الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«السبخة الإماراتية».. مُدن الملح المستدامة

«السبخة الإماراتية».. مُدن الملح المستدامة
28 نوفمبر 2023 00:50

نوف الموسى (دبي)
لا يُمكن الذهاب إلى الناشئة والجيل القادم، بتعريفات عامة لـ «الاستدامة»، دونما التفكير في اللغة الأصيلة للبيئة الطبيعية، وبيان طرق تعبيرها في التواصل مع البشر، فكل شكل تضاريسي بتنوعه، يحمل بين طياته تردداً اجتماعياً وثقافياً ومعرفياً، وإن كان في نشأته الأولى منذ آلاف السنين، لم يعمد إلى أن تكون حركته على كوكب الأرض، من خلال ظواهر عامة، باعتبارها محفزاً لبناء علم اللغة، سواء من خلال الأشكال والأصوات والظلال القادمة من ميلان الشمس، وغيرها من التفسيرات اللونية، والتفرعات الجيولوجية التي أحدثت تطوراً جينياً، ساهمت في نقل ما يصفه الباحثون والعلماء بالبيانات الخاصة بالمكونات الطبيعية بين مختلف الكائنات، جيلاً بعد جيل، إلا أنها تبقى دلالة واضحة على أن ميزة التطور المرتبطة بالحياة الطبيعية، لطالما سعت إلى بناء مجتمعات متداخلة من العناصر ذات التأثير المباشر باستمرارية الحياة، وتعزيز فكرة البقاء، ومن بين تلك المفارقات اللافتة لاستحضار أشكال لغة التواصل في البيئة الطبيعية المحلية، هو حضور لغة عنصر «الملح» في الفضاء البيئي لدولة الإمارات، من خلال مفهوم «السبخة»، تلك المساحات الصحراوية التي يكسوها الملح، وثق أثر وجودها كتاب «تكوين السبخات»، ممثلاً نتاجاً لأحد أبرز المشروعات الوطنية لدولة الإمارات، ضمن معرض الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية، تحت عنوان «أرضٌ لدنة»، لقيّمي الجناح وائل أعور وكينيتشي تيراموتو، وقام بتأليف الكتاب الباحثان والمهندسان الإماراتيان راشد وأحمد بن شبيب، حيث تشكل المخرجات العلمية والاجتماعية لكتاب «تكوين السبخات» أساساً في الاستعراض الصحافي لهذه المقالة التعريفية بأثر مدن الملح المستدامة.
والجدير بالذكر، أنها من المرات الاستثنائية التي يتم فيها إجراء دراسة ثقافية علمية فنية موسعة، تربط بين 3 مسارات رئيسية، وهي كيف يُمكن الاستفادة من «السبخة»، باعتبارها جزءاً من النظام الطبيعي للأراضي الرطبة، في أن تعمل كمركز لامتصاص انبعاثات الكربون، والاستلهام من مكوناتها الطبيعية في إنتاج مواد فنية مستدامة تؤسس لثقافة العمارة المستدامة في المستقبل القريب، وذلك من خلال إمكانية مقاربة نتائجها العلمية بمسألة إعادة تدوير «نفايات المحلول الملحي»، الناتجة عن تحلية مياه البحر للحصول على المياه العذبة، يصفها الباحثون في الكتاب بأنها النفايات الكارثية بيئياً، ومسألة إعادة تدويرها تقدم لنا مادة بديلة نافعة عن الأسمنت البورتلاندي، ويهدف القائمون على الدراسة، إلى إثبات أن «السبخات الإماراتية»، وغيرها من الأراضي الرطبة حول العالم، هي ظاهرة تستحق الدراسة باعتبارها أحد الحلول المحتملة للحد من تغير المناخ، وكونها مورداً يستوجب العرض والحفاظ عليه بهدف تحقيق تنمية عمرانية أكثر استدامة.

