الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فريدة الحوسني لـ «الاتحاد»: ترسيخ دعائم منظومة مستدامة للرعاية الصحية

فريدة الحوسني
11 ديسمبر 2023 01:36

هدى الطنيجي (أبوظبي)
أكدت الدكتورة فريدة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة، أهمية الجهود المبذولة اليوم لترسيخ دعائم منظومة مستدامة للرعاية الصحية في إمارة أبوظبي تنعم فيها أجيال الغد بالصحة والعافية.
وقبيل انطلاق فعاليات مؤتمر الأطراف COP28 المرتقب، والذي تستضيفه الإمارات، تحدثت عن العلاقة الوثيقة بين استدامة البيئة والصحة العامة، حيث ذكرت أهمية أن ندرك العلاقة الوثيقة بين التغير المناخي والصحة، حيث إن التداعيات المناخية ستلقي بآثار سلبية عديدة على صحة أفراد المجتمع وستضع تهديدات حقيقية أمام النظم الصحية، ما يستلزم اتخاذ خطوات استباقية تقود لتأسيس نظم للرعاية الصحية تتسم بالمرونة وقادرة على تخطي مختلف التحديات في المستقبل. ومن هذا المنطلق، وعملاً بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة منهجية استباقية لتأسيس منظومة للرعاية الصحية، قادرة على التكيف مع المتغيرات المناخية، سعياً لضمان تمتع أفراد مجتمعاتها بالصحة والعافية.
ملتقى وزاري للصحة
وأشارت الدكتورة فريدة الحوسني، في حوار لـ «الاتحاد»، إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، وللمرة الأولى في تاريخ مؤتمر الأطراف، سيقام هذا العام يوم للصحة وملتقى وزاري للصحة المناخية، يهدف إلى بناء وعي جمعي شامل حول الخطوات ذات الأولوية الواجب اتخاذها لضمان قدرة النظم الصحية على الاستجابة بكفاءة للتغير المناخي. 
وأضافت: علاوة على ذلك، يفرض التغير المناخي ضغوطاً هائلة على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، نظير تداعياته المتسببة بازدياد حدة تقلبات الطقس، وارتفاع درجات الحرارة، وتلوث الهواء، وهي عوامل ترتبط بارتفاع في وتيرة تفشي الأمراض التنفسية، وأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض العقلية، ويحفز التغير المناخي نشوء الأمراض المنقولة عبر الحشرات، مثل الملاريا وحمى الضنك ومرض لايم.
وذكرت الدكتورة فريدة الحوسني، أنه في ظل الارتفاع في درجات الحرارة والتغير في أنماط الهطولات المطرية، قد تتوافر بيئة خصبة لهذه الحشرات لإقامة موائل لنشاطها في مناطق جديدة، مما يضع أعداداً متزايدة من سكان العالم أمام مخاطر الأمراض المعدية، ومن الممكن للتغير المناخي أيضاً أن يسبب حوادث أخرى، مثل الحالات الجوية الشديدة والفيضانات وتلوث مصادر المياه، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالكوليرا، بالإضافة إلى التأثيرات على صحة الجهاز التنفسي الناجمة عن زيادة مستويات الملوثات. 
ولفتت إلى أنه لهذا السبب، من المهم اتخاذ إجراءات جماعية لضمان تمتع النظم الصحية بالديناميكية والمرونة والقدرة على التعامل مع التغييرات المفاجئة في صحة السكان، لتتمكن بذلك من التعامل مع المخاطر في المستقبل. 
تقرير الاستدامة  
وقالت د. فريدة الحوسني: باعتبارنا جزءاً من دائرة الصحة - أبوظبي، سنعمل معاً على استعراض مجموعة واسعة من مشاريعنا، سعياً لتسليط الضوء على الجهود التي نبذلها لتصميم سياسات النظم الصحية المتعلقة بالتغير المناخي، ومن بين أبرز مستجدات أعمالنا التي سنقوم بالإعلان عنها خلال المؤتمر إطلاق تقرير الاستدامة الأول لمركز أبوظبي للصحة العامة، والذي يسعى لإظهار التزام المركز بالاستدامة مع تحديد مساراته لدمج الممارسات المسؤولة بيئياً واجتماعياً واقتصادياً في عملياته، وتقييم أدائه بكفاءة عالية. 
