طه حسيب (دبي)
تشارك مملكة تونغا التي تمتد على مساحة 748 كيلو متراً جنوب غرب المحيط الهادئ، بوفد رفيع المستوى في فعاليات «كوب 28»، كونها تأتي في المركز الثاني عالمياً من حيث تأثير الكوارث الطبيعية على الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة وقد تصل إلى 40%.
وتونغا التي تتكون من 170 جزيرة صغيرة، تبلغ مساحتها 748 كم2 وعاصمتها «نوكوالوفا»، ومعناه «بيت الحب» في اللغة التونغية المحلية، وكانت تسمى سابقاً جزر الأصدقاء، وتشكل الآن مملكة مستقلة، وعضواً في الكومنولث، مناخها استوائي حار ورطب، ويمكن أن يصل هطول الأمطار فيها إلى 2000 ملم سنوياً.
ويؤكد اللورد فاتهفيتي فاكافانوا، رئيس برلمان مملكة تونغا، الذي يحمل لقب أصغر رئيس برلمان في العالم حتى الآن، (من مواليد 1985 وأصبح رئيساً للبرلمان في 12 يوليو 2012)، أن تونغا واحدة من أكثر البلدان عرضة للكوارث الطبيعية على كوكب الأرض، وأنها تأتي في المركز الثاني عالمياً من حيث تأثير الكوارث الطبيعية على الناتج المحلي الإجمالي، وفي كل مرة تكون هناك كارثة أو حدث طبيعي يتأثر الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بما لا يقل عن 25 أو 35% وقد تصل النسبة إلى 40%.
وقال «فاكافانوا» لـ«الاتحاد»: بالنسبة لمملكة تونغا يساعدنا صندوق الخسائر والأضرار على التكيف مع التغيرات المناخية، ونحن نؤيد الحد من ارتفاع درجة الحرارة عن 1.5 درجة مئوية، لأننا نتضرر حالياً بآثار تغير المناخ، ونرى سكان قرانا يهاجرون إلى الأراضي المرتفعة، ونشهد ارتفاعاً في مستويات سطح البحر، كما نتأثر بالجفاف الذي له آثار جذرية على الأمن الغذائي والمائي.
ولفت اللورد «فاكافانوا» الانتباه إلى أن مملكة تونغا تريد إزالة الكربون من نظام الطاقة، خاصة أنها تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري والديزل لتوليد الطاقة، مؤكداً أن بلاده لديها الطموح لإزالة الكربون من مصادر الطاقة، لكننا نفتقر إلى الموارد المالية لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى المساعدة وتطبيق التعهدات من البلدان القادرة على مد يد العون للبلدان النامية، من أجل إزالة الكربون والتكيف مع المناخ المتغير.
وقال: أشجع من يتعهدون بالالتزام تجاه مفاوضات مؤتمر المناخ حول الخسائر والأضرار، وأيضاً من يستطيعون تقديم المساعدة للدول النامية، نحن بحاجة إلى أن يحدث هذا في أقرب وقت ممكن، الآن هو الوقت المناسب في مواجهة التغير المناخي، لن يكون لدينا مستقبل إذا لم نتحرك الآن، هذا أمر عاجل.
تعاون وثيق
يوجد تعاعون وثيق بين الإمارات ومملكة تونغا التي تشارك بكثافة في مؤتمر الأطراف، وفي مقر COP28 في مدينة إكسبو دبي، وقعت الإمارات اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار مع مملكة تونغا، بهدف تنمية آفاق التعاون بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك. ووقع الاتفاقية من جانب دولة الإمارات معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة، ومن جانب مملكة تونغا معالي سياوسي سوفاليني، رئيس الوزراء.
تونغا.. رأسمالها الطبيعة
أصبحت تونجا، المحمية البريطانية السابقة، مستقلة تماماً في عام 1970، على الرغم من أنها لم تكن مستعمرة رسميًا. ولا تمتلك تونجا أي موارد استراتيجية أو معدنية، وتعتمد على الزراعة وصيد الأسماك والأموال التي يرسلها التونغيون الذين يعيشون في الخارج إلى الوطن، والعديد منهم في نيوزيلندا. البطالة مرتفعة، وخاصة بين الشباب. تتميز بشواطئها الاستوائية، والغابات المطيرة، والبراكين النشطة، ولديها صناعة سياحية متطورة - مصدرها الرئيس للعملة الصعبة.