استخدامها، وتدرب الكشافون على استخدامها، كما قدمت جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي "EARS" ورش عمل وبرامج توعية لتعزيز الاهتمام بالاتصالات اللاسلكية للهواة وتجريبها والنهوض بفن اللاسلكي.
ونظم اتحاد الإمارات للخماسي الحديث، فعاليات رياضية للمشاركين والمشاركات، ومسابقة الرماية بمسدس الليزر والجري "جلوبال ليزررن"، بينما قدمت بلدية دبي عرضا للمشاركين حول شجرة الغاف رمز التسامح الإماراتي وطريقة غرسها والعناية بها.
وتضمنت فعاليات المخيم الكشفي العربي، ندوة عرفاء الطلائع العشرون "قادة الجماعات الصغيرة"، التي استهدفت تدريب المشاركين على صنع قرارهم، وإشراكهم في فعاليات تبرز دورهم في إقامة أنشطتهم بأنفسهم. وقال الدكتور سالم عبد الرحمن الدرمكي، رئيس مجلس إدارة جمعية كشافة الأمارات، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمخيم الكشفي العربي الـ 33، إن الأنشطة التي يتضمنها المخيم تمتاز بالتنظيم الاحترافي والإبداع، وتعكس قيم الكشافة وتسلط الضوء على قدراتهم، مؤكدا على الدور البارز لكشافة الإمارات في هذا الحدث من خلال مشروع "كشافة المرموم"، لافتا إلى أن المخيم يهدف إلى تنمية قدرات ومهارات الأجيال الشابة بدنياً وثقافياً، وإذكاء روح الأصالة والارتباط بالأرض، والتواصل الإيجابي مع البيئة الطبيعية من خلال حزمة متنوعة من الأنشطة المختلفة التي تم تصميمها لتعزيز مفاهيم حماية البيئة والحياة البرية والصحراوية الغنية التي تتميز بها المحمية.
من جانبه قال الدكتور هاني عبد الوهاب عبد المنعم، الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية، إن المخيم الكشفي العربي الـ33 حدث تاريخي مهم، باعتباره المخيم الأكبر عدداً منذ 33 عاما بحضور أكثر من 1500 بين مشارك ومتطوع من جميع الدول العربية، لافتا إلى البرنامج الثري للمخيم وخصوصا فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ويثري عقول وأفئدة شباب المستقبل في هذا المجال.
من ناحيته قال الدكتور عمر الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بالإنابة في أبوظبي، إن مؤسسة الامارات للتعليم المدرسي تشارك في مخيم الكشفي العربي الـ33 بنحو 600 طالب كشاف ومرشد، وذلك بهدف توثيق أواصر الصداقة والأخوة بين الكشافين العرب وتبادل الخبرات والثقافات البدنية والعقلية والاجتماعية وغرس القيم الإيجابية وتدريب الطلبة على استكشاف الذات وتنمية روح الولاء والانتماء لديهم.