الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«سرطان الثدي».. ابتكارات جديدة تزيد فرص التعافي

جهود كبيرة للقافلة الوردية للتوعية بكيفية مواجهة سرطان الثدي (الاتحاد)
8 أكتوبر 2023 02:18

هدى الطنيجي (أبوظبي)
سرطان الثدي، هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم، ويعد هذا المرض تحدياً صحياً كبيراً يمكن أن يؤثر على حياة النساء بشكل كبير، حيث يسرق الفرحة من عيونهن، ويضعهن أمام صعوبات كبيرة للتغلب عليه، وتعتبر التوعية بسرطان الثدي والكشف المبكر عنه من الأمور الحيوية للحفاظ على صحة المرأة. 
وبمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي، تحدثنا إلى عدد من الأطباء بخصوص الأعراض وطرق الوقاية للحفاظ على صحة وسلامة النساء. 
أوضح الدكتور ستيفن غروبماير، رئيس معهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أن سرطان الثدي يعتبر من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً حول العالم، وتتفاوت معدلات انتشاره حسب المنطقة والسكان. ويتم تشخيص هذا المرض في العديد من الدول بين النساء بشكل رئيس، ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، في عام 2020، شُخصت إصابة 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي وسُجلت 685000 حالة وفاة بسببه على مستوى العالم. 
وأضاف: في نهاية عام 2020، كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس السابقة، ما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. ويصيب مرض سرطان الثدي النساء بمختلف المراحل العمرية بعد سن البلوغ، في حين ترتفع معدلات الإصابة مع تقدمهن في السن.
وذكر أن شهر التوعية بسرطان الثدي من المبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي حول هذا المرض وإلقاء الضوء على أهمية التشخيص المبكر ودوره في تحسين المخرجات العلاجية، وعلى الرغم من أن النساء يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، إلا أن هذا المرض يؤثر على الرجال أيضاً، لكن معدلات الإصابة به منخفضة، لكنه يبقى مرضاً يصيب كلا الجنسين. وتُعزى الإصابة بمرض سرطان الثدي بين الرجال لأسباب جينية موروثة، واضطرابات هرمونية، ومجموعة من عوامل الخطر الأخرى. فنحو 0.5% إلى 1% من إجمالي عدد الإصابات تحدث بين الرجال. ويبقى البروتوكول العلاجي لهذا المرض واحداً بين الرجال والنساء.

الأكثر انتشاراً
أشار د. ستيفن غروبماير إلى أن سرطان الثدي يعتبر من بين أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال والنساء في دولة الإمارات وسبباً رئيسياً للوفاة في عام 2019، وتشكل الوفيات الناجمة عن هذا المرض نسبة 11.6% من إجمالي وفيات السرطان سنوياً.
وتعد أعداد حالات سرطان الثدي بين النساء أعلى بكثير من الرجال. ووفقاً للتقرير السنوي لحالات الإصابة بالسرطان في دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2019، هنالك 875 إصابة بسرطان الثدي بين النساء مقابل كل 8 إصابات بين الرجال.
وأكد أن التطورات التقنية أثمرت عن تقدمٍ لافت في سبل تشخيص سرطان الثدي، وقادت لتحسين معدلات تعافي المرضى، وأسهمت هذه الابتكارات الجديدة في تنويع الخيارات المتاحة لمرضى سرطان الثدي، ومنحت كوادر الرعاية القدرة على تصميم حلول علاجية حسب احتياجات كل مريض على حدة.
وأضاف: ويمكننا اليوم القيام بإجراءات علاجية أكثر تحفظاً وبشكل أكثر أماناً لمرضى سرطان الثدي، بما يمكنهم من استعادة عافيتهم بوتيرة أسرع، وهنالك العديد من الإجراءات تعزز القدرة على تصميم خيارات علاجية شخصية على غرار الماموغرام الرقمي ثلاثي الأبعاد، وفحوصات الثدي المحسنة بالرنين المغناطيسي، إلى جانب التصوير بالموجات فوق الصوتية، وخزعات الثدي بأدنى حدود التدخل والموجهة بالحاسوب، وخزعات العقد الليمفاوية، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. وإضافة لذلك، تلعب الدراسات الجنينة اليوم دوراً رئيسياً في الوقاية من مرض سرطان الثدي وعلاجه.
خطوات معينة
وأشار الدكتور غروبماير إلى أن أكثر الأوقات صعوبة بالنسبة للمرضى هي الفترة التي تعقب مباشرة تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي، لذلك نتخذ خطوات معينة للتعامل مع هذا القلق في حياة المريض. وعند تواصل المريض مع مركزنا، نخصص له ممرضة متخصصة لتبدأ بتقديم الرعاية اللازمة، والإجابة على تساؤلاته، وجمع السجلات والفحوصات، وتحديد المواعيد اللازمة التي يحتاج المريض حضورها في مركز فاطمة بنت مبارك ضمن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي. وتساعد هذه المنهجية العلاجية الفريدة في الحد من التوتر والقلق الذي يتعرض له المريض، وتتيح لنا منحه الخطة العلاجية بشكل يسير، بما يوفر الوقت اللازم للعلاج الأولي. 

