حوار: حمد الكعبي
قال فخامة ميغيل دياز كانيل، رئيس جمهورية كوبا الصديقة، إنّ علاقات بلاده بالإمارات تمرّ بمرحلة جديدة، وصفها بالتاريخية، معرباً عن تقديره لمساهمات الإمارات في التنمية المستدامة في كوبا.
وأوضح أن الاتفاقيات المبرمة مؤخراً بين البلدين سيكون لها دورها في توثيق هذه العلاقات بشكل متكامل، ومن شأنها أن توفر أرضية متينة لمزيد من الاتفاقيات على المستوى الاقتصادي.
وفي مقابلة حصرية مع «الاتحاد»، قال كانيل: «تجمُعنا مع الإمارات رؤى مناخية مشتركة حول التحديات والطموحات، فيما نتقاسم الرأي بضرورة القيام بأعمال عاجلة في سبيل التنمية المستدامة على أسس التعاون الدولي»، مشيراً في هذا الإطار إلى رئاسة بلاده مجموعة 77 والصين، فيما تترأس الإمارات «cop28».
ونوه إلى أن التعاون الثنائي بين الإمارات وبلاده في مجال الطاقة المتجددة قائم منذ سنوات، لافتاً إلى مساهمات صندوق أبوظبي للتنمية في تحقيق أهداف الحكومة الكوبية في تقليل استخدام الوقود لإنتاج الكهرباء وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة في المشاريع لتصل إلى نسبة 24% العام 2030، مشيراً إلى أن الصندوق قد قام بتمويل مشاريع عدة، فيما تمت الموافقة على مشروعين آخرين في مجال الطاقات المتجددة.
وكشف في المقابلة عن طلب بلاده مؤخراً الانضمام إلى «تحالف القرم من أجل المناخ» الذي انطلق بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا، معتبراً أن هذه العضوية ستكون مفيدة لبلاده، وستمثل أرضية مثالية حتى لمشاركة التجارب والمعارف في إدارة هذه النظم البيئية المهمة والحفاظ عليها.
وعرّج فخامته على مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في إطار زيارته الرسمية للدولة مؤخراً، والتي تمت مع وزارة التغير المناخي في الإمارات، موضحاً أن من شأنها إرساء الأسس لتطوير مشاريع جديدة للتعاون في مجال حماية البيئة، والتكنولوجيات البيئية، والاقتصاد الأزرق، وكهربة قطاع النقل، والاقتصاد الدائري والنظم الغذائية التي تتميز بالكفاءة.
واعتبر أنّ المفاوضات المناخية التي تجري في «cop28» تمثل أولوية للبلدان النامية، وهنا تكمن أهمية تقديم موقف موحد ومتين من أجل الحصول على التزامات لصالح احتياجاتها البيئية.
وفيما يلي نص المقابلة:
* فخامة الرئيس، مع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة «cop28».. كيف ترون التعاون بين الإمارات وكوبا في مكافحة التغير المناخي؟
** منذ سنوات عدة، عملنا ولا نزال نعمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة في مشاريع للتعاون بمجال الطاقة المتجددة.. ففي 2019 تم افتتاح حديقة تعمل بالألواح الشمسية لإنتاج 10 ميغاواط، وبتمويل مقدم من قبل صندوق أبوظبي للتنمية، وكانت هذه مساهمة مهمة لتحقيق أهداف الحكومة الكوبية لتقليل استخدام الوقود في توليد الكهرباء وزيادة نسبة الاعتماد على الطاقات المتجددة حتى تصل إلى 24 % في عام 2030.
وحالياً، تمت الموافقة على مشروعين آخرين في مجال الطاقات المتجددة، بموجب أحدهما ستتم إقامة 5 حدائق شمسية، ومن المتوقع أن تصل القدرة على توليد الطاقة إلى 14.3 ميغاواط، فضلاً عن 4 ميغاواط من تخزين الطاقة بجزيرة الشباب، بينما سيفيد المشروع الآخر أحياء الجامعة المركزية «مارتا أبريو» في لاس فيلاس، ببناء حديقة بألواح شمسية لتوليد 3.3 ميغاواط، لتقديم الخدمة لـ 10 آلاف شخص تقريباً.
