السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. إرساء السلام العالمي عبر التنمية المستدامة

الإمارات.. إرساء السلام العالمي عبر التنمية المستدامة
2 ديسمبر 2023 02:48

أحمد مراد (القاهرة)

ترتبط الإمارات بشراكة راسخة وفاعلة مع مختلف منظمات ومؤسسات العمل الدولي، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة والوكالات والبرامج التابعة لها، تعزيزاً للعمل المشترك والتعاون الدولي بهدف إرساء دعائم السلام، عبر تحقيق التنمية المستدامة في ربوع العالم.
وتتبنى الدولة منذ تأسيسها تحركات متواصلة ومساعي حثيثة لدعم جهود المجتمع الدولي لتحقيق السلام من بوابة التنمية المستدامة، عبر تقديم العديد من المبادرات التنموية والمساعدات الإنسانية لمختلف دول العالم، وبالأخص الدول الفقيرة والنامية، وهو ما يشكل إحدى الركائز الأساسية التي تستند إليها نجاحات السياسة الخارجية للدولة الإماراتية.

تنمية 
وأوضحت أستاذة العلوم السياسية، والخبيرة في شؤون العلاقات الدولية، الدكتورة نادية حلمي، أن الإمارات تُعد واحدة من أهم وأبرز الشركاء الإقليميين لمنظمات العمل الدولي، وبالأخص المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وهو ما يظهر بوضوح في حجم التعاون الدائم والتنسيق المستمر بين الإمارات ومختلف المنظمات الدولية، سواء المعنية بالتنمية المستدامة، أو المعنية بالأمن والسلام العالمي.
وذكرت حلمي في تصريح لـ«الاتحاد» أن الإمارات تحرص على توظيف شبكة علاقاتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية الواسعة بالعديد من دول العالم والمنظمات الدولية لدعم الأمن والسلام والاستقرار في مختلف أقاليم العالم، عبر العديد من الآليات والقنوات الدبلوماسية وبرامج التنمية المستدامة، وذلك من منطلق إيمان الإمارات بأن تحقيق التنمية المستدامة في مختلف دول العالم يعزز الأمن والسلام العالمي. ومنذ أن انضمت الإمارات إلى الأمم المتحدة في 9 ديسمبر 1971 جمعتها شراكة قوية ومثمرة بالمنظمة الدولية استمرت على مدى أكثر من نصف قرن، وقد حرص الجانبان على ترسيخ آليات التعاون المشترك، لا سيما في مجالات تعزيز الأمن والسلم الدوليين، والالتزام بتحقيق عالم أفضل للبشرية، وتأتي المبادرات التنموية والبرامج الإنسانية في مقدمة مجالات الشراكة والتعاون بين الجانبين، وهو ما جعل الأمم المتحدة تعتبر الإمارات شريكاً إقليمياً وعالمياً مهماً يتبنى مبادرات نشطة لتعزيز السلام والاستقرار، والاستجابة للأزمات الناشئة، ودعم العمليات الإنسانية الإنقاذية والتنموية في جميع أنحاء العالم. واتفقت الإمارات والأمم المتحدة على هامش اجتماعات الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عُقدت في الفترة بين يومي 18 و26 سبتمبر الماضي على تعميق الشراكة بينهما في مختلف المجالات، ومنها النواحي الإنسانية، والطاقة المتجددة، والمناخ، والتنمية المستدامة، إضافة إلى الاتفاق على مواصلة التعاون المشترك لدعم السلام العالمي.

