أبوظبي، غزة (الاتحاد، وكالات)
أدانت دولة الإمارات واستنكرت بأشد العبارات القصف الإسرائيلي لمدرسة الفاخورة التابعة للأونروا ومدرسة تل الزعتر والهجمات اللاإنسانية التي تشنها إسرائيل على المدارس والمستشفيات في قطاع غزة، مؤكدة رفض دولة الإمارات القاطع لاستهداف المؤسسات والأعيان المدنية في القطاع.
وشددت وزارة الخارجية على أن الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين، وتوفير الحماية الكاملة للمؤسسات والأعيان المدنية وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق.
وأكدت الوزارة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، مؤكدة أهمية أن ينعم المدنيون والمؤسسات المدنية بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.
ودعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى دفع كافّة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل.
وفي سياق آخر، أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، وجود عشرات الآلاف من المصابين بالتهابات رئوية وهضمية في غزة، محذراً من أثر طويل المدى لانهيار المنظومة الصحية في القطاع بعد 43 يوماً من الحرب.
وأشار المنظري إلى أن أكثر من 60 ألف مصاب بالتهابات رئوية في غزة، إضافة إلى أكثر من 35 ألف حالة مصابة بالتهابات الجهاز الهضمي والإسهال، خاصة بين الأطفال والحوامل.
وأضاف أن هناك أيضاً ما يقارب 16 ألف حالة مصابة بالجرب والالتهابات الجلدية.
ولفت إلى وجود ما يقارب 450 ألف شخص من سكان غزة مصابين بأمراض نفسية «متوسطة وشديدة الحدة، سواء كانت اكتئاباً أو اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق، وكذلك انفصام الشخصية».
وأوضح أن «الوضع الصحي العام في غزة في حالة مزرية، ليس فقط على مستوى المؤسسات الصحية»، مشيراً إلى نزوح 1.7 مليون شخص من سكان القطاع إلى الجنوب. وأضاف: «5 مقومات حياتية أساسية مفقودة في غزة من أصل 6 هي الماء والغذاء والدواء، وكذلك العمل وأماكن الإيواء، لم يتبق لهم سوى الهواء، وهذا مقلق جداً».
وأكد أن دخول المساعدات إلى غزة «بطيء جداً»، مشيراً إلى أنه «قبل الحرب كان يدخل يومياً 500 شاحنة محملة بمختلف أنواع المساعدات، الآن بعد ستة أسابيع من الاعتداء دخلت ما يقارب 1130 شاحنة، منها 220 شاحنة محملة بمستلزمات طبية».
وبيّن أن «نصيب منظمة الصحة العالمية من هذه الشاحنات 16 شاحنة تقريباً محملة بحوالي 70 طناً من المستلزمات الطبية والأجهزة والمعدات، والأدوية، والأدوات الجراحية، وأدوات التعامل مع الحالات الطارئة في الميدان، لكن للأسف هذه قطرة في محيط لا تلبي أبداً الاحتياجات، خصوصاً مع زيادة أعداد الجرحى إلى أكثر من 30 ألف جريح».
وتابع: «تتعلق الخطورة الكبيرة في قطاع غزة حالياً بتوقف برنامج التقصي الوبائي والترصد، والذي كان من أفضل الأنظمة، لكن للأسف مع تدمير البنى التحتية وقتل وتشريد العاملين الصحيين، توقف هذا النظام، ما يسمح بانتشار الأمراض المعدية بين أفراد المجتمع، وانتشار الأمراض المنقولة بالبعوض على سبيل المثال، مثل الملاريا أو الحمى النزفية أو الحمى الصفراء، إضافة إلى الأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة، كالكوليرا والتهاب الكبد الوبائي».
وحذرت وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين «الأونروا»، السبت، من مقتل المزيد من الأشخاص في قطاع غزة وسط استمرار القصف والمعارك.
وقالت الوكالة الأممية، في تدوينة عبر حسابها على منصة «إكس»: «في كل دقيقة، وفي كل ساعة، الوضع يزداد سوءاً في غزة».