وطلب بلدنا مؤخراً الانضمام إلى مبادرة «تحالف القرم من أجل المناخ»، بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا، حيث ستكون هذه العضوية مفيدة جداً لكوبا، بصفتها جزيرة، بينما أجزاء كبيرة من سواحلها مغطاة بغابات المانغروف.
وستمثل هذه العضوية أرضية مثالية حتى نشارك تجاربنا ومعارفنا في إدارة هذه النظم البيئية المهمة والحفاظ عليها.
وفي إطار زيارتنا الرسمية لدولة الإمارات، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم ما بين وزارة التعليم والتكنولوجيا والبيئة الكوبية ووزارة التغير المناخي، ومن شأن هذه الاتفاقية إرساء الأسس لتطوير مشاريع جديدة للتعاون في مجال التربية، وحماية البيئة، والتكنولوجيات البيئية، والاقتصاد الأزرق، وكهربة قطاع النقل، والموارد المائية، والاقتصاد الدائري والنظم الغذائية التي تتميز بالكفاءة.
* فخامة الرئيس، شهدت تبادل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوبا.. فماذا عن تلك الاتفاقيات، وماذا عن أهميتها؟
** كل الاتفاقيات المبرمة تساهم، في مجالاتها، على توثيق العلاقات بين البلدين بشكل متكامل، وتشق الطريق لمرحلة جديدة بتعميق العرى الثنائية.
لقد تم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين دولة الإمارات وكوبا في العديد من المجالات الحيوية شملت: تشجيع وحماية الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي والتعاون التقني في مجال حماية البيئة، إضافة إلى التربية البدنية والرياضية والسياحة بجانب اتفاق حكومي دولي بين مصرفي الإمارات العربية المتحدة المركزي وكوبا المركزي.
وبمجملها، فإن هذه الاتفاقيات ستوفر أرضية متينة لنمو علاقاتنا بشكل مستمر، وتشكل عاملاً مهماً في تنشيط العلاقات الاقتصادية والمالية، حتى ترتقي تلك العلاقات وتحقق مستوى العلاقات السياسية نفسه.
وإننا هنا، نعبر عن تقديرنا وعرفاننا لكل الجهود التي تبذلها دولة الإمارات للمساهمة في التنمية المستدامة في كوبا.. وإننا على يقين بأننا أمام مرحلة جديدة وتاريخية في العلاقات بين البلدين.
* فخامة الرئيس، تشارك كوبا في مؤتمر الأطراف «cop28» الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة.. فما أولوياتكم وأهدافكم من هذه المشاركة؟
** إن بلادنا تؤيد العملية التفاوضية المفتوحة والشاملة والشفافة، بمشاركة كل الدول الأطراف، ونتطلع إلى الحفاظ على التوازن في جميع القضايا التي تتم التفاوض حولها.
كما أننا نشارك في الفعاليات بصفتنا نتولى رئاسة مجموعة 77 والصين، حيث لدى رئاسة «cop28» ورئاسة 77 والصين رؤية مشتركة حول التحديات والطموحات في القضايا البيئية وحول ضرورة القيام بأعمال عاجلة في سبيل التنمية المستدامة، على أسس التعاون الدولي.
ونرى أن المفاوضات المناخية الدولية تشكل أولوية للبلدان النامية، وتنطلق من هنا أهمية تقديم موقف موحد ومتين من أجل الحصول على التزامات لصالح احتياجاتها البيئية.
وفي إطار الرئاسة المؤقتة مجموعة 77 والصين، تعمل كوبا للحفاظ على وحدة بلدان الجنوب والدفاع عن مطالبها التاريخية في المجال المناخي، وهو ما جعلنا نعقد اجتماعاً لزعماء المجموعة 77 والصين، في إطار انعقاد «cop28».