يوسف العربي (أبوظبي)
تؤسس استراتيجية الطاقة المحدثة لدولة الإمارات العربية المتحدة لاستدامة النمو، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي للطاقة، بما يقلل الانبعاثات الكربونية ويحسن الاستدامة البيئية، بحسب أحمد خشان، رئيس شنايدر إلكتريك في منطقة دول الخليج.
وقال خشان لـ«الاتحاد»: إن استراتيجية الطاقة المحدّثة في الدولة تتضمن استثمار ما بين 150-200 مليار درهم حتى عام 2030، وتسهم في تحقيق توفير مالي يعادل 100 مليار درهم بحلول عام 2030. ومن أهداف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 في مرحلتها الأولى رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 42% - 45%، مضيفاً: هذا ما يحفزنا للتعاون مع المؤسسات والشركات، وتقديم حلولنا المبتكرة لكفاءة إدارة الطاقة.
وأضاف: الإمارات أعلنت 2023 عاماً للاستدامة، في رسالة واضحة وصريحة على التزامها الكامل بتعزيز الممارسات المستدامة في مختلف القطاعات الحيوية للمستقبل تحت شعار «اليوم للغد» ومن تلك القطاعات قطاع الطاقة.
تتويج مستحق
وقال: إن اختيار الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف «كوب28»، الذي يشكل القمة المناخية الأكبر من نوعها عالمياً، هو تتويج مستحق لمبادراتها المحلية والعالمية الداعمة للاستدامة والعمل المناخي الدولي المؤثر ومشاريع تعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وتوسيع تبنّي الحلول الذكية والمبتكرة لإدارة الطاقة وتعزيز استخدامات الطاقة المتجددة والنظيفة، بالاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف، أن انعقاد مؤتمر الأطراف «كوب28» يأتي بعد عامين من إعلان دولة الإمارات عن مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، لتكون أول دولة في المنطقة تطلق هذا التعهد الطموح في مجال العمل المناخي،
ويشكل COP28 محطة تاريخية لدولة الإمارات والمنطقة، حيث سيشهد نتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المُحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس للمناخ والذي تم التوصل إليه في العام 2015.
وأضاف: نرى في «شنايدر إلكتريك» التي تشارك بقوة في فعاليات «كوب28» أن المؤتمر العالمي سيشكل منصة دولية لتسليط الضوء على أحدث تقنيات التحول الرقمي والأتمتة، وإبراز الدور الحيوي لتكنولوجيا إدارة الطاقة في ضمان توازن مستقبلي منشود بين تحقيق التنمية وتسريع الاستدامة في الوقت نفسه، بما يضمن تحقيق مستهدفات اتفاق باريس للمناخ 2015، ويسيطر على ارتفاع حرارة الكوكب، ويقلل الانبعاثات الكربونية.
مبادرات خضراء
وقال: وضعت «شنايدر إلكتريك» مجموعة مستهدفات في قطاعات البيئة والمجتمع والحوكمة لعام 2025 تقيس وتراقب تحقيق أهداف الشركة من خلال برنامج «أثر الاستدامة» الخاص بالشركة.
وأضاف: تطبق «شنايدر إلكتريك» مبدأ التوأمة الرقمية من «شنايدر إلكتريك» كتكنولوجيا مبتكرة، دقيقة، توفر الوقت والتكاليف، وتسمح بتصميم محاكاة شاملة لشبكات الكهرباء، وتجربة حلول جديدة مستدامة عليها، وتلعب دوراً رئيساً في إزالة الكربون من شبكات الكهرباء، عبر تعزيز الأداء للشبكات على النحو الأمثل الذي يقلل الانبعاثات الكربونية إلى حدها الأدنى.
وتوظف «شنايدر إلكتريك» منصة «إيكوستركتشر» المتكاملة لتعزيز كفاءة إدارة الطاقة وأتمتة حلولها لدى مختلف المؤسسات والشركات.
وقال: تختص وحدة الطاقة الآمنة لدى شنايدر إلكتريك في تحوّل الطاقة، عبر التأسيس لأنظمة طاقة مستدامة تربط الرقمي بالكهربائي بسلاسة، وتحقق الحلول الفعالة الصديقة للبيئة في مجال الطاقة، عبر تحويل التحديات إلى فرص والاستفادة من مزايا الجيل الرابع من الكهرباء 4.0، حيث تتلاقى الرقمنة مع التحوّل الكهربي، من أجل مستقبل مستدام، وذلك بدمجها بين التكنولوجيا الأكثر تقدماً وعقود من الخبرة الهندسية.
وأضاف: ننظم في مؤتمر الأطراف «كوب28» «حلقات شنايدر إلكتريك للاستدامة»، البرنامج الحصري التفاعلي الذي يبحث أهم موضوعات العمل المناخي، والحلول العملية المدعومة بالتكنولوجيا والابتكار، وصناعات المستقبل، وتمكين الشباب، والتقدم في مجال الطاقة. وتجمع الحلقات خبراء وقادة فكر ومسؤولين حكوميين وإداريين رفيعين ورواداً في العمل المناخي من دولة الإمارات والمنطقة والعالم.