الكشف المبكر
أكدت د. ناهد بالعلا، استشارية جراحة أورام الثدي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أهمية رفع الوعي بأهمية الكشف المبكر والدوري عن سرطان الثدي لضمان جودة النتائج العلاجية، وتذكير النساء فوق عمر الأربعين بضرورة تخصيص الوقت سنوياً لإجراء فحص الماموجرام، فالتطور الكبير في مجال علاج أورام الثدي ساعد في تقديم حلول علاجية متقدمة، إلا أنه يبقى للكشف المبكر تأثير مهم في الحصول على النتائج العلاجية المرجوة. 
وذكرت أن مدينة الشيخ شخبوط الطبية تحرص على توفير خدمات شاملة لرعاية أورام الثدي، ابتداءً من الكشف المبكر والتشخيص والتشريح الذي يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التشريحية، مروراً بالعلاج الجراحي والدوائي والإشعاعي، حيث توجد هناك العديد من العمليات والطرق الجراحية لعلاج سرطان الثدي، كاستئصال الورم فقط والحفاظ على الثدي مع علاج الإشعاع، وقد يتم بعد العلاج الكيميائي إذا كان حجم الورم 2 سم أو أكبر لتصغيره. 
وأضافت: وتتم الجراحة باستئصال جزء بسيط من الثدي ولا يؤثر على الحالة العامة للثدي، وهي تعد الطريقة الأفضل مقارنة بالطريقة القديمة، وقد يكون مباشرة بعد تشخيص الورم من دون العلاج الكيميائي إذا كان أصغر من 2 سم، وهو في مراحله المبكرة، وأن المريضة تغادر المستشفى بعد يوم واحد من إجراء العملية، وتوضع للمريضة مواعيد للمتابعة الطبية في العيادات الخارجية، فضلاً عن استكمال العلاج الإشعاعي والكيميائي من بعد العملية إذا تطلبت الحالة، وهذه النوعية من العمليات تعتمد على حجم الورم وموقعه في الثدي ومرحلة المرض ونسبة الكتلة مقارنة لأنسجة الثدي.
وذكرت أن الدراسات أثبتت أن هذه النوعية من العمليات لا تقل أماناً عن استئصال الثدي بالكامل، ومن ضمن الخدمات المقدمة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية الدعم النفسي والجسدي للمرضى طوال رحلتهم للتغلب على السرطان، من خلال فريق من الممرضات وأخصائيي التغذية والمعالجين النفسين وجلسات دعم مرضى سرطان الثدي.

الدعم النفسي
من جانبها، أكدت الدكتورة سونيا عثمان، اختصاصية طب الأورام في مدينة برجيل الطبية، ضرورة تقديم الدعم النفسي والمساندة لمرضى السرطان، وخصوصاً مرضى سرطان الثدي اللاتي يحتجن إلى الدعم النفسي والعطفي، سواء من الزوج أو الأقارب أو حتى في محيط العمل، حيث تؤثر الحالة النفسية لمرضى السرطان على التعايش مع المرض والشفاء منه بشكل كبير في بعض الأوقات، لافتة إلى أن أفراد المجتمع حالياً يتحلون بالوعي الكبير مقارنة بالماضي، حيث أصبحت النظرة العامة للمرض إيجابية، خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات الشفاء التي تصل إلى ما يزيد على 95%، إضافة إلى حملات التوعية بالكشف المبكر عبر الفحص الذاتي والماموغرام، حيث أظهرت دوراً مهماً في نشر التوعية بين النساء محلياً وعالمياً، كما عززت العلاجات المتطورة التي توفرها الدولة، كالعلاجات الهرمونية والذكية الموجهة التي يتم توجيهها للخلايا السرطانية فقط دون إلحاق الضرر بغيرها من الخلايا السليمة، عززت هذه النظرة الإيجابية وتقبل المرض دون النظر إلى الإصابة بالمرض بشكل سوداوي، كما كان يحدث في السابق.
وأشارت إلى أنه بفضل تطورات التشخيص والعلاج، أصبحت المصابة يمكنها أن تقوم بمهامها اليومية في العمل أو في الدراسة أو في المنزل مع أسرتها وأطفالها بشكل طبيعي، مع وجود أدوية حديثة تخفف من الشعور بالألم، مشدده على أن الفحص المبكر هو السبيل الأنجع للتخلص من سرطان الثدي.

الفحص السنوي  
أكدت الدكتورة شيماء السبع، اختصاصية الأشعة التشخيصية والتداخلية للثدي في مدينة برجيل الطبية، أهمية إجراء فحص الماموغرام سنوياً للسيدات اللاتي تخطين عمر الـ 40 لأن نسبة حدوث السرطانات تزيد بشكل أكبر مع زيادة العمر، كما تساهم التغيرات الهرمونية التي تصيب النساء في جعل فحوصات الماموغرام واضحة ودقيقة بعد عمر الـ 40 أو 50 عاماً، حيث يصبح النسيج الثديي أقل كثافة ويمكن قراءة صورة الأشعة بوضوح أكبر، فيما يساعد إجراء الفحص السنوي للماموغرام في الكشف المبكر عن أي علامات محتملة للمرض، وبالتالي يعزز فرص الشفاء، وبالتالي خفض معدل الوفيات بسبب سرطان الثدي، حيث تعتبر هذه إحدى أهم توصيات منظمة الصحة العالمية التي تركز على الفحص الدوري والكشف المبكر، مشيرة إلى خطورة الاعتقاد الخاطئ والسائد بين بعض السيدات بأن فحص الماموغرام مؤلم للغاية قد يحتاج إلى مخدر، وهو أمر غير صحيح لأن الإجراء لا يتعدى أكثر من الشعور بضغط خفيف على الثدي الذي يتم وضعه على لوح اكريليك ليتم تصويره بالجهاز، وليس مؤلماً كحال الخزعة التي يتم أخذها من المريضة عند تشخيصها بكتلة ورم في الثدي.
وأشارت إلى أن التقنيات الحديثة ساهمت بشكل كبير في كشف سرطان الثدي، بما في ذلك الماموغرام الثلاثي الأبعاد (3D)، فالتقنية ثلاثية الأبعاد تحسن من قدرة الكشف عن الأورام الصغيرة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©