التاريخ الشفاهي
الذاكرة الشعبية عبر التاريخ الشفاهي، تمثل أكثر مضمون تفاعلي، يثبت لنا حوار الطبيعة مع أُناس الأرض والمكان، فهم يستلهمون الإحساس من الطبيعية، ويبنون على أثره تلبية مستمرة لاحتياجاتهم الرئيسية من مثل المأكل والمسكن والملبس، أيّ يؤسسون «معنى» من وجودهم، إلى جانب تعزيزهم للبعد الشعوري والعاطفي، المسؤول عن خلق توازن نسب التبادل بين عطايا الأرض، وإبداع الإنسان في تحويله إلى أشكال ثقافية موروثة تقوم على أثرها الحضارة في مختلف مجتمعات العالم، فمن خلال تناول كتاب «تكوين السبخات» لموضوعين رئيسين، كما وثقهما المهندسان والباحثان راشد وأحمد بن شبيب، هما السبخات البرية والسبخات الحضرية، يستكشف القارئ السبخات البرية على اليابسة في الصحارى والمواقع الساحلية وعلى البحيرات والجبال، مما يعمل على تشكيلها لواجهات بحرية شاسعة، بينما في السبخات الحضرية، يوضع لها السياق البشري، المحفز لاستكشاف العلاقات التاريخية بين البشر والسبخات، ومناقشة طرق استخدامها من قبل البنائين والمعماريين والمدن باعتبارها مورداً للمكاسب المادية والاقتصادية. وتتمركز قوة البحث في الكتاب وجوهره حول الكيفية التي ربط فيها المؤلفان بن شبيب تجاوز الملح لوجوده في موقعه الطبيعي، ودخوله في تقاليدنا وطقوسنا ومهرجاناتنا وبيئاتنا، مبينين أنه قد تكون أقدم طقوس الملح التي تستمر ممارستها حتى الآن في القرن الحادي والعشرين هي استخدامه كحمام ملحي، فقد تعددت استخدامات الملح وتنوعت، ابتداء من استخدامه في طقوس التطهير الروحي خلال مباريات السومو اليابانية، مروراً باستخدامه في زفاف الطائفة اليهودية.

حضارة سيوة
رصد الباحثان راشد وأحمد بن شبيب توضيحاً مهماً في كتاب «تكوين السبخات»، وهو أن التاريخ شهد تأسيس العديد من الحضارات على أسس «السبخات»، وكان من أبرزها حضارة سيوة في مصر القديمة، إذ لم تكن سبخة سيوة في عام 10,000 قبل الميلاد موقعاً لإحدى أقدم الحضارات فحسب، بل واستخدم ملحها لبناء المدينة ذاتها، فتم تشييد المنازل باستخدام «الخرشيف»، وهي مادة تقليدية للبناء تصنع في جلها من الملح، والتي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا كدليل على استدامة تلك العناصر من البناء. وقد تم استخدام الملح منذ ذلك الحين في مجموعة متنوعة من التجارب المعمارية، منها ممارسة الطوب المزجج بالملح والسيراميك. 
ومن بين أبرز تفاصيل السرد البحثي التي قدمها الباحثان بن شبيب هو حضور الرواية الإماراتية، من خلال ربط المورد الطبيعي بما يتذكره أهل الإمارات عن رؤيتهم لمساحات السبخة في طفولتهم وشبابهم في تلك الفترة، من بين الرواة تحدث الراوي الإماراتي عبدالله الكعبي: ربما كنت في العاشرة أو الحادية عشرة من عمري عندما تسللت من المنزل في وقت متأخر من الليل واختبرت عندها مدينتي سيراً على الأقدام كما لم أرها من قبل، فصادفت قطعاً شاسعة من الأراضي المليئة بالحجارة والأشجار البرية والمظلمة بلونها الأسود القاتم، وقد شغل تفكيري سبب عدم استخدام تلك الأراضي للبناء، في حين كان كل ما رأيته حتى ذلك الحين هو التقدم والبناء. في المرة التالية، قمت بإحضار حقيبة وجهاز تلفزيون جيب صغيراً اشتريته من السوق وبعض الحلوى وبدأت في التنزه على السبخات مع أصدقائي، حتى إننا أطلقنا اسماً خاصاً على كل سبخة من السبخات (والتي اختفت من ذلك الحين). كما أذكر وجود أجزاء من منطقة القرهود، حيث ينتهي المطاف بك في البرية إذا أخذت منعطفاً خاطئاً في الظلام. 
ويستمر الباحثان راشد وأحمد بن شبيب، في بيان أهمية دور السبخة في علوم الأرض والخطاب البيئي المعاصر، وعند أخذ ذلك بعين الاعتبار إلى جانب توسع مظاهر التحضر في مدن دولة الإمارات، وغيرها من مدن الملح، فيمكن حينها لتدخلات النشاط البشري أن تعيد تشكيل دور السبخة البيئي وتميز موقعها من بين البري أو الحضري، حيث تمتد السبخات على سواحل العاصمة أبوظبي لأكثر من 300 كيلومتر، ابتداء من حدودها الغربية مع المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى رأس غناضة بالقرب من حدود أبوظبي الشرقية مع إمارة دبي، علاوة على امتدادها نحو اليابسة بمساحة تصل إلى ما يقارب الـ 25 كيلو متراً، وعلى الرغم من وجود السبخات في الصحارى في جميع أنحاء العالم، إلا أن تشكيل السبخات الموجودة في أبوظبي، يعبر عن تجمعات طبيعية فريدة من نوعها، وهو ما لاحظة كذلك عدد من باحثي الكلية الملكية في لندن في عام 1969، عند تحرّيهم بأن سبخة أبوظبي قد تشكلت خلال السبعة آلاف عام الماضية نتيجة تآكل الكثبان الرملية وتعريها بفعل الرياح، وتعد سبخة «مطي» في إمارة أبوظبي ثاني أكبر مسطح ملحي في شبه الجزيرة العربية، بعد سبخة «أم الصميم» في سلطنة عُمان.