انعكاسات عالمية
وحول انعكاسات هذه المبادرات على المجتمع والاقتصاد بشكل عام، قال خشان: إن شنايدر إلكتريك شريك عالمي في مجالي الرقمنة وإزالة الكربون لمجموعة من أبرز الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات وقطاعات الأعمال حول العالم ومن الأعضاء المؤسسين لتحالف «المحركون الأوائل»، الذي تم الإعلان عنه خلال مؤتمر COP26 قبل عامين.
وأضاف: تعمل شنايدر إلكتريك، من موقعها كمؤسسة عالمية متخصصة في التحول الرقمي لإدارة وأتمتة الطاقة، على توفير حلول نوعية بيئية ومجتمعية وفي مجال الحوكمة المؤسسية، بالتزامن مع تصاعد استثمارات المنطقة والعالم في الطاقة، لا سيما النظيفة والمتجددة.
وفي هذا السياق، تقدم «شنايدر إلكتريك» حلولها لتمكين مؤسسات القطاع الحكومي وشركات القطاع الخاص التي تعمل معها في دولة الإمارات والعالم من تسريع مسار تطبيق استراتيجيات استدامة تعزز كفاءة إدارة الطاقة وتحقيق الاستدامة، وهو ما أهّلها لتشغل المرتبة الأولى في قطاع الطاقة الكهربائية بحسب تقييم «إس أند بي غلوبال» لعام 2022، والمرتبة الأولى في قطاع الإلكترونيات والمعدات في تصنيف «فيجيو إيريس» التابعة لوكالة «موديز»، والتصنيف المتميز في القائمة «A» لعام 2022 للشركات الرائدة وفي الشفافية البيئية لمؤسسة «سي دي بي» العالمية.
دور محوري
وبالنسبة لدور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خفض الانبعاثات، قال خشان: إن للتكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في خفض الانبعاثات وإزالة الكربون في مختلف القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها قطاع الطاقة.
وأوضح أن التكنولوجيا والتحوّل الرقمي تنوّع الاستثمارات ومصادر الدخل، وتوظف الذكاء الاصطناعي والتحكّم الآلي وتقنية سلاسل الكتل «البلوك تشين» والتكنولوجيا المالية، لتعزيز النمو الاقتصادي، ودعم الأمن السيبراني، وتعزيز فرص الاقتصاد الرقمي وتطوير برامج الإدارة الفاعلة والمستدامة للبيانات.
وقال: لدى «شنايدر إلكتريك» خطة لإطلاق أداة محادثة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدة قادة الشركات والمؤسسات على التفاعل مع بيانات الطاقة والاستدامة ضمن مؤسساتهم بسرعة أكبر واتخاذ قرارات سليمة بناء على تحليلاتها الدقيقة، حيث تعدّ أداة مساعد مستشار الموارد أحدث ابتكارات الشركة العالمية ضمن منصة إيكو ستركشر الذكية التابعة لها.
وأكد أن «شنايدر إلكتريك» تلتزم بشراكات نوعية هادفة مع مؤسسات وجهات حكومية عدة، وفق مبدأ الشراكة الاستراتيجية الداعمة للتنمية والاستدامة بين القطاعين الحكومي والخاص. وهي ملتزمة أيضاً بتطوير قطاع التصنيع في الدولة، ودعم الابتكار والممارسات المستدامة في القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة، تماشياً مع المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 التي أعلنتها قيادة الإمارات ضمن «مشاريع الخمسين» عام 2021 وكانت الأولى من نوعها على مستوى المنطقة.
مسارات متكاملة
تخصص «شنايدر إلكتريك» مسارات متكاملة لبناء قدرات المواهب وإعداد كوادر وكفاءات متخصصة في إدارة التحول الرقمي والأتمتة في قطاع إدارة الطاقة وتوظيف التكنولوجيا لتعزيز كفاءتها، ولدى «شنايدر إلكتريك» برامج خاصة بالشباب المتدربين من المعاهد والجامعات على مدى 3 أو 6 أو 12 شهراً تطور مهاراتهم العملية وتعزز معارفهم بخبرات نوعية تؤهلهم لمواقع وظيفية وبحثية وتطبيقية متميزة في هذا القطاع الحيوي لطاقة المستقبل.
وقال: نوفر خيارات تدريبية تخصصية وبرامج تعليمية لفرق الصيانة والشركاء وموظفي التشغيل، لتحسين كفاءاتهم وإكسابهم خبرات متعددة عبر «جامعة شنايدر إلكتريك»، ونوفر أيضاً خدمات تدريبية لشركائنا في القطاعين الحكومي والخاص، حيث نقدم دعماً متخصصاً لتمكين الشركاء وفتح آفاق جديدة.
كما تقدم «مدرسة الاستدامة» التابعة لنا المساعدة للشركاء لتحويل الخبرات والمعارف المرتبطة بالاستدامة إلى فرص أعمال.