عدد اليوم
هالة الخياط (أبوظبي)
احتضنت أبوظبي اجتماعاً استشارياً عالمياً بحضور 100 خبير محلي وعالمي في قطاع الرعاية الصحية؛ بهدف صياغة برنامج عالمي للسيطرة على الأوبئة، ووضع خطط استشرافية حول الترصد الشامل والاستجابة للإنفلونزا فيروسات الجهاز التنفسي.
ومن خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة، تم التأكيد على أن مستوى الإصابة بالإنفلونزا الموسمية في إمارة أبوظبي يعتبر ضمن المعدلات المتوقعة خلال هذه الفترة من العام، ولم تشهد أي ارتفاع كبير، والذي يعتبر نتيجة للوعي المجتمعي تجاه الحصول على التطعيمات الخاصة بالإنفلونزا الموسمية.
وأوضح معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، أن الاجتماع العالمي ضم حوالي 100 خبير دولي من 60 دولة لتبادل المعرفة والخبرة، بما يجعل منه محركاً للجهود الجماعية لتعزيز رصد الإنفلونزا على مستوى العالم.
وأشار إلى أن استضافة إمارة أبوظبي للاجتماع، الذي يعقد لأول مرة في الشرق الأوسط، تعتبر شهادة على التزام الإمارة الثابت بالعمل مع الشركاء الدوليين لمواصلة تطوير نظام الرعاية الصحية العالمي على جميع الجبهات.
وأكد أن دائرة الصحة في أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة، يواصلان بدعم من القيادة الرشيدة التركيز على العمل بشكل وثيق مع الشركاء الاستراتيجيين العالميين، مثل منظمة الصحة العالمية لتطوير أنظمة رعاية صحية قوية تتطور إلى مواجهة التحديات الديناميكية في مجال الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن الأحداث الصحية التي شهدتها السنوات القليلة الماضية، وتحديداً جائحة «كوفيد-19»، تؤكد ضرورة لا غنى عنها لمراجعة وتطوير نظام الرعاية الصحية الدولي، والتأكد من جاهزيته لمواجهة الأوبئة وحالات الطوارئ.
وأشار إلى أهمية الجانب الوقائي في التعامل مع أمراض الجهاز التنفسي، ومن خلال الاجتماع التنسيقي سيتم العمل على وضع خريطة طريق نحو عالم تتم فيه مواجهة تفشي أمراض الجهاز التنفسي باستجابات سريعة ومنسقة تحمي صحة الأفراد في جميع أنحاء العالم، مستفيدين من مكانة أبوظبي وجهة رائدة للابتكار في مجال الرعاية الصحية.
وأكد الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أهمية الاجتماع التنسيقي العالمي تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، سيما وأنه سيساهم في تعزيز الاستجابة على مستوى العالم مع التهديدات العالمية في مجال الصحة العامة والأمراض التنفسية والأوبئة.
وقال: إن جهود الإمارات في مجال الرعاية الصحية أثبتت نجاحها في مواجهة الأوبئة والتحديات الصحية، منطلقة من هدف رئيس يسعى لرفع جودة الحياة واستدامتها على المدى البعيد.
وأشار إلى جهود الدولة في التعامل مع الأمراض التنفسية لترسيخ الجانب الوقائي، وتخفيض معدل الأمراض، مبيناً أن الحملة الوطنية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية التي أطلقتها الوزارة في سبتمبر الماضي تساهم في تطوير استجابة المنظومة الصحية للأمراض التنفسية وتعزيز آليات الترصد، من أجل تحسين نتائج المؤشر الاستراتيجي لنسبة التغطية بالتطعيمات وفق المعايير العالمية.
وبين أن توجيه الجهود نحو التوعية والتطعيم يمثل مساراً إيجابياً نحو مجتمع صحي أكثر استدامة، وذلك بما يتواءم مع استراتيجية الوزارة برفع مستوى الصحة العامة لدى المجتمع والارتقاء بالوعي والالتزام الوقائي الصحي، من خلال إدارة الحملات الصحية المجتمعية لتعزيز جودة الحياة الصحية في الدولة.
من جانبها، أكدت الدكتورة فريدة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة، في تصريحات للصحفيين على هامش الاجتماع، أن مستوى الإصابة بالإنفلونزا الموسمية يعتبر ضمن المعدلات المتوقعة، ولم تشهد أي ارتفاع كبير، مشيرة إلى أن هناك إقبالاً واضحاً من أفراد المجتمع في إمارة أبوظبي على تلقي لقاح الإنفلونزا، بسبب زيادة الوعي بأهمية تلقي اللقاح للوقاية من أي مضاعفات عند الإصابة بالمرض.
وقالت: إن الحلقة الاستشارية الخاصة بمنظمة الصحة العالمية تؤكد الحاجة للابتكار والتطوير، وتضافر الجهود العالمية لتطوير منظومة الترصد والاستجابة للأمراض التنفسية لتكون أكثر شمولية لتشمل أكثر الفيروسات الشائعة، والاستجابة لأي حالات طارئ، من خلال برنامج عالمي موحد، يساهم في السيطرة على الأوبئة والأمراض الفيروسية.
وأضافت أن استضافة أبوظبي للحلقة النقاشية يعزز من مكانة الإمارة في التميز للاستجابة للطوارئ الصحية بشكل عام والأمراض التنفسية بشكل خاص، مؤكدة أن الإمارات رائدة في هذا المجال وأثبت خلال جائحة «كوفيد - 19» تميزها في الترصد والمراقبة والاستجابة لـ«الجائحة».
وأشارت إلى أن الحلقة الاستشارية تشهد مشاركة خبرات وتجارب العديد من دول العالم في الاستجابة للأمراض التنفسية، بالإضافة إلى الاطلاع على التجارب الرائدة حول الابتكار والتطوير في هذا المجال وتبني تلك التجارب، مشيرة إلى أن هناك تطوراً كبيراً في إجراء الفحوص الطبية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث أصبح من الممكن تشخيص الأمراض التنفسية بشكل سريع جداً خلال دقائق معدودة.
وبينت الحوسني، أن الحلقة النقاشية ستشهد استعراض تجربة دولة الإمارات الرائدة في توحيد الملفات الطبية وربطها بكافة المستشفيات الحكومية والخاصة لتعزيز الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
من جانبها، أكدت الدكتورة ندى حسن المرزوقي، مدير إدارة الصحة العامة والوقاية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن البرامج الصحية للوقاية من الإنفلونزا والتوعية بأهمية التطعيم تمثل جزءاً أساسياً من الرعاية الصحية الوقائية، وبجهود مشتركة يتم توفير التطعيمات الآمنة والفعالة بشكل متاح وميسر في المرافق الصحية لتقليل مضاعفات المرض.
الوعي
قالت الدكتورة الحسني: نعمل في وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع شركائنا الصحيين لرفع وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوقاية من الأمراض التنفسية، مشيرة إلى أن الوزارة أطلقت في سبتمبر الماضي الحملة الوطنية للتوعية ضد الإنفلونزا لتعزيز الوعي المجتمعي ولحث الجميع على الوقاية وأخذ التطعيمات الخاصة بالأمراض التنفسية وأبرزها تطعيم الوقاية من الإنفلونزا الموسمية.