شبه الجزيرة العربية
تعد منطقة شبه الجزيرة العربية موطناً لإحدى أكثر سهول الملح امتداداً في العالم، توثيق سجله الباحثان المهندسان راشد وأحمد بن شبيب في كتاب «تكوين السبخات»، إذ تحتضن صحراء الربع الخالي (الممتدة على حدود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والجمهورية اليمنية ودولة الإمارات)، مجموعة متنوعة من السبخات الساحلية والقارية. وفي حين تتمتع العديد من العناصر الموجودة في تلك السهول الملحية (مثل الطين والطمي والكبريت) باستخدامات تجارية متعددة، إلا أن ثلاثة من المعادن البارزة التي تشكلت خلال عملية تكوين سبخات الجزيرة العربية تبرز بشكل ملحوظ، وهي الأنهيدريت (كبريتات الكالسيوم اللامرئية» و«فراش الطحالب الأرضي» المستخدم لإنتاج الوقود الحيوي، و«وردة الصحراء»، وهو مركب يتكون في أغلبه من الجبس. وفي هذا السياق، يوضح الكاتبان بن شبيب أن وجود الجبس يساعد على تمييز السبخات عن البيئات المالحة الأخرى، كما يعد الجبس من أكثر المواد استخداماً في قطاع البناء نتيجة لإدراجه في خليط الأسمنت البورتلاندي، وهو أكثر مزيج شيوعاً في عملية صب الخرسانة، علاوة على استخدامه ضمن ممارسات العمارة الداخلية كبديل للخشب أو الخرسانة في تشكيل مظهر وهيئة المساحات المبنية، ويعد الجبس أيضاً إحدى مواد البناء القليلة القابلة لإعادة تدويرها بالكامل.

«الملح».. توليفة جديدة من تقنيات البناء
فيما يتعلق بموضوع تاريخية العمارة تحديداً، وارتباطها بعنصر الملح، كتب الباحثان المهندسان راشد وأحمد بن شبيب بأن نشاطات استكشاف السبخات وممارسات استخدام الملح كمادة معمارية وأهميتها في تخطيط المدن هي ليست بالأمر الجديد، فقد وظف المعماريون منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم المواد الطبيعية مثل الملح في ابتكار توليفة جديدة من تقنيات البناء، وتعد قرية «القرنة» التي أبدعها المعماري المصري حسن فتحي، ومقصورة المعماري السويسري- الفرنسي لو كوربوزييه، ومنزل «كان ليس» للمعماري الدنماركي يورن أوتزون، هي جميعها أمثلة على التصميمات المعمارية المعاصرة التي استخدمت مثل هذه المواد التقليدية. 
وسرد الباحثان بن شبيب كيف أنه سبق أن وظفت تقنية التزجيج بالملح في الهندسة المعمارية على نحو عالمي في صناعة الفخار، ومن ثم انتقلت ببطء لتشمل الممارسات صناعة البلاط أو السيراميك، ولتنتقل بعدها تلك الممارسة إلى أعمال الطوب، وقد تم توظيف تقنيات الملح للمرة الأولى في اليابان بواسطة الخزاف شوجي هامادا الذي تأثر بصناعة الفخار الأوروبي، وثم ألهمت أعماله بدورها المهندس الياباني الحديث توغو مورانو أحد أشهر المهندسين المعماريين اليابانيين في مجال هندسة وتصميم للمساحات المدنية والثقافية. 
يعتبر الباحثان المهندسان راشد وأحمد بن شبيب أن السبخات لعبت دوراً غير مقصود في تعزيز النسيج العمراني في دولة الإمارات، مع بدء نشاطات التحديث في تشكيل الدولة، وبدء واردات النفط في تحويل مناطق الدولة البرية إلى مدن رئيسية، حيث كانت تعد معظم السبخات الساحلية مواقع رئيسية لتطوير واجهات الدولة البحرية، ومع استمرار دولة الإمارات في التقدم، رأى المهندسون المعماريون الدوليون الإمكانات غير المحدودة لهذه البيئة التي لا تفرض قيوداً تذكر على تنفيذ الهندسة المعمارية المتخيلة وتخطيط المدن. لكن هذه العملية قد تطلبت التثقيف الجيولوجي والبيئي لأولئك المعماريين بغرض تعاملهم مع تضاريس لا تشابه ممارساتهم في بيئاتهم الأصلية. وبدأ المعماريون بذلك وببطء في إضافة السبخات إلى قاموسهم المعماري.

