هالة الخياط (أبوظبي)
كشفت إمارة أبوظبي عن خطتها للتحول التدريجي نحو الحافلات الخضراء عديمة الانبعاثات الكربونية لتكون جزيرة أبوظبي بحلول 2030 منطقة خضراء تُخدم بنظام نقل عام يعمل ببدائل الطاقة المستدامة الكهربائية والهيدروجينية عديمة الانبعاثات، والمضي قدماً نحو التغيير المتكامل بحلول عام 2050.
وخلال ملتقى «التنقل الأخضر»، الذي نظمه أمس مركز النقل المتكامل التابع لدائرة البلديات والنقل، تم الإعلان عن خطة التحول نحو تعزيز منظومة النقل المستدام في إمارة أبوظبي، لتبدأ المرحلة التجريبية للحافلات الهيدروجينية والكهربائية في نهاية 2024 وتستمر لـ 18 شهراً، لتبلغ نسبة التحول 20% من حافلات النقل العام في 2030 بحيث تعمل ببدائل الطاقة المستدامة، وصولاً إلى نسبة 100% في عام 2050.
وشارك في الملتقى مسؤولون من الجهات الحكومية، وممثلون من جمهورية كوريا الجنوبية وجمهورية الصين الشعبية، إلى جانب ممثلي الشركات المصنعة للحافلات العاملة بالطاقة الخضراء، وعدد من المؤسسات التعليمية، بما في ذلك جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة خليفة وغيرها.
وأكد عبدالله المرزوقي، مدير عام مركز النقل المتكامل، في كلمته الافتتاحية خلال الملتقى، حرص المركز على العمل بشكل وثيق مع شركاء المركز الاستراتيجيين، محلياً وعالمياً، من خلال «برنامج الحافلات الخضراء» كجزء من خريطة الطريق التي أعدها المركز، تماشياً مع جهود الدولة، وتحقيقاً لاستراتيجية الحياد المناخي 2050. وأشار المرزوقي، إلى أن ملتقى التنقل الأخضر، وبرنامج الحافلات الخضراء يؤكدان التزام المركز بدعم مساعي حكومة إمارة أبوظبي في ترسيخ مكانتها مدينة سبّاقة في تبني بدائل تنقل صديقة للبيئة. تتماشى هذه الجهود مع المبادرات المبذولة في دولة الإمارات خلال عام الاستدامة، وتستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة حول تغيُّر المناخ «كوب 28»، وتهدف إلى تعزيز جهود الإمارة في الحد من الانبعاثات الكربونية، وتوفير خيارات نقل متنوعة للمجتمع، دعماً للاقتصاد والبيئة وإنشاء
مدن ذكية ومستدامة تساهم في رفع جودة الحياة.
وشهد الملتقى استعراض نماذج من الحافلات الهيدروجينية والكهربائية التي ستعمل كجزء من شبكة النقل العام في جزيرة أبوظبي خلال مرحلة التقييم.
وأوضح محمد الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع شؤون النقل العام لـ«الاتحاد» البرنامج تم تدشينه العام الماضي بعد توقيع مذكرات تفاهم مع كل من جمهورية كوريا الجنوبية، الرائدة في مجال الحافلات الهيدروجينية، وجمهورية الصين الشعبية، الرائدة في مجال الحافلات الكهربائية. وقال: «إن المرحلة الأولى للمشروع ستكون في 2030 لجعل جزيرة أبوظبي خالية من الانبعاثات الكربونية وخضراء بالكامل، وصولاً ليكون أسطول حافلات النقل العام بالكامل حافلات خضراء في 2050». وبين الحوسني أن الرحلة طويلة وتحولية بشكل كبير، وفيها مفهوم استراتيجي قائم على الشراكة والتنوع، وخيار التنقل الأخضر خيار للجميع.
ولفت إلى أن خطة التحول مكّنت المركز من الانطلاق بجاهزية أكبر، متسلحاً بخبرات الشركاء والمعرفة المتبادلة من خلال برنامج تدريبي تخصصي للكفاءات الإماراتية وزيارات للمصانع والمحطات في مدن مختلفة في كل من البلدين.
من جانبها، أوضحت بدرية الكعبي، مدير مشروع الحافلات الخضراء في مركز النقل المتكامل، أن برنامج الحافلات الخضراء يهدف إلى جعل جزيرة أبوظبي بحلول عام 2030 منطقة خضراء تُخدم بنظام نقل عام يعمل ببدائل الطاقة المستدامة، حيث سيتم التحول بنسبة 20% ليشمل تقريباً 260 حافلة، لتصل إلى 40% في عام 2024 وصولاً التغيير المتكامل بحلول عام 2050 ليشمل 100% من أسطول حافلات النقل العام، بحيث تعمل بطاقة هيدروجينية أو كهربائية، بناء على نتائج التقييم الذي سيحدث من بداية الربع الثاني من 2024 لمدة 18 شهراً، وخلالها ستقيم الحافلات تشغيلياً، ومن ناحية الصيانة، والتكلفة والتأثير في البيئة، وغيرها. وخلال الملتقى سُلط الضوء على إحدى أهم شراكات ضمن برنامج الحافلات الخضراء، وهي إنشاء أول محطة هيدروجينية في دولة الإمارات التي تخدم حافلات النقل العام ومركبات الأجرة، والتي تم تدشينها مؤخراً في مدينة مصدر، بالتعاون مع شركة أدنوك.
وعبر الشراكات المتنوعة ضمن إطار البرنامج، سيتم تقييم نماذج عدة من الحافلات التي تعمل بالطاقة الهيدروجينية والكهربائية بشكل شمولي للأبعاد الفنية والتشغيلية وغيرها، خلال فترة البرنامج الممتدة حتى الربع الثالث من عام 2025. وستكون نتائج ومخرجات هذا التقييم هي الأساس الذي ستبنى عليه خطة التحول التدريجي لأسطول حافلات النقل العام في الإمارة نحو أسطول بالطاقة الخضراء، بما يواكب جهود المدن الرائدة عالمياً في هذه المجال.
وعلى هامش الملتقى وقع مركز النقل المتكامل عدداً من اتفاقيات الشراكة مع شركاء البرنامج من مصنعي الحافلات الهيدروجينية والكهربائية. ساهم هؤلاء الشركاء في تطوير المواصفات الفنية للحافلات بشكل مبدئي قبل المضي قدماً بمرحلة التقييم، ملتزمين خلالها بدعم المركز في النواحي الفنية والتشغيلية، ومشاركة المعرفة مع فريق عمل البرنامج.
وأشاد شركاء برنامج الحافلات الخضراء، المحليون والعالميون، على أن هذه التجربة تعتبر منصة ابتكارية يتم من خلالها التعاون بين كل من القطاع الحكومي والخاص في سبيل تطوير حلول متقدمة في مجال التنقل تتوافق مع السياق المحلي للمنطقة، بما يعزز مكانة أبوظبي على الصعيد الإقليمي مرجعاً من خلال هذه التجربة المتكاملة.