وذكرت أن دائرة الصحة - أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة يستعدان لتنظيم برنامج يركز على العلاقة بين الرعاية الصحية وتغير المناخ، واستضافة الجلسات الحوارية والاجتماعات والعروض التقديمية.
وأضافت: هناك جلسات حوارية في جناحنا، تطرح مواضيع تساعد في رسم ملامح نظم الرعاية الصحية المستدامة والاستعداد للمستقبل، ومن بينها المرونة الصحية والابتكار، والحد من التداعيات الاقتصادية، والأعباء البيئية للأمراض، ما سيوفر أداة تفاعلية لقياس العبء المنسوب لأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي في أبوظبي، والإطار الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بشأن تغير المناخ.
مخاطر التغير المناخي  
تحدثت د. فريدة الحوسني عن جهود الإمارة لمكافحة المخاطر المتزايدة للتغير المناخي، حيث اعتمدت أبوظبي إطار العمل التشغيلي لمنظمة الصحة العالمية لتأسيس أنظمة صحية قادرة على التكيف مع تغيرات المناخ، ويوفر هذا الإطار خريطة طريق شاملة لتقييم المخاطر المناخية، وتطوير استراتيجيات التكيف، وبالتالي بناء نظام رعاية صحية مرن ومستدام ومستعد للمستقبل.
وذكرت أنه بالإضافة إلى ذلك، وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت دائرة الصحة - أبوظبي عن أهداف الاستدامة لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، والتي تسعى إلى خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 20% بحلول عام 2030، وصولاً للحياد المناخي في عام، وتتمحور رؤيتنا لقطاع الرعاية الصحية المتأهب للمستقبل حول ثلاث ركائز رئيسة، وهي البنية التحتية والعمليات والمخلفات.
الماسة الخضراء
لفتت إلى أنه من أجل قياس التقدم ومتابعة جهودنا في مجال الاستدامة، تم إدخال مؤشر «الماسة الخضراء» الجديد للاستدامة إلى مؤشر أبوظبي لجودة الرعاية الصحية «مؤشر»، يقدم تقييماً شاملاً للأداء البيئي لقطاع الرعاية الصحية، منها العمليات المستدامة والبنية التحتية الصديقة للبيئة والوسائل الفعالة لإدارة المخلفات، مما يضمن نظام رعاية صحية أكثر مراعاة للبيئة ومرونة.
وأضافت: نعمل على تعزيز قدرتنا للاستجابة بكفاءة للأحداث والتحديات المفاجئة، ومن خلال تعزيز خطط إدارة استمرارية الأعمال، يمكننا التخفيف من حدة المخاطر المحتملة وضمان الاستمرار في توفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية لجميع الأطراف المعنية بأعمالنا، حتى في ظل حالات الطوارئ المناخية، وبالتالي ضمان جاهزية قطاع الرعاية الصحية للمستقبل.
قضية عالمية  
أكدت د. فريدة الحوسني أن التغير المناخي قضية عالمية تؤثر بشكل مباشر على مستقبل شعوبنا وكوكبنا، ونؤمن بشدة بأهمية الشراكات والتعاون للعمل لاستشراف مستقبل أفضل وفي أبوظبي، نتعاون من كثب مع مجتمع الرعاية الصحية العالمي، ونشارك أفضل الممارسات ونتبادل المعرفة لمواجهة أصعب التحديات، وتعكس مشاركتنا في مؤتمر الأطراف COP28 حرصنا على دمج الاعتبارات الصحية ضمن الاستراتيجيات المعنية بالتخفيف من تداعيات التغير المناخي والتكيف معه.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات تمنح الأولوية للصحة باعتبارها مكوناً رئيساً من خطة عمل الاستدامة لدينا خلال المؤتمر، الأمر الذي يتيح لجميع الجهات المشاركة المساهمة في صياغة استراتيجيات شاملة ومستدامة للمستقبل، ومن هذا المنطلق تتخذ أبوظبي خطوات مهمة لضمان استعداد منظومة الرعاية الصحية على أكمل وجه للحالات الطارئة. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©