أبوظبي (وام)
عبّرت دولة الإمارات عن تعازيها الصادقة وتضامنها مع الشعب الأفغاني الصديق في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال غرب مدينة هرات، ما أسفر عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص.
وأعربت وزارة الخارجية عن خالص تعازيها ومواساتها إلى الشعب الأفغاني الصديق وإلى أهالي وذوي الضحايا في هذا المصاب الأليم، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وارتفعت حصيلة ضحايا زلزال أعقبته هزّات ارتدادية في غرب أفغانستان إلى أكثر من 2445 قتيلا أمس، فيما يسابق عناصر الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين تحت الركام في قرى سوّيت بالأرض.
وهزّ زلزال أمس الأول، بلغت قوته 6.3 درجة وأعقبته 8 هزّات ارتدادية قوية، مناطق يصعب الوصول إليها، تقع على بعد 30 كيلومتراً شمال غرب عاصمة الولاية هرات، ما أدى إلى انهيار منازل ريفية، فيما هرع السكان للنزول إلى الشوارع.
وقال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد على منصة «إكس»، نقلاً عن هيئة إدارة الكوارث، إن «2445 قتلوا في 13 قرية، وأصيب أكثر من 9 آلاف، ودُمّر 1320 منزلاً بالكامل».
ومع حلول ليل أمس الأول في قرية ساربولاند الواقعة في منطقة زندي، دمرت عشرات المنازل قرب مركز الزلازل التي هزّت المنطقة لمدة أكثر من 5 ساعات.
وقال أحد السكان ويدعى بشير أحمد «42 عاماً»: «انهارت جميع المنازل في أول هزّة، دُفن الأشخاص الذين كانوا داخل المنازل، هناك عائلات لم نسمع أي أخبار منهم». وأفاد نائب الناطق باسم الحكومة بلال كريمي، أمس، أنه مع اتضاح حجم الأضرار، بدا «للأسف، بأن حصيلة الضحايا مرتفعة جداً، ما زلنا بانتظار معرفة الأعداد النهائية».
وأمس الأول، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنه «يتوقع بأن يرتفع عدد الضحايا، فيما تتواصل عمليات البحث والإنقاذ».
وقال مسؤول في هيئة الصحة في هرات إن أكثر من 200 جثة وصلت لمستشفيات مختلفة، أغلبهم من النساء والأطفال، مضيفاً أن الجثث «نُقلت إلى عدة مواقع، قواعد عسكرية ومستشفيات».
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تجهيز أسرّة خارج المستشفى الرئيسي في هرات لاستقبال هذا العدد الكبير من الضحايا.
وفي مدينة هرات، فرّ السكان من منازلهم ومدارسهم، فيما تم إخلاء المستشفيات والمكاتب عندما ضرب الزلزال الأول، ولم ترد تقارير كثيرة عن سقوط ضحايا في منطقة المدينة.
وتعاني أفغانستان في الأساس من أزمة إنسانية حادة، إذ تم وقف المساعدات الأجنبية على نطاق واسع، كما عانت ولاية هرات البالغ تعدادها 1.9 مليون شخص من جفاف مستمر منذ سنوات شلّ الحياة في العديد من المجتمعات الزراعية.
تتعرّض أفغانستان بشكل متكرّر للزلازل، خصوصاً في سلسلة جبال هندو كوش، التي تقع بالقرب من تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.