نهضة عمرانية مستوحاة من «السبخات» 
بغرض استيعاب الدور الذي لعبته السبخات في تطور دولة الإمارات، ألقى المهندسان راشد وأحمد بن شبيب الضوء على مجموعة من أكثر مشاريع السبخات المعمارية والفنية أهمية، علاوة على استكشافهما لأهم الشخصيات العاملة على إعادة تعريف الدور الذي يلعبه التحضر والعمرانية، وكيفية توثيق دور بيئة السبخات ضمن مخططاتهم، منها قد يكون أحد أقل العروض المعمارية تقديراً في مجال السبخات الساحلية هو التخطيط الذي اقترحه المهندس المعماري سيدريك برايس لمشروع حديقة أبوظبي البحرية في عام «1973»، وهدف ذلك المشروع إلى تحويل كاسر الأمواج على ساحل مدينة أبوظبي إلى «حديقة بحرية» بأسلوب يعمل على حماية الشاطئ وعلى توفير «أنشطة ترفيهية مبتكرة» في الوقت ذاته. 
وهنا تم اقتراح إنشاء مراسٍ لحوالي 800 قارب، إضافة إلى زوارق التجسير، ونافورة مضيئة للوقت، ومنصة للعوم، والممشى المرجاني والحديقة المائية. وتمثل مشروعٌ آخر غير محقق لسبخة الواجهة البحرية في أبوظبي، مشروع أوسكار نيميير: الجزيرة الترفيهية في عام «1982»، وكان اقتراح أوسكار نيميير معماري برازيلي وأحد أكبر مهندسي القرن العشرين لإنشاء حديقة ترفيهية في أبوظبي من شأنه أن يزود الإمارات (الحديثة نسبياً حينها) بشعار معماري مبدع، اتضحت تفاصيله من خلال 15 من الرسومات اليدوية البدائية المتعلقة بالمشروع، والتي تحتفظ بها مؤسسة أوسكار نيميير، حيث يظهر في الرسومات بداية رؤية نيميير لسبخة أبوظبي الساحلية والمواصلات التي تخيلها للمشروع، والتي تمثلت في سكة أحادية مرتفعة عن الأرض (توازي في نمطها تخطيط مترو دبي الحالي) كان من شأنها توفير إطلالات بانورامية على عمارة الجزيرة. 

النباتات في «السبخات»
ذكر كتاب «تكوين السبخات» للمهندسين والباحثين راشد وأحمد بن شبيب، أنه على الرغم من اشتراك السبخات حول العالم في احتضانها لمجموعة متنوعة من الحياة النباتية، إلا أن هناك أنواعاً معينة من نباتات السبخة التي تتخذ من الخليج العربي موطناً لها بشكل خاص: إذ أنه وعلى الرغم من عيش مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات ضمن نظام السبخات الطبيعي، إلا أن خصائص تلك الكائنات لا تزال غير معروفة، علاوة على قلة دراستها ضمن الخطاب الأوسع للشبكة البيئية العالمية نظراً لشيوع صيت السبخات باعتبارها بيئات غير خصبة أو مضيافة. 
ولكن ما يتم التغاضي عنه عادة هنا هو حقيقة ازدهار التنوع الأحيائي حتى في البيئات شديدة الملوحة وفي أكثر التضاريس صعوبة.

الطيور في السبخة الإماراتية
يرجح كتاب «تكوين السبخات»، بحسب الباحثين راشد وأحمد بن شبيب، أن يكون طائر النحام هو الأبعد طيراناً من حيث المسافة بين الطيور المهاجرة متوقفاً للاستراحة لفترة قصيرة في سبخات الخليج العربي الساحلية، حيث يسافر النحام من آسيا الوسطى وإيران لمسافات قد تصل إلى حوالي 7000 كيلو متر، وقد تم توثيق مواطن تكاثر النحام في شبه الجزيرة العربية منذ عام «1922» في دولة الكويت. وقد تم اختيار عدة مواقع عبر دولة الإمارات للفحص السنوي المعني باستكشاف وجود فصائل جديدة وإحصاء تعداد الطيور وهي: «خور العبيدة» في إمارة أم القيوين، «رأس الخور» في إمارة دبي، «جزيرة بلْغيلم» و«السلع» في إمارة أبوظبي، و«الحمرانية» في إمارة رأس الخيمة، وهي جميعها مواقع محتملة بدورها لتشكيل السبخات فيها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©