عضوية فاعلة
وشددت الخبيرة في شؤون العلاقات الدولية على أهمية الدور البارز والفاعل الذي تؤديه دولة الإمارات داخل أروقة مجلس الأمن الدولي منذ بدء عضويتها غير الدائمة في يناير 2022، وهو ما جسد المكانة الدولية المرموقة التي تحظى بها الدبلوماسية الإماراتية، وقد جاءت قضايا التنمية المستدامة والسلام العالمي على رأس أولويات أجندة الإمارات داخل المجلس الدولي.
ونجحت الإمارات طوال فترة عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي من يناير 2022 إلى ديسمبر 2023 في حشد جهود العالم لدعم قضايا الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي، والاستفادة من إمكانيات الابتكار في تحقيق السلام، والعمل على اعتماد آليات الحوار والدبلوماسية والتفاوض لحل الأزمات والنزاعات، إضافة إلى تقديم دفعة قوية لقضايا التنمية المستدامة، ومن بينها، دعم جهود مكافحة التغير المناخي، وإيلاء الأهمية لأعمال الإغاثة الإنسانية والتنموية، ومعالجة الأزمات الصحية العالمية والأوبئة، ودعم أمن الطاقة، والأمن الغذائي، ودعم برامج التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأشادت خبيرة العلاقات الدولية نادية حلمي بتنامي أوجه التعاون بين الإمارات وبرامج ووكالات الأمم المتحدة، لا سيما في مجالات العمل التنموي والإنساني، وهو ما يلبي الاحتياجات الضرورية والتنموية لملايين البشر في العديد من دول العالم، وبالتالي يعمل على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في هذه الدول.
وتصدرت دولة الإمارات في الأعوام 2013 و2014 و2015 و2016 و2017 قائمة أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية مقارنة بالدخل القومي الإجمالي، ووصلت المساعدات الإماراتية إلى 196 دولة حول العالم، منها 50 دولة من الدول الأقل نمواً، وبلغ العدد الإجمالي للمستفيدين حوالي مليار شخص، بينهم 767 مليوناً من النساء والأطفال. كما تعمل الإمارات والأمم المتحدة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة باعتبارها دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر، وحماية البيئة والمناخ، وضمان تمتع السكان في كل مكان بالسلام والازدهار.
وبحسب التقارير والبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن فريق الأمم المتحدة القُطْري يتعاون مع نظرائه الإماراتيين من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات تحت مظلة المساعدات الإنسانية العالمية، وغيرها من الشراكات المتعلقة بالسلام، والأمن، والمناخ، والتنمية المستدامة، والتنوع البيولوجي من أجل عالم أفضل.
من جانبه، أوضح المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، السفير جمال بيومي، أن دولة الإمارات ترتبط بشراكات راسخة مع مختلف المنظمات الدولية والأممية، وهو ما ساعدها في تحقيق العديد من النجاحات، لا سيما في ملف دعم السلام العالمي عبر تقديم وطرح العشرات من المبادرات الإنسانية والبرامج التنموية التي تعمل على تحقيق التنمية المستدامة في مختلف دول العالم، وهو ما يشكل ركيزة أساسية للسياسة الخارجية لدولة الإمارات.
وذكر الدبلوماسي المصري في تصريح لـ«الاتحاد» أن المنظمات الدولية والأممية تعول كثيراً على الجهود الإماراتية في مجالات العمل الإنساني، والتنمية المستدامة، ودعم السلام والاستقرار في العديد من دول العالم، عبر تقديم المساعدات التنموية بهدف محاربة الفقر، ومكافحة الجوع، واستئصال الأمراض من المجتمعات الفقيرة، وهي مساعدات لا ترتبط بأي توجهات سياسية. وتتعاون الإمارات مع الدول العالمية الكبرى والمنظمات الدولية والأممية لتقديم المساعدات اللازمة لأكثر من مليار شخص يعيشون في حالة من الفقر الشديد، ويأتي ذلك في إطار المساعي الإماراتية الرامية إلى دعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي تهدف إلى القضاء على الفقر في كل مكان.

مساهمات 
كانت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات، نائبة المفوض العام للأمم المتحدة في إكسبو 2020 دبي، قد عددت أوجه التعاون بين الإمارات والأمم المتحدة، وتمثلت في العمل معاً في قضايا البيئة والتنمية المستدامة والسلام والأمن والشراكة الثنائية في مجال المساعدات الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©